Al-Quds Al-Arabi

المبعوث الأمريكي لليمن: طرحنا «خطة» لوقف النار على الحوثيين لكنهم مهتمّون بكسب المعارك

الجيش يطلق عملية عسكرية ضد «أنصار الله» في حجة والتحالف يعلن تدمير منظومة دفاعية للجماعة

- لندن - «القدس العربي» - ووكالات:

أفــاد المبعــوث الأمريكي الخــاص باليمــن، تيم ليندركينــ­غ، أمــس الجمعــة، بالتوصل إلــى "خطة متماسكة" لوقف إطلاق النار في اليمن، وأنه تم طرحها على القيادة الحوثية، مشــيراً إلــى أن الجماعة تولي اهتماماً أكبر للمعارك للسيطرة على محافظة مأرب.

وقال لمجلس الأطلســي بعد زيارة للمنطقة لإحياء الجهود لإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين الســعودية وإيران "ســأعود على الفور عندما يكون الحوثيون على اســتعداد للحــوار". وقال: "الولايات المتحدة والأمم المتحدة، نحث الحوثيين على الرد )...( إذا لم نتمكن من إحراز تقدم الآن، فسوف تدخل البلاد في صراع وعدم استقرار أكبر".

وقــال ليندركينــ­غ: "لدينا الآن خطة متماســكة لوقف إطلاق النار في جميــع أنحاء البلاد بعناصر من شــأنها أن تعالج على الفور الوضع الإنســاني المزري في اليمن مباشرة )...( هذه الخطة معروضة على قيــادة الحوثيين لعدد من الأيــام" . ولم يقدم مزيدا مــن التفاصيل، وقال إن الخطة تلقى دعما من السعودية.

لكن الحوثيين في الآونــة الأخيرة يواصلون حملة على منطقة مأرب الغنية بالغاز بهدف انتزاع السيطرة على آخر معقــل للحكومة في شــمال اليمن. وحذرت الأمم المتحدة مــن أن ملايين المدنيين فــي خطر. وقال ليندركينغ: "بشكل مأسوي ومربك إلى حد ما بالنسبة لي، يبدو أن الحوثيين يعطون الأولوية لحملة عسكرية للســيطرة على مأرب )...( بدلا من وقف الحرب ونقل المساعدات إلى الشعب اليمني".

وأعلــن أن الولايات المتحدة ستســتأنف تمويل المســاعدا­ت الإنســاني­ة لشــمال اليمــن. وقال إن واشــنطن ســتعمل مع حكومتي اليمن والسعودية لإيجاد طريقة لإيصال الوقود إلى اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إليه.

قــال المبعــوث الأمريكي الخــاص باليمن تيم ليندركينغ، أمس الجمعة، إن خطة متماسكة لوقف إطــاق النار في اليمن مطروحــة الآن على قيادة حركة الحوثيــن «لعدد من الأيــام» لكن الحركة تعطــي الأولوية فيمــا يبدو للهجوم العســكري لانتزاع السيطرة على مأرب.

وقــال لمجلس الأطلســي بعد زيــارة للمنطقة لإحياء الجهود لإنهاء الصراع المســتمر منذ ست ســنوات والــذي يُنظر إليــه على نطاق واســع على أنــه حرب بالوكالة بين الســعودية وإيران: «ســأعود على الفور عندما يكون الحوثيون على اســتعداد للحوار». وقــال: «الولايــات المتحدة والأمم المتحدة، نحث الحوثيين على الرد... إذا لم نتمكن من إحراز تقدم الآن، فســوف تدخل البلاد في صراع وعدم استقرار أكبر.»

وتدخل تحالف عســكري تقوده السعودية في اليمن عــام 2015 بعدما أطاحــت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بحكومة البــاد من العاصمة صنعاء. ويقول الحوثيــون إنهم يحاربون نظاماً فاسداً.

خطة متماسكة

وقــال ليندركينغ: «لدينا الآن خطة متماســكة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد بعناصر من شــأنها أن تعالج على الفور الوضع الإنساني المــزري في اليمــن مباشــرة )...( هــذه الخطة معروضة على قيادة الحوثيــن لعدد من الأيام». ولم يقدم مزيــداً من التفاصيــل، وقال إن الخطة تلقى دعماً من السعودية.

لكــن الحوثيين في الآونة الأخيــرة يواصلون حملة علــى منطقة مــأرب الغنية بالغــاز بهدف انتزاع الســيطرة علــى آخر معقــل للحكومة في شمال اليمن. وحذرت الأمم المتحدة من أن ملايين المدنيين في خطر.

وقال ليندركينغ: «بشــكل مأساوي ومربك إلى حد ما بالنســبة لي، يبــدو أن الحوثيين يعطون الأولوية لحملة عسكرية للسيطرة على مأرب)...( بدلاً من وقف الحرب ونقل المساعدات إلى الشعب اليمني».

وأعلن أن الولايات المتحدة ستســتأنف تمويل المســاعدا­ت الإنســاني­ة لشــمال اليمن، وقال إن واشنطن ســتعمل مع حكومتي اليمن والسعودية لإيجاد طريقة لإيصال الوقود إلى اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إليه.

جميع الأطراف تعرقل العمل الإنساني وتقــول الأمم المتحدة إن اليمن يواجه أســوأ أزمة إنســانية في العالم. ويحتــاج نحو 80 ٪ مــن اليمنيين إلى المســاعدة، إذ يعانــي 400 ألف طفل دون سن الخامســة من سوء التغذية الحاد، حســب بيانات الأمم المتحــدة. وتعتمد البلاد في معظم غذائها على الواردات التي عطلتها بشــدة الأطــراف المتحاربــ­ة على مر الســنين. وتفاقمت معاناة الناس بسبب الانهيار الاقتصادي وانهيار العملة وجائحة كوفيد-19 .

وقالت ســارة تشارلز، المســؤولة في الوكالة الأمريكيــ­ة للتنميــة الدوليــة، في النــدوة عبر الإنترنــت، إن «جميــع الأطــراف» تتدخــل في العمليات الإنســاني­ة وتؤخر عمليات التســليم. وأضافــت أن التدخــل «الأكثــر فظاعــة» كان للحوثيين في شــمال اليمن، ممــا أدى إلى تعليق جزئي في العام الماضي للدعم الأمريكي للجماعات الإنسانية غير الحكومية والذي تم رفعه «بحذر» أمس الجمعة. وقالت: «لقد رأينا بعض المؤشرات على تراجع التدخل في الشمال وهناك حاجة لمزيد من التقدم .»

معارك حجة ومأرب

وفي الســياق، أطلقت قــوات الجيش اليمني، الجمعة، عملية عســكرية واســعة ضــد جماعة الحوثــي في محافظة حجة، شــمال غربي البلاد. وأفاد مصدر عســكري حكومي أن «قوات الجيش الوطنــي أطلقت قبل ســاعات عملية عســكرية واســعة في مديرية عبس أكبر مديريات محافظة حجة )مرتبطة بحدود برية مع السعودية.»)

وأضاف المصدر، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه كونه غيــر مخــول بالحديث لوســائل الإعلام، أن «قــوات الجيش ســيطرت على عــدة قرى في المديرية، مــن بينها المنجــورة وبرمان والحمراء والشــبكة والجرف إثــر معارك مســتمرة حتى الآن». وذكر أن «الجيش يســعى عبر العملية إلى الســيطرة على كامل مديرية عبــس، بما في ذلك الطريق الرئيســي الرابط بــن محافظتي حجة والحديدة )غرب( وقطع إمــدادات الحوثيين عبر هــذا الخط ». وأشــار إلى ســقوط قتلى وجرحى وأســرى في صفــوف الحوثيين جــراء العملية العسكرية، دون ذكر إحصائية محددة، أو الإشارة لوقوع خسائر بشرية أو مادية في صفوف القوات الحكومية من عدمه.

وتســيطر الجماعة على معظم محافظة حجة، فيما الجيش اليمني يبسط نفوذه فقط على بعض المناطق فيها.

وتجمدت المعارك في هذه المحافظة منذ أشــهر عديدة، فيما يأتي تفعيلهــا حالياً من قبل الجيش لإربــاك الحوثيين الذين يســعون إلــى تحقيق تقدم ميداني في محافظة مأرب )شــرق( النفطية الاستراتيج­ية، وفق مراقبين.

وفي الأثناء، أعلــن التحالف العربي، الجمعة، عناصر من الجيش اليمني خلال عملية عسكرية في حجة تدمير منظومة دفاع جوي تتبع الحوثيين، وتضم خبراء أجانب، في محافظة مأرب شــرقي اليمن. وجاء ذلك في بيان مقتضــب صادر عن التحالف العربي، نشــرته وكالة الأنباء السعودية. وأفاد البيــان بأن «قــوات التحالف تمكنــت من تدمير منظومة دفاع جوي معاد، تتبع ميليشــيا الحوثي في محافظة مــأرب» دون تحديد نوعية المنظومة.

وأضاف أن «تدمير المنظومة شــمل كافة مكونات النظام والخبراء الأجانــب» دون توضيحات عن عــدد الخبراء أو جنســياتهم. وتابــع التحالف: «ندعم عمليات الجيــش الوطني اليمني والقبائل في مأرب للتقدم، وحماية المدنيين».

ومنذ 7 فبراير/ شباط الماضي، صعدت جماعة الحوثي هجماتهــا في محافظة مأرب للســيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومــة اليمنية والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.

ويشهد اليمن منذ 7 سنوات حرباً مستمرة بين القــوات الموالية للحكومة ومســلحي «الحوثي» المســيطري­ن على عدة محافظــات بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom