Al-Quds Al-Arabi

مصاصو دماء

-

الشكاوى من استنزاف الحكومة للفقراء لا تنتهي وهو ما اهتم به ســامي صبري فــي "الوفد": "قــرارات غريبة وعجيبــة تتخذها شــركات المرافق في المــدن الجديدة، تفرض ما تشــاء من رسوم، ولا تبالي بأحوال الناس، ولا تتعلم من الأزمات السابقة والقرارات والقوانين الخاطئة، التي يتدخل الرئيس السيســي لحلها في الوقت المناسب، إما بتأجيلهــا وإما بإلغائها، رحمة بالشــعب. فقبل فترة قصيرة فوجئ محدودو الدخل، الذين ذاقوا الأمرّين حتى استلموا شققهم في الإسكان الاجتماعي، في منطقة حدائق أكتوبر وغيرها من مشــاريع هيئة المجمعــات العمرانية الجديدة، بقرار يلــزم كل مالك وحدة، ويريد إدخال الغاز بسداد رسوم تقدر بنحو 2160 جنيها، أما الذي لم يستلم بعد فلن « يعتبها» إلا بعد ســدادها؛ حتى إن لم يصل إليه الغاز، أو لم يقم بتركيب أي عــداد؛ الأمر الذي أثار غضب واســتياء السكان في جميع المشــاريع، خاصة أن أغلبهم شــباب وفي بداية الطريق، وبعضهم فقــد عمله ومصدر دخله بفعل فيروس كورونا، وبالكاد يوفر قوت أبنائه من هنا وهناك ولا تتوفر لديه قيمة تكلفة الغاز. ومن المعروف بديهيا، وكما قال الرئيس السيسي، إن مساكن محدودي الدخل )الفقراء والبسطاء من الطبقة المتوسطة الكادحة( يتم تسليمها كاملة المرافق أو بالعدادات الثلاثة )غاز وماء وكهرباء( وإن كانت هناك رسوم فهي قيمة العدادات فقط، وليس مقابل المســاهمة في مواسير الشــبكة الأم نفسها، كما تطلب شــركة الغاز الآن، إلا إذا كانــت الدولة غيرت خطتهــا، وقررت تحميــل المواطن قيمة شــبكات المرافق، حتى لو كان بيدفع ضرائب من دم قلبه؟ وعبّر الكاتب عن غضبه بسبب الرسوم التي تفرضها شركات المرافق الآن، بينما المواطنون لم يفيقوا بعد من دوامة الرسوم الجديدة للتسجيل العقاري والمرور؟ وطالب الكاتب بإلغاء رسوم البنية التحتية للغاز والاكتفاء برسوم العداد فقط، لا غير وإنهاء التضارب في القرارات".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom