Al-Quds Al-Arabi

الأمل والخوف يتسيّدان المشهد بعد عام من إعلان كوفيد وباء عالميا

-

■ برازيليــا - أف ب:أحيا العالم أمــس الخميــس الذكرى الســنوية الأولى لإعلان منظمة الصحة العالمية كوفيــد-19 وباء عالميــا، في وقت لا يزال كثيــرون حول العالم يخضعون لقيود مشددة وســط غياب أي مسار واضــح باتّجــاه عودة الحيــاة إلى طبيعتهــا رغم فســحة الأمــل التي توفرها اللقاحات.

وتم تســليط الضوء على ضخامة التحدي الأربعاء فــي البرازيل التي ســجّلت حصيلة يومية قياســية من الوفيات بلغت 2286 مدفوعة بانتشار نســخ متحورة من فيــروس كورونا معدية أكثر.

وعلــى الصعيد الاقتصــاد­ي، أقر الكونغرس الأمريكــي حزمة إنعاش بقيمة 1,9 تريليون دولار قال الرئيس جــو بايدن إنهــا ســتمنح العائلات الأمريكية التي تعاني «فرصة للقتال.»

ومنذ ظهوره في الصين نهاية العام 2019، أودى وبــاء كوفيد-19 بحياة أكثــر من 2,6 مليون شــخص وفرض قيودا غير مســبوقة علــى الحركة ما أدى إلى انكماش الاقتصادات.

وقــال أديلســون مينيزيــس )40 عاما( من امام أحد مستشــفيات ساو باولو، كبرى المــدن البرازيلية، حيث أغلقــت كل الشــركات والمتاجر غير الأساسية لمكافحة انتشار الوباء «لقد استغرق الأمر وقتا طويلا حتى تحرك السياسيون... ندفع نحن الفقراء ثمن

ذلك».وأعلنت منظمة الصحة العالمية رســميا أن كوفيد-19 أصبح جائحة في 11 آذار/مــارس 2020 بعدما بدأت أعداد المصابين ترتفع وتنتشر في كل أنحاء آسيا وأوروبا.وفي ذلك الوقت، تم تسجيل حوالى 4600 وفاة رسميا في أنحاء العالم.

وفي اليوم نفسه، أعلن الممثل توم هانكــس أثناء وجوده في أســتراليا لتصوير مشــاهد لأحد الأفــام، أنه أصيب بالفيــروس، ما عمق المخاوف من أن أحدا ليس بمأمن عن الوباء.

لكن مــع بدايــة الشــعور بالآثار المباشرة للوباء في الولايات المتحدة، قلل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أهميــة التهديد الذي يمثله كوفيد-19.وقــال ترامب للأمريكيين «لن يكون للفيــروس فرصة للتغلب علينا .»

وتحوّلــت الولايــات المتحدة إلى أكثر الدول تضررا فبات عدد الوفيات فيها جرّاء الوباء يبلــغ أكثر من 528 ألفا.

وكانــت الدفاعــات الوحيدة ضد الفيــروس قبل عام وضــع الكمامات والحد من تفاعــل الناس مع بعضهم البعــض. وتوقفت حركــة الطيران العالمــي وفرضت الحكومــات قيودا مشــددة على المواطنين ما أجبر المليــارا­ت علــى الخضوع لشكل من أشــكال الإغلاق بينمــا ســاد الخــوف.

وقالت كورين كرينكر رئيســة شبكة مستشفيات في شــرق فرنسا لوكالة فرانس برس في 11 آذار/مارس 2020 «نحن على شــفير حرب» بينما بدأت أعداد المرضى والوفيــات ترتفع.في مدريد، أخذ خوســيه لويس لوكاس البالغ من العمر 70 عاما حفيداته من المدينة الصاخبــة إلى منزل عطلات، آملا في أن يكون أكثر أمانا.

وأوضح إعــان الجائحة «هؤلاء حفيداتي، علي أن أعتني بهن».

وأضــاف «ســيكون علينــا فقط تجنب العنــاق والقبلات».في الوقت نفســه، أطلقت الحكومات والعلماء ســباقا لإنتــاج لقاحات مــع إجراء عمليــات بحــث وتطويــر بوتيرة متسارعة غير مسبوقة.

واليــوم، يتــم طــرح العديد من اللقاحــات مــن بينها تلــك التي تم تطويرها في الصين وروسيا والهند.

تم إعطــاء أكثــر مــن 300 مليون جرعة من اللقاحات في 140 بلدا وفقا لإحصاءات.

لكــن إطــاق اللقاحــات العالمية كشــف أيضا انقســامات في النفوذ والثروة.

وأحرزت الدول الغنية تقدما كبيرا على صعيد حملات التلقيح الشــاملة فيمــا لا يزال المليــارا­ت في الدول الفقيرة ينتظرون تلقي جرعاتهم.

وتعزز أمل الــدول الفقيرة مــن خــال إطــاق عمليات تســليم للقاحات ضمن آلية «كوفاكــس» المدعومة من منظمة الصحــة العالمية والتــي تهدف إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات المضــادة لفيــروس كورونا.ويعتبر نجاح لقاحي أسترازنيكا/اوكسفورد وجونســون اند جونســون ســببا إضافيا للتفــاؤل نظرا إلى ســهولة نقلهمــا وتخزينهمــ­ا مقارنة بلقاحي فايرز/بايونتيــك وموديرنــا اللذين يتطلبــان ثلاجات فائقــة البرودة. وقد اقرت الهيئــة الأوروبية الناظمة للأدوية في اجتماعها الخميس لقاح جونســون اند جونسون الذي تمت الموافقة عليــه في كنــدا والولايات المتحدة.

اكتسبت جهود التطعيم الأمريكية زخما في الأسابيع الأخيرة فيما تعهد بايدن تزويد بلاده جرعات كافية في غضون أشهر لجميع الأمريكيين.

كذلك، صوّتت إدارته لإقرار حزمة تحفيز اقتصــادي ضخمة من المتوقع أن يوقعها بايدن اليوم الجمعة.

والقى بايــدن خطابــا متلفزا في وقت الــذروة الخميس قدم فيه رؤية متفائلة لبلده والعالم.وقال الرئيس الأمريكي الأربعاء «سأتحدث عن كل أحداث العام الماضي، لكن والأهم من ذلك، سأتحدث عما سيأتي.»

وتابــع «هنــاك أســباب حقيقية للأمل، أعدكم. نرى النــور في نهاية النفق .»

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom