أمام سؤال «هل كان لإسرائيل دور في منع الطائرة؟»... الأردن لبايدن: نحن إلى جانبك
■ كتب البروفيســور افرايم عنبار من معهد القدس للاستراتيجية والأمن في تحليل نشره قبل نحو أسبوع: «التوتر بين إســرائيل والولايات المتحــدة قد ينبع من علاقات القدس – موسكو». والمقصود هو الصفقة التي في إطارها تحررت الشابة الإســرائيلية التي اجتازت الحدود إلى ســوريا. كما أن موقــف الولايات المتحدة من اتفاقات إبراهيم ليــس واضحاً، وعملت الإدارة كي تخرب عليها من خلال حملة ضد مصر والسعودية حول موضوع حقوق الإنسان وإعطاء ريح إسناد للحوثيين في اليمن.
«أخيراً، نأمل صمود إدارة بايــدن أمام الإغراء وألا تتدخل في السياســة الإســرائيلية؛ فالأزمة السياسية المتواصلــة، التــي قــد لا تصل إلــى حلها حتــى بعد الانتخابــات، قد تعدهــا محافل في واشــنطن فرصة للتخلص من نتنياهو» يكتــب عنبار، ويضيف: «وذلك ليكون هناك رئيس وزراء إسرائيلي جديد، أكثر مرونة. في الماضي، وهذا يتضمن إدارة أوباما الذي كان بايدن نائبه، نبشت إدارات أمريكية في السياسة الإسرائيلية الداخلية.
في السنوات الأخيرة، تصعد العلاقات بين إسرائيل والأردن إلــى العناوين الرئيســة تقريبــاً حصرياً في أعقاب أزمات حول الحــرب. وعلى فرض أن الأمريكيين يبذلــون جهداً في إلحــاق ضرر بنتنياهــو، فإن لديهم صندوق أدوات متعدد الغايات لهذا الهدف. في الجانب الإسرائيلي كان هؤلاء مسؤولين أمنيين متقاعدين كباراً مثل إيهود بــاراك، وبيني غانتس، وغابي اشــكنازي، ويوفال ديســكن وآخريــن، ممن يــرون العلاقات مع الولايات المتحدة مدماك أســاس في الأمن القومي. في إطار هــذا الفهم، يــرون في نتنياهو مــن يعرض هذه العلاقــات للخطر. راهــن الأمريكيون فــي حينه على تســيبي لفني ويئير لبيد أيضاً. منذ سنين وهم يجرون مقابلات لاختيار لاعبين يصعــدون من مقعد الاحتياط ليزيحــوا بيبي. صــاغ باراك في المقالات التي نشــرت فــي الصحافة الأمريكيــة الحاجة لإنقاذ إســرائيل من حكومتها. بمعنى ومن ناحية أخلاقية، منذ تجنيد بضعة رجالات أمن كبار لإحباط سياسة نتنياهو تجاه إيران، حتى من خلال رؤســاء المؤسســة الأمنية الأمريكية – ليس لأولئك الأشخاص كوابح.
هل حقاً كان هناك دور إسرائيلي في القيادة الأردنية لإغلاق خط طيران رئيس الوزراء؟ لمعرفتهم بالسياسة الإســرائيلية، مريح للأردنيين أن يدحرجوا الذنب إلى النزاع السياســي الداخلي في إسرائيل. لقد وجد وزير الدفاع غانتس من الصواب، وفور اتضاح أفعال الأردن، أن يعلن في «تويتر» بأن «الأردن شــريك اســتراتيجي لإســرائيل... أنا مفعم بالتقدير للملك الأردني». وكأنه يقول لهم، شكراً على كل شــيء. يفهم الأردنيون رغبة الإدارة الجديدة، فلفقــوا لهذا الغرض أزمة حول زيارة ولي العهــد، وكأن الركــوع في المســجد الأقصى الآن تحديداً وقبل الانتخابات أمر ملـّـح. يريد الأردنيون أن يميزوا أنفسهم عن شــركاء اتفاقات إبراهيم، ولا سيما عن السعوديين، الذين استهدفهم بايدن ومساعدوه. لقد سبق لباراك وغانتس أن أثبتوا قدرتهما على التخريب بعرقلة زيــارة رئيس فايزر بورلا. والملــك الأردني هو الآخر قرر إطلاق إشــارة للأمريكيين وللإيرانيين في أي طرف من المتراس هو.