قيادي في الجهاد: مليارات أبو ظبي التي تخدم الاستيطان خزي وعار
لم تقدم على الاستثمار في فلسطين كما تستثمر في إسرائيل
انتقدت حركة الجهاد الإســامي مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة، بإطلاق صندوق اقتصادي بقيمة 10 مليار دولار للاســتثمار في دولة الاحتلال، في إطار اتفاقية التطبيع التي وقعتها العام الماضــي، في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة الثقافة فــي غزة الانتهاء من المرحلة الثانية من المسابقة البحثية الدولية «لا للتطبيع.»
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب في تدوينة على صفحته على موقع «فيســبوك» أن «مليارات حكام أبو ظبي التي تصب لخدمة الاستيطان والتهويد تحت عنوان الاســتثمار» تمثل «خزيا وعارا.» وأضاف «بينما تحيي الأمة ذكرى الإسراء والمعراج وغداة فعاليات أســبوع القدس، تم الإعلان عن حزمة اســتثمارات إماراتية لدعم الكيان الصهيوني بقيمــة 10 مليــارات دولار أمريكي» وتابع «أي خــزي وعار هذا وأي تخل عــن قيم العروبة والإسلام؟! وأي خذلان للقدس والأقصى؟».
رفض التطبيع
وكانــت حركة حماس قد جددت رفضها لكل مشــاريع التطبيع التــي وقعت مع الاحتلال، وقالت إن أرض فلســطين «ترفض كل أولئك الذين دخلوا إليها من بوابة الاعتراف بســيادة المحتل عليها.» وكان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإســرائيلي قد قال إنه تباحث مع ولي العهد في دولة الإمارات الشــيخ محمد بــن زايد، وتناول الحديث نية الإمارات بالاســتثمار بأموال طائلة في مشاريع إسرائيلية تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار.
وأكــد أنه تقرر أيضا تبني خطة الشــارة الخضراء من قبل إســرائيل والإمارات، كما تقرر تعزيز التعاون الأمني بين الدولتين.
وأعلنت الإمارات التي وقعت العام الماضي اتفاق تطبيع مع إســرائيل، عن إنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في إسرائيل. وقالت إن الشيخ محمد بن زايد تلقى اتصالا هاتفيــا من نتنياهو بحثــا خلاله تقدم العلاقــات الثنائية في ضوء معاهدة الســام، وأنه جرى عقب الاتصال الإعلان عن إنشــاء الصندوق، الذي يســتهدف الاســتثمار في قطاعات اســتراتيجية في إســرائيل، تشــمل الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها.
وســبق أن قررت الإمــارات بشــكل يخالف القــرارات الدوليــة، وينتقــص من حقوق الفلســطينيين، توقيع اتفاقيات لشراء منتجات تصنع في المســتوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية.
يشــار إلى أن دولة الإمارات لم تقدم من قبل على خطوة اســتثمار مثلها مع الفلسطينيين، حيث اكتفت قبل ســنوات الخلاف في الرأي مع القيادة الفلســطينية، على تقديم مساعدات مالية بسيطة، دون أن تقدم على إقامة مشاريع اقتصادية مستدامة بهذا الحجم تشمل تنشيط الاقتصاد الفلسطيني، وتساهم في مساعدة الفلســطينيين بشكل دائم، فيما تقوم حاليا بعد وقف الدعم الســابق، بتقديم مساعدات بسيطة ترســل لقطاع غزة، في إطار خططها الرامية لدعم محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، وتتمثل في مساعدات طبية.
انتقادات حادة
وجديــر بالذكر أن اتفــاق التطبيع الذي وقعته الإمــارات لاقى انتقــادات حادة جدا من الفلســطينيين، على كافة المستويات الرسمية والشــعبية والفصائلية، خاصة وأن الإمارات ساهمت بعد اتفاقها بدفع دول عربية أخرى لانتهاج هذا السلوك.
وفي سياق الرفض الفلســطيني للتطبيع، أعلنت الهيئة العامة للشباب والثقافة في قطاع غزة، عــن انتهاء المرحلة الثانية من المســابقة البحثية الدولية «لا للتطبيــع» والتي تنفذها بالتعاون مع مركز الزيتونة للدراسات في بيروت، وأكاديمية المسيري للدراسات والتدريب، ومركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين ماليزيا.
وأوضحت لجنة المســابقة أن المرحلة الثانية من المسابقة تضمنت استلام الأبحاث الكاملة من المشاركين التي تغطي محاور المسابقة الخمسة المعلن عنها.
وذكرت أن المحاور شــملت «التطبيــع مع الاحتلال من ناحية شــرعية، وأثر التطبيع على القضية الفلسطينية، ودور شعوب الأمة ومؤسساتها في مواجهة التطبيع، ومخاطر التطبيع على الدول والشعوب العربية والإسلامية نفسها، والتطبيع مع الاحتلال وفق القانون الدولي والإنساني في ظل جرائم الاحتلال تجاه الفلسطينيين.»
وأشــارت إلى أنه «منــذ اللحظات الأولى للإعلان عن المســابقة شــهدنا تفاعلا واهتماما لافتين من الباحثين الفلســطينيين والعرب، للمشــاركة في المســابقة» وقالــت إنها تلقت في المرحلة الأولى أكثر من 150 ملخصا من باحثين فلســطينيين وعرب من دول مختلفة هي مصر والسودان والعراق وتونس والجزائر والمغرب ولبنان وإيران، يرغب أصحابها في المشاركة في المسابقة، وإن عدد الأبحاث الكاملة التي استلمتها اللجنة بلغ 85 بحثا علميا، منها 12 بحثا من 5 دول عربية وهي مصر والعراق وتونس والجزائر ولبنان.
وقالــت إن الأبحاث تميزت بتنوعهــا الموضوعي في تناول قضيــة التطبيع؛ في الجوانب الشــرعية والسياســية والتاريخية والفكرية والقانونيــة والثقافية والفنيــة والتاريخية والأمنية والتربوية وغيرها، موضحة أن لجنة التحكيم تتكون من أساتذة جامعات ومختصين في محاور المسابقة من فلسطين والأردن ولبنان وماليزيا.