Al-Quds Al-Arabi

الاتحاد الافريقي يتوقع تطعيم 60% من سكان القارة ضد كورونا السنة المقبلة

أفارقة كثيرون يرون أن الفيروس طبخة لفقتها الدول الأجنبية

- نواكشوط –«القدس العربي» من عبد الله مولود:

اســتبعد مركز الاتحــاد الإفريقــي للوقاية مــن الأمراض اســتكمال تحصين ســكان إفريقيا ضد وبــاء كوفيد 19 خلال الســنة الجارية كما كان متوقعاً، بســبب تأخر وصول كميات اللقاح المستوردة، حيث لم تتوصل الدول الاثنتان والعشرون المتقدمة في مجال طلب اللقاحات لطلبياتها لحد الآن.

ذلك ما أعلنه جون انكيغازونغ، مدير مركز الاتحاد الإفريقي للوقاية من الأمــراض أمس، مؤكداً أن "المركز ســيطلق خلال الأســابيع القادمة حملة تحت شــعار "تلقيح يعم إفريقيا عام 2022 في إطار من الوحدة"، طبقاً لما قرره الاتحاد الإفريقي عند بدء انتشار الجائحة".

وقال: "إن الاتحاد قرر ألا تبقى أي دولة إفريقية في الخلف، بل يجب أن تؤمن لجميع بلدان القارة وسائل التلقيح".

وســيجري في إطار هذه الحملة بعد اســتكمال استيراد الكميات اللازمة من اللقاحات، تحســيس وتعبئة الســكان من أجل أخذ اللقاحات في المراكز التي ســتفتتح لذلك، والتي سيكون معظمها في الملاعب الرياضية داخل المدن والقرى.

وتتقدم المملكــة المغربية في مجال تحصين الســكان ضد كورونا، حيــث صنفت ضمن الــدول العشــر الأولى الأكثر تلقيحاً لســكانها في العالم بعد أن تمكنت من تلقيح ما لا يقل عن أربعة ملايين شــخص من العدد الإجمالي للسكان البالغ عددهم 36 مليون نسمة.

ويســعى المغرب لبلوغ الهدف الذي حــدده من قبل، وهو تحصين 70% من الســكان. واســتهدفت حملة التلقيح التي أطلقت آخر كانــون الثاني/يناير الماضــي، تحصيناً أولوياً

لعمال الصحــة الذين تزيد أعمارهم عن 40 ســنة، وموظفي الإدارة، والمعلمين الذين تزيد أعمارهم عن 45 سنة، والمسنين ممن هم فوق الخامسة السبعين.

وتم آخــر شــباط / فبراير الماضي، توســيع المشــمولي­ن بالتلقيح غير الإجباري، إلى من هم في الستين من العمر.

وتســلم المغرب 8.5 مليون لقاح من مختبر "استرازينيك­ا أكســفورد" البريطاني السويدي الذي تعاقدت معه الحكومة المغربية خلال صيف السنة الماضية، وقد مكن ذلك المغرب من الحصول على طلبياته من اللقاحات بطريقة سريعة.

ويعتبر المغرب الذي ســجلت فيه 487750 حالة إصابة في عام مع جنوب إفريقيا، البلدين الأكثر تأثراً بجائحة كورونا.

وحسب دراســة أعدها مركز "أفريكا سي دي سي"، داخل خمس عشــرة دولــة إفريقية، فإن اســتقبال لقــاح كورونا وقبوله، يختلف اختلافاً كبيراً من بلد لآخر.

وجرى خلال إعداد الدراســة استطلاع آراء 1000 شخص بشكل مباشر أو عبر الهاتف، ما بين أغسطس وسبتمبر 2020.

وإذا كان 94 % من الإثيوبيين يقبلون باللقاح، فإن 59% من ســكان جمهورية الكونغــو الديموقراط­يــة فقط هم من يقبلون بالتلقيح.

وبلغت نســبة القابلين بأخذ اللقاح 76% فقط من سكان نيجريا أكبر دول القارة الإفريقية سكاناً.

ويشــكك من يرفضون أخذ اللقاح في سلامته وخلوه من الأخطار الصحية.

ويرى الكثيرون ممن شملهم الاســتطلا­ع أن هناك مبالغة في أخبــار كورونا، فهو ليس بهذا الخطــر المعلن في الإعلام الصحي، حسب رأيهم.

وينتشــر هذا الرأي أساســاً في النيجر بنسبة )79،)% والسودان بنســبة )73%( ونيجريا بنسبة )67%(، بينما

ندر التعبير عنه في تونس والمغرب.

وفي الدول التي شملتها الدراسة، أكد واحد من كل خمسة مشــمولين بالاســتطل­اع، أنه يعــرف شــخصاً أصابه وباء كورونا.

وأكد القائمون على الدراسة أن "الاستطلاع جرى في فترة كانت الفحوصات فيها قليلة وضعيفة على مســتوى القارة، كما أنه جرى قبل انفجار الموجة الوبائية الثانية التي كنا أكثر شراسة".

وأظهرت الدراســة كذلك، ضعفــاً كبيراً في التحســيس الإعلامي الخاص بجائحة كوفيد 19، وانتشاراً كبيراً للأخبار المضللة حول الوباء.

والغريب فيما أظهرته الدراســة أن واحدا من كل شخصين مســتجوبين، يؤكد أن "قضية كورونا مجــرد طبخة غامضة أعدتها الدول الأجنبية".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom