الخارجية الأمريكية تثير استياء دبلوماسييها في بغداد: قطع «رواتب المشقة» بأثر رجعي
ألغت وزارة الخارجيــة الأمريكية بدلات مالية خاصة بتعويضات عــن التعب، كانت تمنحها لموظفي الســفارة فــي بغداد في ظل الإنهاك والهجمات الصاروخية المتكررة التي تتعرض لها.
وذكرت قناة «إيه بي ســي» الأمريكية في تقريــر لها، نقلاً عن ثلاثة مصــادر، أن إدارة الســفارة الأمريكية ومكتب الشرق الأوسط فــي الــوزارة، يعارضــون هــذه الخطوة ويحثون الوزارة على تغيير هذه السياســة الجديــدة، لكن حتــى الآن، فــإن وقف هذه المعونة المالية ما زال ساريا، وهو يطال أيضا المخصصات المالية التي تمنح لدبلوماســيين قد يطلبــون إجــازة بعيدا عــن ضغوطات العمل.
وقال دبلوماســي أمريكي يعمــل في مقر الســفارة في بغداد: «أشــعر أننــا طعنا في الظهر. هذا منصب له حوافــز خاصة، وهذا الحافز )المالي( يؤخذ من بين أيدينا الآن».
ورفــض مســؤول فــي وزارة الخارجية الامريكيــة التعليق، وأشــار إلــى «أننا لن نناقــش تفاصيــل رواتــب الموظفــن، لكن بإمكاننا أن نؤكد أن موظفينا مســتمرون في الحصول على مخصصات وبدلات مالية وفق ما تقتضيه أنظمة وزارة الخارجية».
وضمن أنظمة الوزارة يفقد الدبلوماسيون بدلات مالية خاصــة عندما يغادرون منصبا محفوفا بالمخاطر، لكن بســبب الخطر القائم في العراق، فان الدبلوماسيين يحصلون على بدل مالي إضافي آخر متعلق بتعويضات عن الصعوبات، هو الذي ألغته الوزارة الآن لأن السفارة في بغداد في مرحلة «مغادرة» وفق قرار وزير الخارجية السابق مايك بومبيو في مارس/ آذار 2020.
وفيما بدأ وباء كورونا يتفشــى في أنحاء العراق، فإن الفريق الديبلوماسي الأمريكي الصغير الذي بقي في الســفارة، أضطر إلى العمل لساعات وأســابيع أطول، وظل كذلك حتى حلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 مع استئناف الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء في بغداد.
وقــال المســؤول الأمريكي فــي بغداد إن «الوضع قوي. كل يوم، فهل نتعرض لهجوم؟ أو متى سيكون الهجوم الجديد؟».
وأوضحــت القنــاة أن وفــق مذكــرة تعود الى بدايــة فبراير/ شــباط 2021، بدأ الدبلوماسيون بمواجهة تحد جديد، فبسبب طلب «المغادرة» يفقــد الموظفون هذه المنحة المالية الإضافية التــي كانوا يحصلون عليها عندما يأخذون إجازة بعيدا عن العراق، وهو أيضا قرار بمفعــول رجعي، بمعنى أن كل من حصل على إجازة في العام الماضي، عليه أن
يعيد أموال المنحة الخاصة التي تلقاها.
وبالنســبة إلى الوظائف الدبلوماســية العاليــة الخطورة كما في بغــداد أو كابول، فإن الدبلوماســيين الأمريكيــن يحصلون على رواتــب تزيد 30 فــي المائة فــي خانة «الصعوبات» و35 في المائــة إضافية مقابل خانة «الخطرة». وهي سياسة متبعة من أجل مكافاة الذين يقبلون العمل في مناطق خطرة وصعبة حول العام.
ووفقاً للتقرير فإن بعض الدبلوماســيين الأمريكيــن يشــعرون بالاســتياء لأنهــم يعتقــدون أن بومبيو اتخذ القــرار المتعلق بـ«المغادرة» ليس بســبب القيــود المرتبطة بالســامة الصحية، وإنما بسبب «حسابات سياســية» كان يأمل من خلالها الضغط على الحكومة العراقية لقطــع روابطها مع إيران وكبح جمــاح الفصائل المســلحة التي تهدد الأفراد والمنشآت الأمريكية في العراق.