Al-Quds Al-Arabi

ترحيب أمريكي أوروبي مشترك بنيل الحكومة الليبية الثقة

تتسلم مهامها رسميا الأسبوع المقبل والدبيبة يبدي استياءه من إدارة أزمة كورونا

-

طرابلــس/ باريــس - وكالات: رحبــت الولايات المتحــدة والــدول الأوروبيــ­ة الرئيســية المعنيــة بالملف الليبــي بالثقــة التي منحهــا البرلمــان الليبــي للحكومة الانتقالية في البلاد.

وقــال وزراء خارجيــة فرنســا وألمانيــا وإيطاليــا وبريطانيــ­ا والولايــا­ت المتحــدة، فــي بيــان مشــترك: «تشكل هذه النتيجة خطوة أساسية على طريق توحيد المؤسســات الليبية وإيجاد حل سياسي شامل للأزمة التي عانت منها ليبيا وشعبها».

ودعا وزراء خارجية هذه الدول كل الأطراف الليبيين إلــى «ضمــان انتقال بنــاء ومــن دون مواجهــات لكل المســؤولي­ات» إلى الحكومة الانتقاليـ­ـة مرحبين بالتزام رئيس الوزراء فايز السراج «بالتخلي عن السلطة».

وأشــار الــوزراء الخمســة إلــى أن علــى الحكومــة الجديــدة العمــل الآن على تنظيم انتخابــات «حرة» في 24 كانون الأول/ديســمبر و»تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020» بالكامل بما يشل انسحاب كل المرتزقة والمقاتلين الأجانب».

ومــن المفترض أن تحــل الحكومة الجديــدة بدلاً من حكومــة الوفــاق الوطنــي برئاســة الســراج ومقرهــا طرابلس، ومن السلطات الموازية في الشرق.

ويجــب علــى الحكومــة العمل علــى إنهــاء عقد من الفوضى التي ســادت البلد وتوحيد مؤسساته وصولاً

إلى تنظيم انتخابات نهاية كانون الأول/ديسمبر. ومن المنتظر أن تؤدي الحكومة اليمين الإثنين.

وأمام الحكومة مهمة التصدي لمصاعب عدة من أزمة اقتصاديــة خانقــة إلى ارتفــاع حاد في نســبة البطالة وتضخــم وخدمــات عامــة متردية بعد 10 ســنوات من النزاع.

في كانون الأول/ديسمبر، كانت ليبيا تضم نحو 20 ألف مرتزقة ومسلح أجنبي ولا سيما مقاتلون مؤيدون لتركيــا أتوا مــن ســوريا ومرتزقة روس حســب الأمم المتحدة.

وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة الليبية الجديدة، برئاســة عبد الحميد الدبيبة، الخميس، أنها ستتســلم مهامها رســمياً خلال الأســبوع المقبل. جــاء ذلك وفق تصريحــات من محمــد حمــودة، الناطق باســم رئيس الحكومة الليبية الجديدة.

وقــال إن الحكومة التي يرأســها عبد الحميد الدبيبة «ستتســلم مهامها خلال الأســبوع المقبل» دون تحديد يــوم معــن. وأضــاف: «راســلنا المجلــس الرئاســي للحكومة الليبية )الحالي برئاســة فايز الســراج( لبدء التسليم والاستلام» دون مزيد من التفاصيل.

وأبدى رئيس الحكومة الليبية الجديدة، عبد الحميد الدبيبة، اســتياءه من إدارة ملف أزمــة جائحة كورونا، مشــدداً أنها «لن تكون مقبولة بعد اليوم». جاء ذلك في

أول اجتمــاع له في مقره المؤقت في العاصمة طرابلس، غــداة نيل حكومته الثقة من مجلس النواب الليبي، وفق بيان للحكومة.

وحضــر الاجتمــاع كل مــن رئيــس اللجنــة العلمية الاستشــار­ية لمكافحة جائحة كورونــا خليفة البكوش، ومديــر المركــز الوطنــي لمكافحــة الأمراض بــدر الدين النجار.

وقال البيــان: «أبدى الدبيبة اســتياءه مــن التقارير التــي اطلع عليها بخصوص الميزانيــ­ات التي تم إنفاقها بدعــوى التعامل مع جائحة كورونــا دون وجود نتائج فعلية على الأرض». واعتبر، حســب البيــان، أن «إدارة الأزمة بهذه الطريقة لن تكون مقبولة بعد اليوم».

وذكــر أن المجتمعــن «بحثــوا الخطة الوطنيــة التي أعدتها اللجنة العلمية والمركز الوطني لمكافحة الأمراض للتطعيم ضد فيروس كورونا المســتجد وفق الأولويات المعــدة لذلك». وأضــاف: «تم كذلك بحــث الآليات التي ســيتم اعتمادهــا لتوزيع اللقــاح وتقييــم الاحتياجات المادية واللوجستية المطلوبة لتوفير الكميات الضرورية لضمــان وصوله إلى كافــة المواطنين فــي جميع أنحاء ليبيــا». وأعلــن البكوش فــي تصريحــات صحافية أن بداية توريد اللقاحات المضادة لكورونا ســتكون نهاية الأســبوع الحالي أو بداية الأســبوع المقبــل بكمية 300 ألف جرعة.

وفي بداية آذار/مارس الجاري، أطلق المركز الوطني لمكافحــة الأمــراض منظومــة التطعيــم ضــد فيــروس كورونا.

ومــن المقرر أن يصــل ليبيا 292 ألفــاً و800 جرعة من لقاح «أســترازني­كا» وفق ما أعلنــت مبادرة «كوفاكس» في 2 آذار/ مارس الجاري دون تحديد موعد لذلك.

و«كوفاكــس» مبــادرة من منظمــة الصحــة العالمية لضمــان توزيــع عــادل للقاحــات كورونــا، وتوفيرها للبلدان الفقيرة ومتوســطة الدخل التي لا تمتلك القدرة على توقيع اتفاقيات ثنائية للشراء المسبق للقاح.

وحتــى الخميــس، بلــغ عــدد الإصابــات بفيــروس كورونــا فــي ليبيا نحــو 143 ألــف إصابة، منهــا 2300 وفاة، ونحو129 ألف حالة تعاف، وفق إحصائية المركز الوطني لمكافحة الأمراض.

والأربعــا­ء، منح مجلس النواب الليبي خلال جلســة فــي مدينــة ســرت )450 كلــم شــرق طرابلــس( الثقة للحكومــة الجديــدة، بتأييــد 132 صوتاً مــن أصل 133 حضروا جلسة التصويت.

ويأمــل الليبيــون أن تنهي هذه الخطوة ســنوات من الصراع المســلح في البلاد، فاقمه هجوم مســلح شنته ميليشــيات الانقلابــ­ي خليفــة حفتــر علــى العاصمــة طرابلس، في نيسان/أبريل 2019، وباء بالفشل بعدما استمر لأكثر من عام.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom