Al-Quds Al-Arabi

عودة فياض إلى الساحة: يتميز بصراحته يعارض العنف ومسؤول عن التنسيق الامني بين الفلسطينيي­ن وإسرائيل

لديه شكاوى غير بسيطة تجاه إسرائيل... ولكنه لا يوفر سياطه عن قيادة السلطة الفلسطينية

- يوسي بيلين

■ د. ســام فيــاض، هو رجل مميــز جدا. فلســطيني من مواليد الضفة الغربية. حصّل كل ألقابه الاكاديمية في الولايات المتحدة، عمل في صندوق النقد الدولي، عاد إلى مشــهد صباه وتولى منصب وزير المالية في حكومة عرفات، ولاحقا – كرئيس وزراء برئاسة محمود عباس.

دفع نحو مكافحة الفســاد في السلطة الفلسطينية، أدى إلى تحســن كبير في الاقتصاد، أنهى خطة لإقامة مؤسسات الدولة المستقبلية، ولكن في نيســان 2013 اضطر لأن يقدم استقالته. فهو ببســاطة نجح أكثر مما ينبغي. ولاحقا اقــام جمعية كان يفتــرض بهــا ان تعنى أساســا بخلق بنى تحتيــة محلية في الضفة الغربية، ولكن قيادة الســلطة لم تنظــر إلى ذلك بعين العطف، وفي غضون وقت قصير وجد نفسه يحاضر في جامعة برينســتون في نيوجيرزي. أما الآن فقرر العــودة إلى الديار للوقوف على رأس حزب اصلاح.

يتميز بصراحة مفاجئة يكره الحديث بالشــعارا­ت، يعارض بشدة العنف ومسؤول بقدر كبير عن الصورة الحالية للتنسيق الامني بين الفلسطينيي­ن وبيننا. لديه شكاوى غير بسيطة تجاه اسرائيل، ولكنه لا يوفر سياطه عن قيادة السلطة الفلسطينية ومسؤوليتها عن الوضع الحالي.

لقــد كان فياض صديــق الرئيس بوش الابــن وعرف كيف يتحدث مع الزعامة الاســرائي­لية ومع المؤثرين في العالم دون أن يتوقف عن أن يكون فلســطينيا فخورا. الكثيرون رأوا فيه الزعيم الفلســطين­ي التالي، ذا القيم الديمقراطي­ة، رمز الكفاح ضد الفساد، الذي يفهم القيمة العظيمة المحفوظة للفلسطينيي­ن لمجرد جيرتهم لإســرائيل. عودته إلى الساحة السياسية كفيلة بان تكون بشــرى نحــو امكانية اجــراء انتخابات للســلطة الفلسطينية ورئاستها.

عندمــا أعلنت رئيســة البيــت اليهودي حجيت موشــيه، على أنهم في اســرائيل يصوتون ببطاقتين هــزء بها كل العالم وزوجتــه. اما الان، قبــل بضعة ايام مــن الانتخابات يتحدث المحللون عن رؤساء أحزاب أعلنوا أنهم يتنافسون على رئاسة الوزراء وعن اولئك الذين لم يعلنوا عن ذلك بعد، وكأنها كانت حجيــت هي التي وصفت الواقع. مــن يقف على رأس حزب في اســرائيل هو، نظريا على الاقل، مرشــح لرئاسة الوزراء، وإذا كان حزبه كبيرا بما يكفي، فســيوصي به اعضــاء كتلته امام رئيس الدولة ليكلفه بتشكيل الحكومة المقبلة.

نفتالــي بينيــت، مــع دزينــة المقاعــد التــي تمنحهــا له الاســتطلا­عات المتفائلة من ناحيته، يمكنه ان يعلن ثلاث مرات في اليوم أنه يتنافــس على المنصب الهام، ويئير لبيد يمكنه أن يمتنع عن مثل هذا القول. في اســرائيل، والحمدلله، عدنا إلى ما قبل 20 ســنة للتصويت ببطاقة واحــدة، ولا يوجد لمثل هذه الاعلانات اي مفعول.

المقابلــة الصحافية التــي اذهلت العالم، والتــي نالت فيها اوبــرا وينفري مكتشــفات غيــر متوقعة من ميغــان وهاري، ينبغي أن تســاعد في القضاء على ظاهرة الملكية في بريطانيا وتحويــل الديمقراطي­ــة القديمة والمســتقر­ة إلــى جمهورية. فالتعالــي، العنصرية، اخذ الالقاب وكل مــا وصف في المقابلة تميز قرنا آخــر ومعايير تلقي الالقاب والمناصب بالوراثة، دون اي صلة بالكفاءات. لا توجد أي مشكلة للوداع، بكرامة، كل من يسكن القصر الملكي، وفتح كل القصور للسياح وتسريح جنود الحرس الملكي الذين يــؤدون مهامهم منذ القرن الـ 18 من تحت قبعات فرو الدب.

سيتدفق الســياح إلى باكنغهام وويندسور مثلما يزورون القصور في فرنسا، حتى دون أن يكون يسكن في أحد أقسامها ملوك وابناء ملوك يشعرون بأنهم سجناء في قفص من ذهب.

لا توجد اي حاجة للإبقاء في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين على إطار يوفر الكثير جدا من الاحباطات، الاكتئاب والرغبة في الانتحار مما سيتسبب للمشاهدين بانكسار قلب لا داعٍ له.

 ??  ?? الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما )إلى اليمين( يشاهد حدثًا ثقافيًا إلى جانب رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك سلام فياض في مركز شباب البيرة في رام الله في 21 آذار/ مارس 2013
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما )إلى اليمين( يشاهد حدثًا ثقافيًا إلى جانب رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك سلام فياض في مركز شباب البيرة في رام الله في 21 آذار/ مارس 2013

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom