Al-Quds Al-Arabi

في ظل انشغال بالانتخابا­ت وسعي لترسيخ العلاقات مع العرب... من يعيد ترميم العلاقة بين إسرائيل والجالية اليهودية في الولايات المتحدة؟

- شلومو شمير

■ في مقال نشــر في هذه الصحيفة («البدء مــن جديد» 2021/3/5) كتبت شــيرا رودرمان، المديرة العامــة لصندوق عائلــة رودرمان، أن إسرائيل والإدارة الأمريكية ويهود الولايات المتحدة هم «الأقانيم الثلاثة الذين إذا عملوا معاً، سنكســب جميعاً». في مقالها ترســم صورة وضع يقضي بنشوء فرصة لإعادة ترميم «العلاقات في هذا المثلث» التي تقوم على أساس القيم المشتركة».

حســب رأيي، من بين الأقانيم الثلاثة التي تعلق بهــا الكاتبة الآمال كعناصر رائدة تســاعد على ترميم العلاقات في هذا المثلث، فإن الأقنوم الوحيــد المتوقع أن يكــون عنصــراً إيجابياً في هذا الجهــد هو الإدارة الجديدة. بالمقابل، فإن دولة إســرائيل ويهود أمريكا لم يســبق أن كانا بعيدين عن بعضهما، ولا مغتربين ومنفصلين من ناحية سياسية وفكرية واجتماعية. فإذا كان هناك ناشــط متطرف مثل رئيــس «قوة يهودية» ايتمار بن غبيــر، يحصل على الشــرعية في دولــة أوروبية ويتنافس على مكان في البرلمان، لنشــرت عصبة منع التشهير بياناً إلى الصحافة تشجب الظاهرة، ولأعرب الكونغرس اليهودي العالمي عن قلقه من منح الشرعية السياســية لذاك الناشط المتطرف بأنه ســيصعد اللاسامية. ولكن لم تعقب أي منظمة يهودية في الولايات المتحدة على توقيع اتفاق الفوائض بين الليكود ومبين ن يعدّ في أوساط أجزاء من الجمهور وريثاً لمئير كهانا.

مع ألف فرق وفــرق، يبدو أن قرار محكمة العدل العليا الذي ســوغ التهويد الإصلاحي في البلاد لم يثر أي رد فعل من جانب منظمات يهودية فــي الولايات المتحدة. وكأن هذا لم يحركهــم. قيادة الحركة الإصلاحية وحدها عقبت بالرضا. عامي هيرش، الحاخــام الإصلاحي المعروف في نيويورك، نشر في الأيام الأخيرة مقالًا ناشد فيه المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة تناول قرار محكمة العدل العليا والمساعدة في الجهود لمواصلة نيل المساواة للإصلاحيين في إسرائيل.

ولكن، من يكون الأقنوم الإسرائيلي الذي يساعد على ترميم العلاقات بين إســرائيل والجالية؟ إذ لم يذكر جدعون ســاعر ويئير لبيد وبيني غانتس أو نفتالي بينيت، فــي حملاتهم وجود الجالية اليهودية الكبرى في الولايات المتحدة بصفتها مســألة تتطلب الموقف. وبينما يرى رئيس الوزراء نتنياهو العلاقات التي تنســج بين إسرائيل والإمارات والمغرب باعتبارها قمة إنجازاته السياسية، لا يبدو أنه سيتصل بمسؤول يهودي كبير كي يعرب ببضع كلمات تشجيع وتعزيز أو الأمل بالتعاون.

صحيــح أن البيت الأبيض مع رئيس ديمقراطــي وإدارة ديمقراطية فرصة ذهبة وساعة مناســبة ممتازة لتحســن العلاقات بين إسرائيل والجاليــة اليهودية، والتي في أغلبيتها الســاحقة ديمقراطية وصوتت للرئيس الديمقراطي، إلا أن استغلال الفرص يحتاج إلى أناس مناسبين، ومســؤولين مخضرمين، وزعمــاء ذوي قامــة يريــدون رأب الصدوع والإصلاح. أما في هذه اللحظة فهؤلاء غير موجودين.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom