Al-Quds Al-Arabi

تدبيرة منزلية على «المصحف»

-

أثارت صاحبــة برنامج «مــع الســفيرة الصحافية وســيلة بولحية على قنــاة النهار جدلا وســخطا كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، بســبب «تدبيرتهــا» التي تنصح فيها النســاء كيــف ينظفن الكتب، ولم تجد ســوى المصحف لتطبــق عليه مهارات التنظيف الجديــدة... وللمحافظة على الكتاب من الخارج وتلميعه استعملت كريمة للجسم بواسطة قطعة قطن بدأت تمررها على المصحف لتبين نجاعة طريقتها.

أما في مــا يخص المحافظة على الأوراق من الداخــل حتى لا تصفر، فأخذت قليلا من «بيكربونات الصوديوم» ونثرتها بين أوراق المصحف. التدبيرة لم تمر على المتابعين في الجزائر وغير الجزائر بسلام. فهنــاك من رأى أنها لم تجد ســوى المصحف ليكون مثــالا لتظهر ما أرادته. عادي بكيلوغراما­ت الـ»ميك أب» والســروال. والمخرج لــم ينتبه والمصور لم ير. لم ينبهها أحدا. كل ما يقال قليل. وطالب صاحب الفيديو )على قناة مواطن صالح وموهــوب( رفع قضية ضد مجمــع النهار. وهناك مــن اعتبر الأمر غير لائق ولا يجوز باعتبارها غير متحجبة وليســت طاهرة بســبب طلاء الأظافر والـ«ميك آب»، وهناك من انتقد بشدة مظهرها وتسريحة شعرها. وكانت ردود أفعال كثيرة ومشادات بينها وبين منتقديها. فكانت تعليقاتها صادمة وجارحة. ففــي أول رد فعل لها رأت أن الموضوع أخذ أكثر من حجمه. ومن رأوا أنه لا يحق لها لمس المصحف، فتــرى أنه من حقها لمس المصحف ولا بــد أن تكون طاهرة، بدليل الآية التي كتبها المعلقون «كتاب لا يمســه إلا المطهرون». لو تفهمون ماذا يعني «المطهرون»؟ يعني لا أكون حائضا، ولا أكون على جنابة. فلو أقرأ القرآن، كما أنا فهذا بيني وبين خالقي «شــكون يسألني». من يمنعني من قراءة القرآن لأنني غير محجبــة، كما يقولون؟ هناك من قال إنني كنت ألمس المصحف بطلاء الأظافر. اتقوا الله. اترباوا أنتوما! اتقوا الله في أنفســكم ثم تعالوا وحاسبوا الآخرين. وهذا الذي يكتب رغبة منه في الظهور على حســابها فتقول له: أنت مخطئ ســيدي، ثم هذه حصة خاصة بالنســاء، ما دخلك أنــت بها. ماذا كنت تفعل. كتاب الله لماذا لا أنظفه، أم أتركه للغبار. جاءني سؤال كيف نحافظ على الكتب ومنها المصاحف. كيف دنست أنا الكتاب. هذا كارثي. بسبب عقلية كهذه بقينا متأخرين؟!

ثم ترد على من انتقد تســريحة شــعرها: «شــوفوا أنا أقص شعري اليوم وغدا. هذه هي تسريحتي من يحبني يتابعني ومن لا يحبني لا يتابعني. أفضل من أن أضع الحجاب وأنافق. أضع الحجاب وأســرق. أضع الحجاب والنميمة )وأغتــب(. أضع الحجاب وأكون بأخــاق. حتى لا أدخل في أمــور أخرى. أو أدعى التديــن، لأن المتدين لا يجب أن يضرب بالبــوق ليبين أنه متدين.الدين بيني وبين «مولايا... كفاكم تكذيبا وتحريفا. الحصة مرت عادية. واحدة قالت لي بأن «البيكربونا­ت» ليســت طاهرة. لماذا نشربها. لماذا نستعملها في الطبخ. ماذا وضعــت؟ البيكربونا­ت بالعكس تحفظ الأوراق مــن البلل من الإصفرار. من التلاشــي. المتبرجة الملعونة من يقولون المتبرجــة. أعطني الآية وأعطني الســورة اللي تقول إن الكتاب لا تلمســه المتبرجات ويمسسنه المتحجبات؟! هناك متحجبات لسن 100 في المئة. متحجبات فقط لظروف أجبرتهن ولمجاراة الناس، حتى لا ندخل في متاهات وماشي فقط المتبرجة اللي ماشي مليحة. أنت تعرفني. تعرف أخلاقي . تعرف من أكون. ربما سأسبقك للجنة. من أنت. أعطيت الرد وإن كان هناك أناس غيورون يريدون ضرب الحصة فأنتم مخطئون»!

وظهرت وســيلة بولحية في مقطع فيديو للرد منفعلة بتسريحتها القصيرة بلون أشــقر، فمن يتابعها غير جمهورهــا. وكان عليها أن تكــون أكثر هدوءا ورصانــة احترامــا للمشــاهدي­ن. والبرامج فــي نهاية المطاف لن تســلم من الانتقادات مهما كانت. ولا يمكن توحيد ذوق المشــاهدي­ن وتشكيلهم على المزاج وحثهم على المتابعــة دون إبداء أي ردة فعل. وهناك من يقوم بالمســتحي­لات ليزيد عدد متابعيه، ســواء منتقديــه أو محبيه، لكن رفــض النقد والتعليق ومحاولة تكميم الآراء وأفواه المتابعين والمشاهدين، ليس في العمل الصحافي أو السياســي السليم. ومن يصبح شــخصية عامة عليه أن يتحمل نتيجة ذلك بكل رحابــة صدر. و»ليس زيادة الطين بلة»، كما فعلت وســيلة بولحية. فعلا الصمت يصبح من ذهب في مثل هذه الأحوال.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom