«ذا هيل»: انتقادات إسرائيلية لاختيار بايدن شخصيات «معادية» لإسرائيل للعمل في إدارته
نشــر موقــع "ذا هيــل" مقــالاً مشــتركاً لجيمــس كارافانو من مؤسسة التراث المحافظة وآدم ميلستين، المؤســس المشــارك ورئيس المجلــس الإســرائيلي - الأمريكي تساءلا فيه عن مستقبل السياسة الأمريكية تجاه إســرائيل في ظل إدارة جوزيف بايدن. وأجابا أنه مــن الباكر الحديــث عن رؤية واضحــة، وعلى ما يبدو لا يوجد لــدى الإدارة في الوقت الحالي رأي في هذا الموضــوع وموضوعات أخرى فــي مجال الأمور الإستراتيجية الحيوية.
واحتــوى المقال علــى نقــد للتيار "المتطــرف" في الحزب الديمقراطي وشــخصيات عينهــا بايدن قال إنهــا معاديــة لإســرائيل. ويعتقــدون أن سياســات أوبامــا خدمت الأمة جيداً ويريــدون العودة إليها في أقرب وقت. ولكن هناك اليســار المتطرف في الحزب الديمقراطــي الــذي يرفــض تقاليــد دعــم الحزبــن للتحالــف الأمريكــي - الإســرائيلي. وينظــر أفــراد هذا المعســكر لإســرائيل على أنها أســاس المشــاكل في المنطقــة، ويقفون مع الفلســطينيين في النزاع مع الديمقراطيــة الوحيدة في الشــرق الأوســط. ويرون
أن هــذه المنطقة ســتكون في وضع أحســن لو وصل الإخــوان المســلمون للحكــم بدلاً مــن أنظمــة الحكم الحاليــة في مصــر والأردن والســعودية، وعارضوا محــاولات ترامب ضبــط إيــران. وقــالا الكاتبان إن بعضاً من مرشــحي ترامب ينتمون إلى هذه المجموعة الراديكاليــة المعادية لإســرائيل. وأوضحــا إن ماهر بيطــار، الفلســطيني الأمريكــي الناشــط فــي حركة المقاطعة ضد إســرائيل تم تعيينــه كمدير بارز لبرامج الاســتخبارات في مجلس الأمن القومــي، وتم تعيين ازرا زيــا، مســاعدة لوزير الأمن المدنــي والديمقراطية وحقــوق الإنســان، وقــالا إن زيــا معروفــة بنشــر النظريــات حــول "اللوبــي الإســرائيلي" والأمــوال السرية ومعاداة السامية.
ثم تحدث الكاتبان عن روبرت مالي، مبعوث بايدن الخــاص إلى طهران، وقــالا إنه لم يخــف تعاطفه مع الملالي في إيران وعبر عن مواقف معادية لإســرائيل. فكيف يمكن تســوية كل هذا؟ أمر غيــر معروف، فقد جاء بايدن إلى الرئاسة بدون أجندة واضحة للشرق الأوسط أو السياسة الخارجية وقدم وعوداً غامضة حول "إعادة القيادة الأمريكية".
لكن هناك بعض المفاتيح لسياسة بايدن من النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، فقد أكدت إدارته على حل الدولتين وتعهد بإعــادة التمويل لمنظمة الأمم المتحدة "الأونروا" وإعادة الدعم للسلطة الوطنية وفتح مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والذي أغلقته إدارة ترامب.
لكــن بايدن لــم يعتذر طوال مســيرته السياســية عــن دعمه لإســرائيل وعــارض حركــة المقاطعــة لها وتبنت إدارته التعريف بمعاداة الســامية الذي صاغه التحالف الدولي لذكرى الهولوكوســت. وفي الفترة الأخيــرة أعلنــت الإدارة عن رفضهــا لتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في ممارســات إسرائيل وبطلب من الفلســطينيين. وكان الاعتراض على التحقيق هو أنه يســتهدف وبدون إنصاف إســرائيل، وأن فلســطين ليست دولة ذات سيادة ولا وضعية لها فيها.
ولا يــزال موقــف بايــدن مــن إيــران غامضــاً، وأكد للجميــع أنــه ســيعود للاتفاقيــة النوويــة التــي وقعها أوبامــا، لكنه لم يقدم خطــوة واضحة للانضمــام إليها مــن جديــد. وليــس ســراً الجهــود الإيرانية فــي انتاج الســاح النووي والصواريخ الباليستية لحملها، وكيف ســيتعامل مع المطالب الإيرانية برفع العقوبات كشــرط أولي قبل العودة إلى طاولة المفاوضات.