Al-Quds Al-Arabi

أسوأ برلمان

-

يســتحق وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبوعيطة أن يكون بطل الأســبوع بلا منازع، إذ أطلق تصريحات غاضبة في حوار ساخن لـ"المشــهد" ومن أبرز العناوين: "بإمكاني التطبيــل لكنــي أتذكر تايتنــك.. لا مقعد واحــد للعمال أو للفلاحين في البرلمان، والقانون لا يســمح بوجودهم وهذا الزمن ليس لنــا. وتابع، لا يوجد نقيــب للفلاحين واتحاد الفلاحين الوحيد المعترف به يعتبر ابنا غير شرعي للدولة. وقال: الاقتصاديو­ن المصريون الحقيقيون تم اســتبعاده­م من المشــهد.. والخراب الذي يحدث ســببه صندوق النقد الدولــي. لا يعقل فــي ظل هــذه الظروف وقــف العمالة اليومية، هل الدولة تعطي 500 جنيه لـ 25 مليون شــخص يعملون باليومية؟ ومضى أبوعيطة ساخراً: أعتقد أن نسبة الفقــر في مصر قلَّت لأن الفقراء "ماتــوا من الجوع". وحول أمنيته الوحيدة قال: أن أرى تشريعا واحدا لصالح الفقراء حتى أؤيده.. في عهد مبارك كانت هناك طبقة غنية وأخرى فقيــرة.. الآن الأغنياء يتفنــون في كيفية نهــش الفقراء. ووصف قانــون قطاع الأعمــال الجديد بأنــه ينضم أيضاً إلى قائمة القوانين ســيئة الســمعة، وكل التشريعات التي تصدر منحازة ضد الشعب. وانتهى أبوعيطة إلى أن العبرة ليســت بتغيير وزاري، بل بتغيير السياســات.. والضربة المقبلة أشــبه بالفوضى، ومن سينزلها ليس نحن واعترف بـ"رفضت الوزارة في عهد شــفيق لأنه كان من رجال مبارك ووافقت بعد 30 يونيو/حزيــران لأن الوضع كان مختلفا". وواصل بشــجاعته التي اســتمرت حتى نهايــة الحوار: العاصمة الإدارية ليســت مــن أولويات الشــعب المصري وأخشى أن تصبح مثل مشروع توشكى".

الأزمة تشتد

لا صــوت يعلو فــوق الأزمة مــع إثيوبيــا، حيث أوجز الدكتور نــادر نور الدين ما آلت إليــه القضية في "المصري اليــوم": "الوضع الآن ضبابي، ويســير فــي اتجاه رفض إثيوبيا كل شيء، ففي حين ســافر رئيس الوزراء الإثيوبي إلى جنــوب افريقيا في العام الماضــي، ليقنعها بتولي ملف الســد لتجنب نظر مجلس الأمن الدولي له، فإنه حتى الآن لم يتحــرك في زيارة مماثلة لجمهوريــة الكونغو، لإقناعها باســتكمال المســار، ورعاية المفاوضات، كما أنه يُصر على أن يظــل تواجد ممثلــن للاتحادين الأوروبــي والافريقي والولايــا­ت المتحدة مراقبين فقط، ويرفــض وجود ممثلين لــأمم المتحدة، ولا يحق لهم التدخل في ســير المفاوضات، ولا تقديم مقترحات للوســاطة، أو لتقريب وجهات النظر، وكأنهم متفرجون فــي ملهاة أو مباراة، وهذه ليســت أبدا أصولا للتفاوض لَمن يرغب فــي الوصول إلى حلول، الوقت يجري بسرعة وينبغي على مصر الضغط أولا لسرعة عودة المفاوضــا­ت، والاتفاق على تحديد ســقف زمني لا يتجاوز نهاية إبريل/نيسان المقبل، للتوصل إلى اتفاق حول قواعد الملء والتشــغيل، بما لا يضر مصر والسودان، وبما يضمن حدا أدنى مــن تدفقات مياه النيل الأزرق لا تؤثر ســلبا في عمل سدودها الأربعة الروصيرص وسنار وميروي والسد العالي، ويســمح بعمل هذه الســدود بكامــل كفاءتها، ولا يتســبب في ضرر محطات مياه الشرب في شرق السودان، المسؤولة عن توفير مياه الشرب لنحو 20 مليون سوداني، أي نصف ســكان الســودان، الذين يعيشــون في الشرق السوداني".

السودان يستيقظ

مضى نادر نــور الدين، راصداً ما يجــري بالقرب منا: "بدأت الســودان من الآن في طلب اتخــاذ تدابير تقلل من أضــرار الملء المقبل بحجــم 13.5 مليار متــر مكعب ليصل بالمخزون أمام الســد الإثيوبي إلــى 18.4 مليار متر مكعب في عامين فقط، وهو حجم غير منطقي وأكبر من أن تتحمل مصر والســودان تداعياته، بدون أضــرار مؤكدة، خاصة من منطقة الدمازين شــرق الســودان حتى الخرطوم، ثم وصولًا إلى الســد العالي. حجز المياه ومــا فيها من طمى ومواد عضوية منجرفة من الأراضى الإثيوبية سوف يزيد من الانبعاثــ­ات الغازية في بحيرة الســد، منتجا كميات هائلة من غــازات الاحتباس الحــراري، ويزيد من أعداد الميكروبات الضارة في مياه البحيرة، التي ســتتدفق إلى مصر، كما سيســتنزف كل الأوكســجي­ن الذائــب في مياه النهر، بما يقتل الأســماك ويمنع وجودها على طول مجرى النهــر في كل الأراضي الســوداني­ة وحتى الســد العالي، بالإضافة إلى أنه سيقلل من حجم المياه المتدفقة في مجرى النهــر ويحوله إلى ما يشــبه الترعة أو قنــاة الري، التي تحمل مياها ســطحية، فيزيد التبخير وفقد المياه، بسبب وصول أشعة الشمس إلى هذا العمق السطحي القليل لمياه النهــر الُمقنَّن، الذي أصبح مجرد قنــاة ناقلة للمياه وليس نهرا. ســتظل إثيوبيــا ترفض وجود شــهود دوليين على جرائمها في إقامة ســد عملاق لا يتناســب مع سدود دول المنابع، التي حددها القانون الدولي، وبالتالي فعلى مصر والســودان التفكير من الآن عن ماذا ينبغي أن يحدث بعد نهاية إبريل/نيسان المقبل إذا أصرت إثيوبيا على عنادها.

بئس الهدية

اهتم سليمان جودة في "المصري اليوم" بهدية أخذها معه إلى السودان إيلي كوهين وزير المخابرات، كانت عبارة عن خمسة أجهزة تنفس صناعي يجري استخدامها في إسعاف مرضى كورونا، ويصل ســعر الجهاز الواحد منها إلى أكثر

من عشرين ألف دولار.. والذين يحتجون على الهدية في تل أبيب يقولون، إن كوهين لم يحصل على الموافقات الحكومية المطلوبة مســبقا في مثل هــذه الحالة.. وهو يــرد ويقول إنه حصــل عليها.. ولا يزال الجدل دائــرا ومتصاعدا. تابع الكاتب: لم يســتوقفني هذا الأمر في زيارة وزير المخابرات التي تابعتها في حينها، لأن الأجهزة الخمسة، لم تكن الهدية الوحيدة على متن طائرته.. ففــي حقيبته كان يحمل هدية أخرى تمثلت في صورة للقدس منقوشة على لوحة معدنية، ومع ذلك.. فلا الهدية الأولى اســتوقفتن­ي ولا حتى الثانية، لأن لوحة كهذه للقدس لا قيمة لها مهما كان شــكلها، ومهما كانــت قيمة المعدن المرســومة عليه، ولأن إســرائيل توزع جرعات من لقاحــات فيروس كورونا على أكثر من دولة في المنطقة وخارجهــا كهدايا سياســية.. وإذا كانت تفعل هذا مع جرعــات اللقاح فليس من الصعــب أن تفعله مع أجهزة التنفــس الصناعي، ولا حتى اســتوقفني أن كوهين حصل على هدية في الخرطوم عبارة عن بندقية «إم 16»، وأن أمن الطائرة رفض صعودها مــع وزير المخابرات، إلا بعد تفكيك أجزائها تماما، وإلا بعد أن وافــق حاملها على ذلك. كل هذه كانت في نظري تفاصيل، ســواء كانت الأجهزة الخمســة، أو اللوحة المنقوشــة على المعدن للقــدس، أو البندقية التي أثارت مشكلة عند نقلها. قال الكاتب إن المسؤول الإسرائيلي حمل معه إلى الســودان هدية من نوع غريب.. هدية كانت عبارة عن سلة من الفواكه التي تزرعها وتنتجها إسرائيل.. وكان لســان حاله يقول إن هذا هو ما تزرعه وتنتجه بلاده بماء قليل في قلب الصحراء!

طريقنا واحد

كل من يتابع تطــور العلاقات المصرية الســوداني­ة، قد يتفــق مع ما ذهب إليه أكرم القصاص في "اليوم الســابع"، إذ يــرى أن البلدين يتحركان ضمن علاقات اســتراتيج­ية وإدراك لوحدة المصير، وأن الأمــر لا يتعلق بحدث عارض ســوف ينتهي، إنما بسياسة تفرض نفسها من واقع مصالح الشــعبين تجاه ما يواجههمــا من تحديــات، وأن التكامل والتعــاون الاقتصــاد­ي، والربــط في الطــرق والكهرباء والزراعة والتجارة، هي خطوات دائمة تنمو بشكل طبيعي، وبناء على واقع، فمصر والســودان بوابتان على افريقيا، وعلى العالم. من هنا، فإن زيارة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك لمصر، تأتي بعد تحــركات وخطوات مهمة من مسؤولين ســودانيين لمصر، ومصريين للسودان، الذي قطع شــوطا مهما في مرحلة انتقالية صعبة، ويواجه بعض التداخــات الحدودية، أو مســاعى أطــراف تمثل مصالح مضادة للســودان وثورته، وأعلنت القاهــرة دائما دعمها المتواصل للخرطــوم، والتعاون في جميع الملفات مع توافق لتفعيل مقترح تشــكيل «رباعية دولية» بشأن سد النهضة، وهــذه التصريحــا­ت، أو التحركات، تؤكــد وحدة الموقف المصري الســوداني، تجاه الأمن المائي للبلدين، وهو ملف مهم ودقيق، من ملفات التنمية، السودان من حقه أن يحفظ أمنه الحدودي والقومي، وأيضا يوظف ثرواته لصالح تنمية مستدامة للشعب الســوداني. وتتفق مصر والسودان على تكثيف التنسيق في مرحلة دقيقة يمرّ بها ملف سد النهضة، وآخرها اقتراح السودان بتشكيل «رباعية دولية» للتوسط في القضية، بما يســاعد على التوصل لاتفاق قانوني شامل وملزم، حول قواعد ملء وتشــغيل سد النهضة، قبل موسم الأمطار المقبل، مــع التأكيد على حفظ الحقــوق التاريخية ومصلحة الدولتين، وتؤكد مصر والسودان أنهما ليسا ضد مصالح إثيوبيا في التنمية، بما لا يضر بمصالح شعبي مصر والسودان.

للصبر نهاية

مصر والســودان والــكلام ما زال لأكــرم القصاص أكدا اعتراضهما على اعتزام إثيوبيــا المضي قدما في ملء خزان ســد النهضة للعام الثانــي على التوالى، بدون التنســيق مــع دولتي المصب «مصر، والســودان»، وقــد أكد الرئيس عبدالفتاح السيســي مرات عدة، أن التفاوض حول قواعد الملء، يفتــرض ألا يكون بلا نهاية. لقد راهنت إثيوبيا مرات على صبر مصر والســودان، لفرض أمر واقع، والتملص من أي اتفاقات يتم التوصل إليها، وخلال الأســابيع الأخيرة، كانــت التحــركات المصرية الســوداني­ة على مســتويات متعددة، وصــدرت تصريحات من الجانــب الإثيوبي، عن اســتعداد للتفاوض، وهي ليســت المرة الأولى التي تعلن فيها نية التفاوض ثم تتراجع، وهو ســلوك أصبح مكشوفا، في وجود شــهود وأطــراف متعددة، وبالطبــع فإن هناك أطرافا تلعب أدوارا غامضــة في الملف، ورهانات وتحركات تفتقر إلى السياســة، وتدخل ضمن تصدير مشاكل الداخل للخارج، والعكس، وإذا كان الملء الأول في الصيف الماضي تم بلا تنسيق فقد تسبب في مشكلات للسودان، في ما يتعلق بالسدود والمشــروع­ات المائية، والزراعة والري والشرب، وأن تكرار هذا السلوك يعني مزيدا من الإضرار بالسودان، وتأثيرا في مصر ومشروعاتها المائية والزراعية، وهو أمر لا يمكن الوقوف أمامه بصمت، لأنه يتعلق بالحياة والحاضر والمستقبل.

فلنستيقظ أو نموت

ومن بين من اهتموا بمآلات الوضع الراهن عبدالقادر شهيب في "فيتو": رغم أن مصر لم تتحدث عن خيار آخر غير المفاوضات لحل أزمة سد النهضة إلا أن إثيوبيا تضع العراقيل أمام هذا الخيار برفضها الاقتراح الســوداني الذي أيدته مصر، والذي يقضي بمشــاركة رباعية فاعلة في المفاوضات تتمثل في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي

وأمريكا، مع الاتحاد الافريقي. وقد سبق أن حددت مصر نحو أربعين يومــا للتوصل إلى حل عبر التفاوض، لهذه الأزمة في ضوء اقتــراب موعد الفيضــان المقبل للنيل، الذي أعلنــت إثيوبيا أنها ســتقوم فيه بالمــلء الثاني لبحيرة الســد، لأنه لا جدوى مــن التفاوض مع فرض الأمر الواقع من جانب إثيوبيا.. لكن مع تعثر اســتئناف المفاوضات مجددا بســبب الرفــض الإثيوبي، لاقتراح السودان المدعوم من مصر، لا معنى إذن للانتظار أربعين يوما لنبدأ خطواتنا الأخرى والبديلة للتحرك، بحثا عن حل لأزمة سد النهضة يمنع إثيوبيا من احتكار مياه النيل الأزرق. نحــن نحتاج الآن في ظــل التعنت الإثيوبي أن نحشد أكبر تأييد وتفهم على المستوى الدولي والإقليمي لموقفنا من تلك الأزمة، وهذا يحتاج تحركا أكبر وأوســع مــن الاتصــالا­ت التليفونية مع الأمم المتحــدة وأوروبا وأمريكا وافريقيا، خاصة دول حوض نهر النيل لتكثيف الضغوط الدولية والإقليميـ­ـة على إثيوبيا حتى تتخلى عن عنادها ومرواغتها.. ونحتاج تفعيلا أكبر للاتفاقات الأخيرة التي وقعناها مع الســودان، بما فيها الاتفاقات العسكرية.

لحظة مصيرية

شدد عبد القادر شهيب، على أننا نحتاج حشدا وطنيا شعبيا واســعا حول هذه القضية يبعث برسائل واضحة لكل الأطراف الدولية والإقليميـ­ـة المعنية وقبلها إثيوبيا، بأننا لــن نفرط في حقوقنــا التاريخية في ميــاه النيل، وأن التزامنا بالحل السياســي للأزمة ليس ضعفا، وإنما هو حرص على مصلحة الجميــع. واقتناعا منا بالروابط التي تجمعنا مع الأشــقاء الافارقــة، أن الأزمة باتت تهدد الأمن والســلم الدوليين، ولا يمكن لنا السكوت على فرض إثيوبيــا الأمر الواقــع والتحكم في ميــاه النيل الأزرق.. ويجــب أن تمتد ســاحات هذا الحشــد لتشــمل البرلمان بغرفتيــه، الذي بإمكانــه ليس فقط مناقشــة تلك الأزمة وإنما مراجعة جدوى اتفاق النوايــا الموقع عام 2015 في ظل عدم التــزام إثيوبيا بــه، وأيضاً يأتي فــي إطار هذا الحشــد الشــعبي، التواصل من قبل المنظمات الشــعبية والأحزاب مع ســفارات أمريكا وأوربا، ودول حوض نهر النيل مــع الصحافة والإعلام، ليــدرك الجميع أن القيادة المصرية تعبر عن إرادة شعبية واســعة في هذا الأمر. إن مــا يفصلنا عن الفيضان المقبل أربعة أشــهر فقط، ويجب أن يكون مطلبنا هو أن تتوقف إثيوبيا عن الملء حتى يتم التوصل إلى اتفاق بخصوصه وتشغيل السد.

خلل في التوزيع

حول الزيادة السكانية ســعى محمد رجب للإجابة على السؤال في "الوطن": هل هي مشكلة عائقة للتنمية، أم ثروة بشــرية قائدة للتقدم؟ ظللنا في مصــر نتعامل مع القضية الســكانية باعتبارها مشــكلة تعيق عمليات التنمية وتقف حائلاً ضد خطط التقدم، التي يســعى الوطــن لتحقيقها، بينمــا ينظر إليها البعض الآخر علــى أنها ثروة، ويطلقون عليها الثروة البشرية، التي يجب زيادتها، ويعززون وجهة نظرهم بالبلدان كثيفــة العمالة، وعلينا أن نبحث هذا الأمر في موضوعية، وقد أكون أنا واحداً من الذين ينظرون لهذه القضية باعتبارها مشــكلة، وهي ليســت مشــكلة بسيطة ولكنها مشــكلة كؤود لديها قدرة هائلة على ابتلاع ثمار كل تنمية، فإذا أخذنا على سبيل المثال أن معدل الزيادة السكانية يمثل 2.5% ومعدل التنمية الاقتصادية يمثل 2%؛ فمعنى ذلك أن الزيادة السكانية ســوف تلتهم أي جهود للتنمية، طالما أن معدل التنمية يقل عن معدل الزيادة الســكانية. إن أول تعداد سكاني تم في مصر في العصر الحديث كان عام 1800 حيث كان تعداد الســكان 2.5 مليون، وبعد 50 سنة في سنة 1850 كان التعداد خمســة ملايين، في عام 1900 بلغ التعداد عشــرة ملايين، وفى عام 1950 بلغ التعداد عشرين مليوناً، إن عدد السكان كان يتضاعف مرة كل 50 سنة، وفي التعداد الذي تم بعد ذلك عام 1976 بلغ عدد الســكان أربعين مليون نســمة، وهذا يعني أن أعداد الســكان بدأت تتضاعف مرة واحدة كل 25 ســنة، ويرجع ذلك لأسباب مختلفة، من بينها الأمراض التي كانت تودى بحياة أعداد من الأطفال وعندما قلّت نســبة الوفيات في الأطفال، وارتفعت نسبة الخصوبة هذا ســاعد على زيادة المعدلات السكانية، فضلاً عن ارتفاع مستوى المعيشــة، وهذا وغيره ســاعد في تفاقم المشكلة، مع أهمية الثروة البشــرية، ولا تقف المشــكلة عند الزيادة الســكانية )الزيادة العددية( فقط، بل إن هناك خللاً رهيباً في التوزيع السكاني على الأقاليم الاقتصادية والجغرافية، فبينما نجد الكثافة السكانية في الكيلومتر تصل إلى مليون نســمة في منطقة مثل باب الشــعرية، نجده في السويس يصل لـ25 نسمة في الكيلومتر.

الكاميرا والبريئة

توجه عماد الدين حســن بالشــكر عبر "الشــروق" لكاميرا المراقبة الموجــودة على معمل التحاليل في مدخل إحدى عمــارات ميدان الحريــة في المعــادي. لولا هذه الكاميرا لمــرت جريمة المتحــرش محمد وجــدى بطفلة المعادي من دون أن يعرف بها أحد. وشكرا للسيدة إنجي أسامة مكتشفة الواقعة، وهي التي وضعت الفيديو الذي كشــف هوية الجاني عبــر موقع الفيســبوك. الدكتورة إنجي تعمل في معمل تحاليل طبيــة في الطابق الأرضي من العقار الموجود في ميــدان الحرية في المعادي، ومعها ســكرتيرة اســمها نجلاء. وقد تضامن معهمــا الدكتور صاحب المعمل إضافة إلى زوج إنجي، حيث وصفها بأنها

بـ«100 راجل». كاميرات المراقبة صارت متاحة ورخيصة جدا، ويســتخدمه­ا الجميع فــي كل المحافظات، بل داخل القرى. ســعر بعضها قد يكون حوالــي 300 جنيه، ورغم ذلك، يمكنها أن تفك ألغــاز أخطر القضايا، ونتذكر جميعا أن كاميــرات المراقبة كانت هي البطل في واقعة الكشــف عن إرهابي الدرب الأحمر الحسن عبدالله، حينما تتبعته كاميرات المراقبة، من أول وضعه عبوة ناسفة أمام مسجد الاســتقام­ة في الجيــزة. حتى عاد إلى شــقته في الدرب الأحمر عبر دراجة هوائية وكان ذلك في فبراير/شــباط 2019. كاميــرات المراقبة بمختلــف أنواعها من الأرخص إلى الأغلى، قادرة على كشــف أعقد الجرائم، ومن حسن الحــظ أن غالبية المجرمين لا يتصــورون إطلاقا أن هناك كاميرا ترصدهم وتتبع خطواتهــم. وفي حالتنا الأخيرة حاول المجرم الإنكار، لكنه عندما شاهد الفيديو، انهار وفرّ هاربا، قبل أن تتمكن الشــرطة من القبض عليه الســيدة إنجي أســامة ضربت مثلا في الشــجاعة، وأصرت على التحدي والمواجهة، وكان يمكنهــا أن تصبح مثل الملايين غيرها الذين صاروا غاية في الســلبية، ويرون الأخطاء الواضحة أمامهــم ولا يتحركون لتغييرها. كان يمكنها أن تقول «وأنا مالي». لكن شــجاعتها الاستثنائي­ة تجلت في مواجهة المتهم وفضحه وتجريسه، والأهم وضع الفيديو على الفيســبوك، لتصبح فضيحة المتهم بجلاجل. البطل الثالث فــي هذه الحكاية المحزنة والمخجلة، هي وســائل التواصل الاجتماعي، خصوصا الفيسبوك.

مخربون طلقاء

اتهــم محمود البرغوثــي في "الوطن"، خبــراء التغذية الإلكتروني­ــن بأنهم أصبحــوا أدوات تخريــب للاقتصاد الوطني، وأسلحة فتاكة على السلم الاجتماعي، دونما تعمد، وبدون عقد النية على التدمير الموجه من مســتخدميه­م ضد الصناعات الوطنية، التي من أهمها حالياً صناعة البروتين الأكثــر فائدة والأقل تكلفة، مثــل: الدواجن وبيض المائدة. هؤلاء يبثون على وســائل التواصل الاجتماعي كبسولات مسمومة، يركزون فيها على الحوامل والمرضعات، لعلمهم أن هذه الجرعات تحقق مشاهدات مرتفعة، وقد لا يعلمون أنهم يفسدون صنعاً. هذا الحديث، بمناسبة ما يشاع عن خطورة الإفراط في تنــاول بيض المائدة، بدعوى أنــه من الأغذية عالية الكولســتر­ول، المتعارف عليه حاليــاً ضمن المكاره، جهلاً بقيمته، رغم أنه العنصر الحاكم في التمثيل الغذائي، والمســؤول عن تكســية الأوعية الدموية من خدوش ذرات الســكر. قد لا يعلم هؤلاء أن الشــق الحميد من كولسترول البيض ، «إتش دي إل »، هو الناقل الرسمي للشق السيئ «إل دي إل» إلى الكبد، لتحويــل جزء منه إلى العصارة المرارية المذيبة للدهون، وفــرز الجزء الآخر للتخلــص منه خارج الجســم، كما أن كبســولة واحدة يومياً من زيت السمك، أو ملعقة زيت زيتــون كفيلة بطرد الزائد من الـــ«إل دي إل» بســهولة. وللمتلاعبي­ن بالهــوس الصحي لدى النســاء، يكفي أن نقرأ جدول التحليــل الكيميائي للبيض، لنجد فيه 18 حمضاً أمينياً، من قائمة العشــرين الأساســية، ومنها: «التربتوفان» المعروف بأنه جلاب السعادة والمضاد للهياج النفسي والمزاجي، وأحد معالجات الاكتئاب، والمساعد على النوم بتكوين الميلاتوني­ن، إضافــة إلى «البرولين» المحافظ على رطوبة البشرة، والمضاد للتجاعيد غير المرتبطة بتقدم العمــر، والأرجنين المقاوم لشــيخوخة النســاء، والمجدد للبشــرة، والمكافح لعوامل تساقط الشــعر، والمفيد في رفع خصوبة الجنسين، لإنتاجه أكســيد النيتريك المعزز لتدفق الدم في أطراف الجســم، والمقوي للمناعة، والمزيل للأمونيا الزائدة عن حاجة الجسم.

أسرار البيض

تابع محمــود البرغوثي تفنيده لضلالات خبراء التغذية الإلكتروني­ــة: البيضة لمــن لا يعرف، تعد الوجبــة الكاملة الغنية بالفيتامين­ات والمعادن، التي من أهمها: الكالســيو­م والســيلين­يوم، والأخيــر مانع للأكســدة داخــل الخلية الحية، وبالتالي يعمل مضاداً للســرطان. لــم يهتم مقدمو الكبســولا­ت «شــبه العلمية» بالتوصل إلى أســباب بقاء الكتكوت حياً أســبوعاً بعد «الفقس»، (أعضاء، وعضلات، وغضاريف، وعظــام، ودماء، وألياف(، دونما تغذية، وتلك الأســباب ليســت ســوى احتواء البيضة علــى ما يضمن بقاء المخلوق حياً فتــرة طويلة بلا تغذيــة خارجية، ومن هنا يأتــي اعتبارها «وجبــة كاملة» للإنســان، في جميع الأعمار، للجنســن، وللمــرأة خصيصاً فــي أوقات الحمل والرضاعة. مؤكدا أن هؤلاء لا يعلمون أيضاً أن الكولسترول الموجــود في البيض مســؤول عن تخليــق فيتامين «دي»، والأخيــر يســاهم فــي تخليــق هرمونــات المــرأة، مثل: الأســتروج­ين، والبروجســ­ترون، وغيرهما المهم للذكورة مثل التستيســت­يرون، وكل ما سبق ليس سوى دليل واحد من عدة أدلة دامغة على أهميــة صناعة الدواجن المصرية، المسؤولة عن تشغيل نحو 4 ملايين عامل، وتنتج يومياً نحو 3.8 مليون دجاجة، و35 مليون بيضة، بما يســاوى نحو 13 مليار بيضة، أي 13 مليار وجبة غذائية متكاملة.. يستهدف بعض الجهلاء والمأجورين إفسادها.

لا يعبأون بنا

مــن بين من انتقدوا الحكومة عبد العظيم الباســل في "الوفد": بين الحين والآخر، يفاجأ الــرأي العام بقرارات حكومية أو مشروعات برلمانية، لم تأخذ حقها من الدراسة والمراجعــ­ة، بينما من حق المواطــن أن يتعرف عليها قبل صدورها، باعتباره الذي ســيخضع لتطبيقها، خوفا من

أن تقابل بالرفض فتعاد مــرة اخرى للمداولة؛ على غرار قانون الشــهر العقاري الذي أعادته القيادة السياســية مشكورة للدراسة، وتم إرجاؤه لعامين في السياق نفسه، جاء قــرار رئيس مصلحــة الضرائــب العقارية بتقديم الإقرار الضريبي لكل وحدة سكنية قبل نهاية مارس/آذار الحالي، مشــيرا إلى أن الســكن الخاص الذي تقل قيمته السوقية عن 2 مليون جنيه سوف يعفى من الضريبة، وما يزيد ثمنه عن ذلك يخضع لشــرائح قانونية متصاعدة، ولــم يوضــح صاحب القــرار معاييــر تقييــم الوحدة السكنية، وعلى أي أساس تم حســاب ثمنها، لذلك هناك مطلب شــعبي بمدّ فترة تقديم الإقــرارا­ت وإعلان قواعد التقييم، وشــرح القرار للرأي العام حتــى يهيئ لقبوله. على المنوال نفســه حدث قبل أيام جدل واسع في البرلمان حول قانون الإيجــارا­ت القديمة؛ الذي أعلن عن تعديله، رغم وجوده في أدراج البرلمان منذ عدة دورات ســابقة؛ وســبّب أزمات متلاحقة بين المالك والمستأجر فكيف لشقة في حي راق أن يكون إيجارها بضعة جنيهات بينما يعتمد المؤجر على عقد إيجار أبدي لمــدة 59 عاما قابلة للتجديد من جانب ورثته، الأمر الذي دفع النائب أحمد عبدالسلام قورة إلى تقديم مقترح بتعديل قانون الإيجارات القديمة رقم 139 لســانه 1981 حتى تصبح هذه العلاقة متوازنه بين الطرفين، ولكن أغفل مشــروع القانون وضع المساكن الإداريــة، ما يتطلب طرحه لجلســات اســتماع وحوار مجتمعي، حتى يخرج القانون بلا ثغرات. وفي الســياق ذاته، يأتي قرار آخر للحكومة بالتنسيق مع رجال الأعمال بضــرورة توفير فرص عمــل جديدة من جانــب القطاع الخاص، بينما لســان حالهم يشــكو من تباطؤ الحصول على مســتحقاته­م التصديرية، والمغالاة في فرض رسوم ضريبية وجمركية كبيرة.

أعداء الثقافة

ندد رفعت رشــاد في "الأخبار" بقيام الباعة باحتلال الشــوارع وبســط ســطوتهم وبضاعتهــم واغتصاب حــق المواطن فــي المســاحة المخصصة للســير وفرض العشــوائي­ة بــكل صورها. فــي شــارع الصحافة وفي جوار مستشــفى الجلاء، يتجمع المئات من باعة الملابس المســتعمل­ة ويتفرج رئيس حي بولاق ويشاهد مستمتعا ومتكاسلا عن الحفاظ على الشارع وحرم السير للمشاة والســيارا­ت. اشــترى تجار البالة كل محلات شارع 26 يوليو، لكي يحولوا الشــارع إلى ســوق للبالة، شــراء المحلات لا غبــار عليه، طالما يتم وفقــا للنظام العام، أي عــدم الإخلال بحاجات المواطنين مــن المحلات المتنوعة، لا فرض نوع معين من الســلع، لكن باعة البالة يقومون بطريقة ممنهجة باحتلال الشــوارع تحت ســمع وبصر رئيس الحــي الهمام، الذي لا يرى ولا يســمع ولا يتكلم. غــاب رئيس حي الأزبكية عن عملــه، وهو الحي المجاور لحي بــولاق وكُلف رئيــس حى بولاق الهمــام، الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، بإدارة أمور حي الأزبكية حتى عودة رئيسه. امتشــق رئيس حي بولاق حسامه، وأراد أن يثبت أن ســيفه ليس خشــبيا، كما تعود عليه باعة البالــة، فذهب إلى باعــة الكتب القديمــة بجوار محطة مترو جمال عبد الناصر وأعمل فيهم سيفه ولعناته لآباء الباعة وأمهاتهم، وتعامل مــع الكتب على طريقة هولاكو وهذا أمر متوقع ممــن لا يعرف قيمة الكتــاب، وربما لم يشــتر كتابا مرة واحدة. يترك رئيس الحي باعة البالة "الملابس المســتعمل­ة" ويتقصد باعة الكتب، رغم أن بيع الكتب مشــهد حضاري يعبــر عن دولة قارئة وشــعب مثقف، ولا بد للدولة أن تقــن هذه التجارة وتجعلها في متناول المواطنين، فالمواطنون يقبلون على شراء الكتب عكس ما يروج له البعض من أن الناس لم تعد تقرأ. نحن نشجع بيع البالة والشباشب، بينما نحارب بيع الكتب، وهي تجــارة تفتح بيــوت مواطنين شــرفاء يتاجرون في ســلعة راقية. باعة الكتــب مطمئنون إلــى أن كبار المسؤولين في الدولة، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية لا يقبلون بإهانتهم، أو لعن آبائهم وأمهاتهم، فكل المواطنين شــرفاء طالما لا يخالفون القانون، وإذا كان رئيس الحي الهمام يغــض البصر عن باعة البالة، فلماذا يتقصد باعة الكتــب؟ هل تجار البالة يســددون، ما لا يســدده باعة الكتب الفقراء؟

ليسوا منافقين

نفى محمــد الهواري فــي "الأخبار" أن تكون الإشــادة بإنجازات مصــر نفاقا كما يرى كثير من المنتمين للمعارضة، ولكنه بحســب رأيه اعتــزاز بقدرة المصريــن على البناء والتحــدي، وشــحذ قدراتنا على المشــاركة فــي التنمية والبناء من أجل المستقبل، في إطار حرب مصر ضد الإرهاب والأكاذيــ­ب والشــائعا­ت.. الذيــن لا يتابعــون ما يحدث علــى أرض مصر من بناء وتنمية وإنجــاز، هم لا يبصرون ولا يســمعون أغلقوا أعينهــم وآذانهم مقابل الاســتمرا­ر في التحريض والعنف، من لا يشــيد بإنجــازات مصر في الطرق والكباري والأنفاق وقناة السويس الجديدة والمدن الجديدة على رأســها العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة وغيرها من المدن، التي أقيمت على أحدث المواصفات العالمية مشــمولة بالتغطية الرقمية، وأيضا المطــارات الجديدة ومئــات الآلاف مــن الوحدات الســكنية المتنوعة.. وتحقيق طفرة غير مسبوقة في إنتاج الكهربــاء والطاقة والمحــاور الجديدة فــي كل المحافظات، وتوسيع تغطية الفقراء بتكافل وكرامة والرعاية الصحية، واستئصال مرض فيروس "سي" ونجاح مصر في التصدي لفيــروس كورونا وتحديث الســكك الحديديــة والمراحل الجديدة من مترو الأنفاق.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom