انخفاض التسلح في المغرب وارتفاعه في الجزائر... وربع صادرات الأسلحة الأمريكية يوجّه نحو السعودية
كشف تقرير دولي حديث أن واردات المغرب من الأسلحة انخفضت بنسبة 60٪ بين عامي 2016 و2020 مقارنة بالفترة بين 2011 و2015، وبذلك يحتــل البلــد المرتبة 29 بــن أكبر 40 دولة مستوردة للأسلحة في العالم؛ علمًا بأن الولايــات المتحدة الأمريكيــة تمثل 90٪ من الواردات المغربية من الأســلحة، تليها فرنسا (9.2٪(، فالمملكة المتحدة )0.3.)٪
التقريــر الذي نشــره "معهد ســتوكهولم الدولــي لأبحــاث الســام " SIPRI( ) حول الأســلحة والإنفاق العســكري أفاد أيضًا أن واردات الجزائر من الأســلحة ارتفعت بنسبة 64٪؛ ويتزود هــذا البلد بشــكل خاص من روسيا والصين وألمانيا.
ويســجل التقرير أن الزيادات البارزة في صفقات التســلح تركزت لدى ثلاثــة من أكبر خمــس دول مصدرة للأســلحة، هي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنســا وألمانيا، قابلها إلى حد كبير انخفاض صادرات الأسلحة الروسية والصينية.
ويلاحظ كذلك أن واردات الشــرق الأوسط من الأسلحة نمت بنســبة 25٪ خلال الفترة المشــار إليها، تمثلت في السعودية )+61)٪ وقطــر ٪(.361)+ وانخفضــت واردات الإمــارات من الأســلحة بنســبة 37٪، لكن العديــد مــن عمليات التســليم المخطــط لها للأســلحة الرئيســية )بما في ذلك 50 طائرة مقاتلة من طراز 35- Fمــن الولايات المتحدة تمت الموافقة عليها في عام 2020( تشير إلى أن الإمارات ستستمر في اســتيراد كميات كبيرة من أسلحة. وقد جسدت عمليات التسلح هذه المنافسة الاستراتيجية الإقليمية بين عدة دول في منطقة الخليج.
وزادت واردات مصر من الأســلحة بنسبة 136٪، خاصة بالنســبة للقــوات البحرية، ويعزى الأمر إلى نزاعها مع تركيا بشأن الموارد الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط.
وأورد الموقع الإلكتروني للمعهد المذكور عن بيتر دي ويزمان، الخبير في الأسلحة والإنفاق العســكري، قوله: من الســابق لأوانه القول ما إذا كانــت فترة النمو الســريع في عمليات نقل الأســلحة على مدى العقدين الماضيين قد انتهــت. فقد يؤدي التأثيــر الاقتصادي لوباء كوفيد 19 إلى قيام بعض البلدان بإعادة تقييم وارداتها من الأســلحة خلال السنوات المقبلة. ومع ذلك، فحتى فــي ذروة الوباء عام 2020، وقعت العديد من الدول عقودًا كبيرة للأسلحة الرئيسية.
ويوضــح التقرير أن الولايــات المتحدة ما زالت أكبر مصدر للأسلحة، حيث زادت حصتها العالميــة من الصادرات في هــذا الصدد من 32 إلــى 37 في المئــة بــن -2015 2011 و2016 - 2020. وقد زودت 96 دولة بأســلحة رئيســية خلال الفترة الأخيــرة، أكثر من أي مورد آخر، وزادت الفجوة اتساعًا بينها وبين روسيا ثاني أكبر مصدر للأسلحة. ولفــت الانتباه إلى أن مــا يقرب من نصف (47٪( من عمليات بيع الأســلحة الأمريكية كان موجهًا نحو الشــرق الأوســط، إذ شكلت السعودية وحدها 24٪ من إجمالي صادرات الأسلحة الأمريكية.
وقالت ألكسندرا كويموفا، الباحثة في المعهد المذكور، إن صادرات روســيا من الأسلحة إلى والجزائر ومصر زادت خلال العقد الأخير، لكن هذا لم يعوض الانخفاض الكبير في صادراتها من الأسلحة إلى الهند. كما انخفضت صادرات الصين، خامــس أكبــر مصدر للأســلحة في العالم، وتعد باكستان وبنغلاديش والجزائر أكبر متلق للأسلحة الصينية.
وانخفضــت واردات تركيــا من الأســلحة بنسبة 59٪ بسبب لجوء الولايات المتحدة إلى وقف تسليم طائرات مقاتلة من طراز 35- Fإلى البلد عام 2019، بعد أن استوردت أنقرة أنظمة دفاع جوي روســية، كما اتجهــت نحو زيادة الإنتاج المحلي من الأســلحة الرئيسية، لتقليل اعتمادها على الواردات.