استمرار الفعاليات المناهضة للاستيطان ... ومواجهات عند نقاط التماس توقع إصابات... والاحتلال يوقف العمل بأحد الطرق
الخارجية الفلسطينية أدانت إرهاب الجيش الإسرائيلي المنظم
في إطار حالة الرفض الشــعبي للهجمات الاحتلالية ضد الضفة الغربيــة، والمخططات الاســتيطانية الجديدة، التي تقوم على نهب مساحات واســعة من الأراضي الفلسطينية لتنفيذ مخطــط "الضم الصامت" شــهد العديــد من مناطق التماس مواجهات شعبية حامية.
وأصيب عشــرات المواطنــن بالاختناق بالغاز المســيل للدموع، خــال اعتداء جيش الاحتلال، على المشــاركين في مســيرة بلدة كفر قدوم الأســبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شــارع القرية المغلق منذ 16 عاما، حيث دارت في البلدة مواجهات عنيفة.
كذلك اعتدت قوات الاحتلال على المشــاركين في الفعالية الشعبية المناهضة للاستيطان، والتي انطلقت من بلدة بيت دجن شــرق نابلس شــمال الضفة. وقال عضو لجنة الدفاع عن الأراضي في القرية ســليم أبو جيش، إن قوات الاحتلال هاجمت المشــاركين في الفعالية الســلمية، التي انطلقت من أمام المسجد الكبير وسط القرية إلى المنطقة الشرقية المهددة بالاســتيلاء لصالح الاســتيطان، ما أدى إلــى وقوع خمس إصابات بالرصاص وآخرين بحــالات اختناق، علاوة على إصابة اثنين مــن المواطنين بعــد الاعتداء عليهمــا بأعقاب البنادق.
وهاجمت المشــاركين في الوقفــة التضامنية مــع أهالي عين البيضا جنوب شــرق يطا جنــوب الخليل، وهي منطقة تقع بين مســتوطنتي "ماعون وكرمئيل" جنوب شــرق يطا،
ويتهدد أصحاب الأراضي هناك خطر الاستيلاء عليها من قبل الاحتلال لصالح توسعة المستوطنات، حيث نظمت الفعالية عقب أداء صلاة الجمعة، وتخللها رفع الأعلام الفلسطينية.
إلى ذلك ســلمت ســلطات الاحتلال إخطارا بوقف العمل في صيانة طريــق في قريــة أم الريحان فــي منطقة يعبد، غرب جنين شــمال الضفة، حيث قامت ما تعرف باسم "سلطة حماية الطبيعة" الإســرائيلية بتســليم إخطار بوقف العمل بصيانة الطريق الذي يخدم ســكان البلدة، ضمن المحاولات الاستيطانية الرامية لإجبار السكان على ترك أراضيهم.
وعلى غرار الأســابيع الماضية، أقــام مواطنون صلوات الجمعة، في عــدة أماكن مهددة بقــرارات الضم والمصادرة، لصالح توســعة المســتوطنات، بنــاء على دعــوات قيادة الفصائل وهيئة مقاومة الاستيطان.
وتحديــا لمخططات الاحتلال ضد المســجد الأقصى، الذي شهد حملات اقتحام واســعة للمستوطنين الأسبوع الماضي، واظب ســكان المدينة المحتلة، وآخرون من مناطق الـ 48 على أداء صلاة الجمعة بأعداد كبيرة في رحاب المسجد الأقصى، متحديــن إجــراءات الاحتــال المشــددة، والحواجز التي انتشــرت في محيط المسجد، كما اعتدت قوات الاحتلال على عدد من المصلين عند باب الأسباط بالضرب المبرح.
ومن أجــل تمرير مخططاتها الاســتيطانية فــي المدينة، قامت قــوات الاحتلال بالتضييق على المقدســيين والقامات الإســامية في المدينة، حيث اعتقلت قبل أيام ولعدة ساعات خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري.
ويهدف سكان مدينة القدس المحتلة من وراء هذه المشاركة للتصــدي لخطط الاحتــال، التي تضاعفت خلال الأشــهر الأخيرة، والقائمة على هدم منازل المقدسيين وتشريدهم، أو مصادرتها لمصلحة جمعيات استيطانية متطرفة.
يشار إلى أن قيادة القوى الوطنية والإسلامية أكدت على أهمية الاستمرار في فعاليات المقاومة الشعبية ضد الاســتيطان والتصدي لاعتداءات المستوطنين، ودعت لتصعيدهــا من أجل الحفــاظ على الأرض مــن النهب، ودعــت المجتمــع الدولي إلــى توفير الحماية للشــعب الفلســطيني من هجمات المستوطنين الذين يستبيحون الدم الفلســطيني تحت حماية جيش الاحتلال. وأكدت أهمية العمل الميداني والشــعبي مــع تصاعد اعتداءات المستوطنين على القرى الفلســطينية، وإغلاق الطرق، والعربدة اليومية، والعمل شــعبيا للتصــدي لهم بكل الإمكانــات، وذلك من خلال قطــع الطــرق الالتفافية، وإغلاق الشــوارع في وجوههم، ودعت لتشــكيل لجان حماية للبلدات القريبة من المستوطنات.
وخلال الأسبوع الماضي لم تنقطع هجمات قوات الاحتلال على المناطق الفلســطينية، ضمن خطط تكريس الاستيطان، حيــث هدمــت العديــد مــن المنــازل والمنشــآت الزراعية والصناعيــة، كما أخطرت مواطنين بهــدم منازلهم ، في عدة مناطق بالضفة الغربية، عــاوة على قيامها بتجريف أراض زراعيــة، وحرمــان المزارعين من الوصــول لحقولهم، حيث تهدف سلطات لاحتلال من وراء تلك الأفعال لدفع السكان إلى ترك أراضيهم قسرا، حيث ترفض الانصياع لمطالبات المجتمع الدولي، الذي يؤكد مرارا على عدم شــرعية الاســتيطان في كافة أراضي الضفة الغربية.
كذلك تخلل أيام الأســبوع الماضي، قيــام مجموعات من المستوطنين بتنفيذ سلسلة اعتداءات على المواطنين، خاصة المزارعين، وســكان البلدات القريبة من المســتوطنات، حيث قاموا بتخريب وتحطيم الكثير من ممتلكاتهم.
وقــد رصد تقرير فلســطيني رســمي مصادقة ســلطات الاحتلال الإســرائيلي خلال شهر فبراير/ شباط الماضي على قرار بالاســتيلاء على 212 دونما من أراضــي المواطنين في قلقيلية ورام الله والبيرة، لصالح التوسع الاستيطاني، كما رصد التقرير إقدام جيش الاحتــال على تنفيذ 206 عمليات هدم شملت منازل ومساكن ومنشآت وخياما وحظائر، حيث تركزت فــي الأغوار الشــمالية تحديدا في حمصــة الفوقا، وتوزيــع 63 إخطارا بالهدم، كما اقتلع 1200 شــجرة زيتون وحرجية وأشــتال، ورش معظمها بمواد ســامة في مناطق الخليل وبيت لحم وطوباس.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين إرهاب دولة الاحتلال المنظم، لافتة إلى أنه يتواصل أمام بصر وسمع العالم، مشيرة كذلك إلــى اقتحام المســتوطنين وقوات الاحتــال المناطق الفلسطينية والمقامات الإسلامية بشكل متواصل، واعتبرت أن هذه الاقتحامات تمثل "إمعانا اسرائيليا في تنفيذ خريطة مصالح الاحتلال الاســتعمارية التوسعية على حساب أرض دولة فلســطين، وترى فيهــا عملية ضم تدريجية وســرقة لــأرض الفلســطينية"، والعمل كذلك علــى " تهويد القدس وأسرلتها وفصلها عن محيطها الفلسطيني".
إلى ذلك اســتبقت قــوات الاحتلال الفعاليات الشــعبية
ونفذت حملات دهم لعدة مناطق بالضفة، حيث اعتدت قوات الاحتلال ليــل الخميس على الأهالي الموجودين في ســاحة باب العامود، وسط مدينة القدس المحتلة. وقال شهود عيان إن عناصر الاحتلال الموجودين في المــكان اعتدوا على عدد من المواطنين بالضرب والدفع، وإلقــاء قنابل الصوت تجاه الشــبان والأهالي وســط حالة من توتر الأجواء سادت في المكان.
وسلمت ســلطات الاحتلال ليل أول من أمس الخميس، محافظ القــدس عدنان غيــث، قرارا بمنعه مــن الاتصال والتواصــل مــع الرئيس محمــود عباس و50 شــخصية فلســطينية، ويشــمل القرار كذلك منعه مــن التواصل مع عدد من أعضــاء اللجنة المركزية وقيــادات أمنية ووطنية فلسطينية.
ويأتي هذا القرار تجديدا لقرارين سابقين يقضيان بتقييد حركة غيث وتواصله، والوجود فــي مدينة القدس، عدا عن مكان ســكنه في بلدة ســلوان. وقد علق المحافظ غيث على هذه القــرارات بالقول "هذه القرارات لــن تحول بيننا وبين واجبنا بالاستمرار في عمل كل ما أمكن مع باقي أبناء شعبنا للوصول إلى الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
ووصف القرارات بـــ "الجائرة"، وأكد أنهــا تأتي "بالتزامن مع حصار وعزل المدينة واســتهداف أبنائهــا وترجمة رزمة من التشــريعات التي تســتهدف هويتنا وتاريخنا وتراثنا"، ونقل محافــظ القدس "تحياته إلــى كل أبناء شــعبنا وخاصة أولئك القابضين على الجمر من نشامى وحرائر العاصمة".