Al-Quds Al-Arabi

العراق: تجدد الاحتجاجات في ذي قار والقوات الأمنية تغلق مبنى المحافظة

المتظاهرون في بابل يمنحون نوابهم 3 أيام لتحقيق مطالبهم

- بغداد ـ «القدس العربي» من مشرق ريسان:

جدد المحتجون في مدينة الناصريــة، مركز محافظة ذي قار الجنوبية، أمــس الثلاثاء، تظاهراتهم أمام مبنى الحكومة المحليــة في المدينة، للمطالبــة بتعيين محافظ جديد بــدلاً عن المكلّف، عبد الغني الأســدي، الأمر الذي دفع قوات الجيش إلــى التدخل وإغلاق المبنى الحكومي لمنع التصعيد المحتمل.

مصادر محلية، أفادت أن القوات الأمنية، على رأســها الجيش، أغلقت مبنى الحكومة المحلية وسط الناصرية، وأبلغت الموظفين بعدم الدوام لحين حســم ملف تسمية محافظ جديد، في إجــراء يأتي لتأمين الحماية لهم، بعد وصول أعداد من المحتجين إلى المبنى.

وصبــاح أمس، وصلــت تعزيزات أمنيــة إلى محيط المبنى وانتشرت داخله أيضاً، حسب المصادر التي أكدت أن ديوان المحافظة شبه خالٍ، خصوصاً أن الأسدي، يدير شؤون المحافظة من داخل مقرّ قيادة عمليات سومر، على بعد 10 كــم عن مركز المدينــة، قرب قاعــدة الإمام علي العسكرية، وفقاً لموقع «المربد» البصري.

تصعيد احتجاجي

وفي وقتٍ ســابق من أمس، تجمّع المئات من المحتجين أمام مبنــى الحكومة المحليــة في الناصريــة، للمطالبة بتعيين محافظ جديد للمدينة.

كما قطــع محتجون مــن خريجــي كليــات الإدارة والاقتصاد، جســر النصر، وســط مدينة الناصرية، في تصعيد احتجاجي للمطالبة بشــمولهم بالتعيين ضمن درجات الحذف والاستحداث في الدوائر الحكومية.

ومن المقرر أن يقدّم نواب المحافظة أســماء المرشحين لشــغل منصب المحافظ إلــى رئيس الــوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فــي ظل اتفاقٍ أبرمتــه الحكومة مع نواب المحافظة قبل يومين، يقضي بترشيح أسماء لشغل المنصب المحلّي في غضون 48 ساعة.

حمّى التظاهرات المطالبة بإقالة المســؤولي­ن المحليين، وصلت إلــى محافظات الفرات الأوســط، وتحديداً إلى محافظة بابــل، إذ احتج المئات أمام منــازل 6 نواب لـ 3 أيام، للمطالبة بإقالة ومحاسبة المفسدين، وعلى رأسهم المحافظ، وكالة، حســن منديل، مشــيرين إلى إعطائهم مهلة 3 أيام لتنفيذ المطالب الملحة والضرورية جدا لأبناء الشعب.

وقال المتظاهــر­ون في بيان صحافــي تناقلته مواقع إخبارية محلّية، أمس، إنــه «أتممنا التظاهر على منازل ســتة نواب بثلاثة أيام مــن أجل قوت الشــعب واقالة ومحاسبة المفسدين وعلى رأسهم )المحافظ)» موضحين: «ســنكمل بقية النواب من يوم الجمعة، وسنبدأ من بيت أهــل النائب هيثم الجبــوري ثم ثامر ذيبــان ثم عدنان فيحان والبقية يومي السبت والأحد.»

وأضاف البيان، أن «الاحتجاج أمام منازل النواب من أجل رفع الانذار الظالم عن القوات الأمنية، حيث تم حجز قوات كبيــرة بحجة التظاهرات» مشــيرا إلى أن «أغلب القوات تطبيق حالــة الانذار، وهذا ما أدى إلى تشــنج الأوضاع بين المتظاهرين وإخوانهم القوات الأمنية، لذلك طالبنا ونطالب اليوم قيادة شــرطة بابــل برفع الانذار فوراً وإلا ســتكون هناك خطوات على قيادة شرطة بابل لرفض أســاليب افتعال تأزيم الأوضاع بــن أبناء البلد الواحد، وهذا فيه ربح للمفسدين ودعم لهم، وهذا يعني الخيانة بعينها .»

«إعادة تهيئة للعاصفة»

وأوضح أن الأيام الثلاثة المقبلة «ستكون بمثابة إعادة تهيئــة للعاصفة لأن خلال 3 أيام الماضية اســتنفدنا كل المعدات التي جهزناها ســابقا» مضيفا أن «بعض النواب الذي سنتوجه لهم، متغطرس، ويحتاج إلى أعداد كبيرة وكبيرة جدا كي تحســم الأمور ولهذا ســنبدأ من اليوم الاستعداد ليوم الجمعة وهم الأحرار».

وأشــار البيان إلــى أن الأيام المقبلة «تكــون بمثابة فرصة للنواب الذيــن تم التظاهر على بيوتهم، وللنواب الذين إلى الآن لم يتم التظاهر على بيوتهم وســيأتيهم التظاهــر» لافتا إلــى أن «عليهم تــدارك الأمر وجلوس جميع نواب بابل في جلسة طارئة لتنفيذ المطالب الملحة والضرورية جدا لأبناء الشــعب، وخلاف ذلك ســيكون للمشهد وجه آخر».

وأقدم متظاهرون، أول أمس، على غلق مبنى محافظة بابل وأشعلوا الإطارات، مطالبين بإقالة المحافظ وكالة، حسن منديل، واختيار محافظ آخر بعيد عن المحاصصة، وتحسين الخدمات في المحافظة.

كذلك، تســود حالة من التوتر مدينــة النجف، ذات الغالبية الشيعية، إثر تجدد الاحتجاجات المطالبة بإقالة المحافظ، لؤي الياسري.

والأحد الماضي، أصيب عدد من المتظاهرين في المدينة بجروح، بعد صدامات مع قوات الأمن في المحافظة.

وأظهرت مقاطع فيديو، نشــرها عدد من الناشــطين العراقيين على وســائل التواصل، مصابين ينقلون على دراجات نارية بعيدا عن مكان المصادمات.

كما أظهرت مقاطع أخرى حالات اختناق جراء ما يبدو أنه استخدام للغاز المسيل للدموع من جانب قوات الأمن.

وقطــع متظاهــرو المدينة، الســبت الماضي، جســر الإســكان وســط مدينة النجف وتجمعوا قــرب مبنى الحكومة المحلية فــي المحافظة ليواجهوا بإطلاق النار ما أدى إلى إصابة أربعة متظاهرين في الأقل.

ملاحظتان للصدر

وأول أمس، خاطــب زعيم التيار الصــدري، مقتدى الصــدر، المتظاهرين الذين يحرقــون الإطارات للتعبير عن مطالبهم، فيما نصحهم بالالتزام بملاحظتين تتعلقان بطريقة التعبير عن الاحتجاج السلمي.

وقال في «تغريدة» له على منصة «تويتر» إن «الغاية هي )الإعمار( وإني لا أرى في حرق الإطارات ولا في قطع الطرق وترهيب المارة أي إعمار، أيها الشــباب الغاضب لا ينبغي أن تتحكــم العاطفة القلبيــة بالحكمة العقلية إن جــاز التعبير». وأضــاف، أن «حــب الأوطان معناه الاعتــراف بالوطــن لا البحث عنه، فالوطــن وطنكم لا موطن الفاســدين ولا موطن التبعيين، أحبتي من أحب الوطن كان شــعاره: )نموت ويحيــا الوطن( أي يجعل نفسه ضحية للوطن لا ان يقتل الآخرين أو يعتدي عليهم حباً بالوطــن، فالحب تضحية وســام لا قتل وخراب، فليكن سلاحكم الورد وهتافكم الصمت». وأكد أن «الشباب يشعرون أن وطنهم سلب منهم». وتابع: «استحكم الفســاد في بلدي ودمر كل أشيائي الحبيبات، شباب يشــعرون أن وطنهم سلب منهم وهم من المحبين له بعاطفة قلبية صافية، وفيهم من هو مستعد للتضحية بحياته من أجل الوطن».

وخاطب الشــباب قائلا: «حافظوا علــى وطنكم قبل أن تخســروه، فأنتم تتظاهرون والفاسد ما زال يسرق وينهــب وأنتم عنه غافلون». وتابــع: «فلتعل اصواتكم عبر صناديق الاقتراع والانتخابا­ت التي ســنحاول بكل جهدنا أن تكون نزيهة وشفافة».

وأكد الصدر أن «الوطن وإن كان أســير الفســاد، إلا أنــه يبقى وطنا، ومــن أحب الوطن أحــب ترابه وماءه وســماءه، وإني ليحزنني أن أرى ترابه يحرق ســماؤه ملأى بأعمدة الدخان، أفيرضى الحبيب لحبيبه مثل تلك الأمور؟». وأتمّ قائلاً: «أيها الشباب المنتفض إياكم وأذى العــراق فهو أمانة في أعناقكم، فلا تحرقوه فتخســروه فيتحكم الفاسد ويتسلط الألم ويســتغل ذلك الغريب» مشــيراً إلى أن «من أحــب الوطن أحب شــعبه وجنده وشرطته وجيشــه وما هم إلا حماة لكم لا للفاسدين فهم يعانون نفس ما تعانون ويألمون كما تألمون».

كما نوه إلــى أن «حب الوطن لا يكــون باللجوء إلى أعداء الوطن، فلا المحتل صديــق، ولا التطبيع مفيد، ولا تبعية نريد».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom