«الاستقلال» يطالب حكومة العثماني بكشف الحساب ... و«الأصالة والمعاصرة» يحذر من «اردوغانية» مغربية
دعا حزب مغربي مُعارض كل الأحزاب المشـّـكلة لحكومة ســعد الدين العثماني، إلى ضرورة تقديم كشف الحساب المتمثل في حصيلة عملها خلال فترة ولايتها للمواطنين "بدون تلبيس أو تضليل".
وقــال حزب الاســتقلال إن الحكومــة المغربية مطالبة بالتحلي بالشــجاعة السياسية، والامتثال للمبــدأ الدســتوري القاضــي بربط المســؤولية بالمحاســبة، وتقــديم حصيلــة العمــل الحكومي للمواطنات والمواطنين بدون تلبيس أو تضليل.
وفي بيان أصدره عقب اجتماع لجنته التنفيذية أول أمس، أكد على ضرورة "عــدم تهريب النقاش العمومي لقضايا هامشية أو التستر وراء خطابات المظلومية، وتقاذف المسؤوليات".
وأكد في البيــان الذي تلقت "القــدس العربي" نســخة منه على ضرورة إطلاق الإعلام العمومي الســمعي البصري للحوارات والبرامج السياسية لمناقشة القضايا المغربية وحصيلة العمل الحكومي، واحتضان مختلــف تيارات الــرأي والتعبير، ولا سيما الشباب والنساء ومغاربة العالم، والأصوات النابعة من المغرب العميق )المناطق البعيدة(.
واعتبــر الحــزب أن الانتخابات التشــريعية والبلدية المقرر تنظيمها صيف العام الحالي ينبغي أن تقــوي موقع وإشــعاع المغرب على المســتوى الدولــي، وأن تكــون رافعة أساســية لدعم قضية الوحدة الترابية المتمثلة فــي الصحراء، وأن تفرز مؤسســات دســتورية ومنتخبة قوية ومنسجمة، وذات كفــاءة ومصداقيــة، مــن حكومــة وبرلمان ومجالس محلية قادرة على تنفيذ مضامين النموذج التنموي الجديد على أرض الواقع.
كما أكد على ضــرورة فتــح ورش الإصلاحات السياســية في المغــرب، على غــرار الإصلاحات الانتخابيــة، في أفــق تحقيق مزيد مــن التوطين للخيار الديمقراطي وتحصين المكتسبات الحقوقية، وإطلاق الآليــات الكفيلــة بدعم الثقة فــي الفعل السياســي والإجراءات الفعليــة لتخليق العملية الانتخابيــة، وتنقيتهــا من كل الشــوائب التي قد تؤثر علــى نزاهتها، بهــدف تقوية المشــاركة في الانتخابــات، ومواجهــة كل دعــاوى التيئيــس والإحباط والتشكيك؛ يقول البيان.
وحث حكيم بنشــماش، الأمين العام الســابق لحزب الأصالــة والمعاصرة )المعــارض(، أعضاء حزبه علــى التعبئة الجماعيــة وتوحيد الصفوف والجهــود مــن أجل دعم وإســناد جهــود الحزب لتقوية حظوظه التنافســية، ليحتل مواقع متقدمة في الاســتحقاقات السياسية والانتخابية القادمة، معتبــراً أن الســياق اليــوم جــد ملائــم ومحفز لمباشــرة حوار داخلي موســع ومثمر، للمساهمة في التعبئة المطلوبــة في هذه الفترة، التي اعتبرها "لا تقل رهاناتها أهمية عــن رهانات زمن الإنصاف والمصالحــة" محذراً فــي الوقت ذاته مــن بروز ما سمّاها "أردوغانية مغربية".
وفــي نداء وجهــه عبر صفحته الرســمية على "فيســبوك"، عبّر عن أســفه لما يعانيــه "الأصالة والمعاصرة" من "خفوت وهجه سياســياً وإعلامياً وبرنامجياً"، معتبراً أن ذلك يأتي "في سياق تهيأت وتتهيأ فيــه الكثير من فرص ممارســة فعل حزبي بديل، ناضــج، ومتجاوب مع انتظــارات القاعدة العريضة مــن المواطنين" قائلاً إن ذلــك "يعبر عن جوهر المشــروع المجتمعــي الديمقراطي الحداثي، وعن ماهية الحزب وكينونته وعلة وجوده كعرض سياسي وطني، والذي لا يمكن، مهما بذل من مساع، تحريفه"، يضيف المتحدث.
وأوضــح أن المقصــود بالنــداء ليــس "الإلقاء باللائمة على جهة في حزبنا بعينها، ذلك أن فضيلة النقد الذاتي تدفعنا إلى التقدير بأن نكون متحملين لقسط من المســؤولية فيما آل إليه وضع الحزب". وقال إن حزبه معني في كل المستويات بالتفاعلات الجارية فــي المغرب، وعياً بضرورة المســاهمة في تغليب موازين القوى لفائدة المشروع الديمقراطي الحداثي المنشود، وحماية للديمقراطية من مخاطر بــروز "أردوغانيــة مغربية" يصعب اســتدراكها، مؤكداً أن من شأنها رهن عمل المؤسسات التمثيلية لولاية أخرى"، وفق تعبيره.