Al-Quds Al-Arabi

المركزي الأوروبي يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير ويعتزم زيادة الشراء الطارئ للسندات لوقف ارتفاع العائدات

-

■ فرانكفــور­ت - وكالات الانبــاء: قــال البنك المركزي الأوروبــي أمس الخميس أنه ســيزيد مشــترياته من الســندات على مدار ربع الســنة المقبل، في محاولــة على الأرجح للإبقــاء علــى تكاليف الاقتــراض منخفضة بالنسبة لاقتصاد منطقة اليورو الذي ما زال يواجه صعوبات في ظل جائحة كوفيد-19.

لــم يُجــرِ البنــك تغييــرات في السياســة النقديــة، إذ ما زال لديه نحــو تريليون يورو لشــراء ســندات وإبقــاء الإئتمــان رخيصاً بالنســبة للحكومــات والأســر والشــركات الُمثقلة بالديون في الدول التسع عشرة التي تستخدم اليورو.

لكنــه ســعى لتبديد شــكوك المســتثمر­ين بشــأن عزمه على منع أي زيــادة جديدة في عائدات السندات، التي ارتفعت في الأسابيع الأخيــرة فيمــا يرجع إلــى حد بعيــد لعوامل خارجية مثــل ارتفاع توقعــات التضخم في الولايــات المتحــدة وصعــود أســعار النفط وتعطل الإمدادات بفعل الجائحة.

وقال البنك «اســتنادا إلى تقييم مشــترك للأوضاع المالية وتوقعــات التضخم، يتوقع المجلس الحاكــم إجراء المشــتريا­ت بموجب برنامج الشــراء الطارئ المرتبــط بالجائحة فــي الربــع التالــي بوتيــرة أعلــى بكثير من الشهور الأولى من العام.»

وتــرك البنــك أيضــا ســعر الفائــدة على الإيداع دون تغيير عنــد ناقص 0.5 في المئة، وأبقى الباب مفتوحا أمام مزيد من الخفض إذا دعــت الحاجــة. كمــا ســيواصل تقــديم قــروض طويلة الأجــل للبنوك بســعر فائدة ناقص واحد في المئة.

ومنذ اجتماعه الســابق في يناير/كانون الثاني ارتفــع معدل التضخم إلــى 0.9% في الشــهرين الماضيين، متجاوزاً كل التوقعات. فــي الوقــت نفســه، انتعشــت عائــدات الســندات، وأدى تمديــد إجــراءات مكافحة كوفيد في العديد من الــدول إلى إبعاد آفاق الانتعاش الاقتصادي.

وقــال كارســن بريزســكي، الخبيــر الاقتصــاد­ي لــدى بنــك «آي.إن.جــي» الهولنــدي، أن «التضخــم يمكــن ان يتجاوز 2 في الفصــل الثاني ونحــن نتطلع لمعرفة ما اذا كان البنك المركزي الأوروبي يشاطرنا وجهة النظر هذه».

لكــن الخبــراء يتفقــون علــى القــول إن الارتفــاع العــام فــي الأســعار يعــد ظاهــرة مؤقتــة مرتبطة بعوامل، مثــل زيادة ضريبة القيمة المضافة في ألمانيــا، وانتعاش الطلب على خلفية إعــادة الفتح التدريجي للمحلات التجارية.

كمــا يــرون أنــه إذا قــرر البنــك المركزي الأوروبي «غض الطرف» عما يعتبره ارتفاعاً مؤقتاً للتضخم، فهذا سيشــكل صعوبة لأن الأســواق المالية ترى الأمور بشــكل مختلف مــن خــال الارتفــاع الأخيــر فــي عائــدات السندات كما أضاف بريزسكي.

وأعلن عدة مســؤولين فــي البنك المركزي الأوروبــي فــي الآونــة الأخيــرة أن هــذه المؤسســة تراقــب عن كثــب تطــور عائدات الســندات. ودعا الإيطالي فابيو بانيتا وهو عضــو فــي مجلــس الإدارة، إلى اســتجابة نقدية أقوى.

وفــي رأي الخبــراء فإن الســيناري­و الذي يجب تجنبه بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي هو الرفع الواضح لاســعار الســندات، الذي من شأنه زيادة أســعار القروض بشكل غير مباشــر وكبح الاســتثما­ر ما يهدد في نهاية المطــاف الانتعــاش الاقتصــاد­ي وتقريــب الأسعار نحو هدف زيادة «تقارب 2 .»

واعتبر برونو كافاليه، الخبير الاقتصادي لدى «اودو.بي.إتــش.إف» للخدمات المالية، أنه ســيكون أمــام البنك المركــزي الأوروبي فرصة على الاقل «لتذكيــر الدول في منطقة اليــورو بــأن الانتعــاش يعتمــد أيضــاً على جهودها في أنهاض الاقتصاد.»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom