Al-Quds Al-Arabi

روحاني يتهم المعارضة بتقويض محاولات رفع العقوبات وموسكو تدعو واشنطن وطهران لاتخاذ خطوات عملية نحو الاتفاق

«التعاون الخليجي» يطالب بضم البرنامج الباليستي الإيراني لأي اتفاق مستقبلي

- لندن- «القدس العربي»- وكالات:

اتهــم الرئيــس الإيرانــي، حســن روحانــي، غلاة المعارضين، أمس الأربعاء، بعرقلــة الجهود الرامية لرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد، في تصريحات تبرز المــدى الذي تطغى فيــه الانتخابات الوشــيكة في إيران علــى خطــة الإدارة الأمريكية الجديــدة للتهدئة. وقال روحاني في تصريحات نقلها التلفزيون الرســمي: «إنها خيانة كبيرة للدولــة الإيرانية أن يحاول أي فصيل أو شــخص تعطيل رفع العقوبات ولو لســاعة واحدة.» وأضاف: «الأقلية الصغيرة التي تعرقل هذا المســار يجب أن توقف عملها الهدام )...( إذا أوقفته ســتتمكن الحكومة من إنهاء العقوبات .»

وتســعى الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن إلى إنعاش اتفاق انســحب منه الرئيس الســابق دونالد ترامــب وكانت إيران قد قبلت بموجبــه تقليص برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات الدولية. وبعد انســحاب ترامب وإعادة فــرض العقوبات اتخذت إيــران خطوات تنتهك القيود التي حددهــا الاتفاق النووي. وحتى الآن ما زالت إيران وإدارة بايدن على خلاف بشــأن الطرف الذي يتعين عليــه اتخاذ الخطــوة الأولى لإنعــاش الاتفاق إذ تطالب طهران واشنطن برفع العقوبات أولاً في حين تدعو واشنطن طهران للعودة للامتثال أولاً للاتفاق.

وقال روحاني، أمس الأربعــاء: «اليوم الظروف مواتية أكثــر من أي وقــت مضى لرفــع العقوبــات». وأضاف أن الأمريكيــ­ن مســتعدون للعــودة للاتفاق، لكنــه أضاف: «الكلمات لا تكفي. ننتظر الأفعال وليس الأقوال.»

وقال محمد جواد ظريــف، وزير الخارجية، وهو حليف مقرب لروحاني، هذا الأســبوع، إنه ما لم يُحرز تقدم قريب أو تتحقق العودة للاتفاق النووي ســتتعطل الدبلوماسي­ة لشهور بســبب انتخابات الرئاســة الإيرانية المقررة يوم 18 يونيو/ حزيــران. وأمس الثلاثاء، ألقى وزير الخارجية الفرنســي باللوم على سياســات التحضيــر للانتخابات الإيرانية في تعطيل إنعاش الاتفاق النووي.

وكان الاتفاق النووي هو الوعد السياســي الرئيســي لروحانــي الذي حقق فوزاً ســاحقاً مرتــن متتاليتين في انتخابات الرئاســة منتصــراً على معارضين متشــددين بوعوده بفتح الاقتصاد الإيراني على العالم الخارجي. ولا يحق لروحاني الترشح لفترة ولاية ثالثة وقائمة المرشحين لم تستكمل بعد.

وتقــول المعارضة المتشــددة في إيــران إن العقوبات الأمريكية دليل على فشــل سياســة روحاني المتمثلة في التقارب مع العدو. ومن شــأن عدم إحراز تقدم في المسألة النووية أن يهدد فرص تولي سياســي معتدل المسؤولية خلفاً لروحاني علــى الرغم من أن القرار النهائي بشــأن أي مبادرة دبلوماسية يتخذه الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي وليس الرئيس المنتخب.

وفي ســياق آخر، كشــفت الوكالــة الدوليــة للطاقة الذرية أن إيران تواصل توســيع نطاق برنامجها النووي بالمخالفــ­ة للاتفاق النووي لعــام 2015 . وذكرت الوكالة، أمس الأربعاء، أن إيران تستخدم الآن أجهزة طرد مركزي متطورة، من طراز «آي آر 4» في تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز.

إلى ذلك، عبرت الخارجية الروســية عــن قلقها حول تصريحــات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الشــأن. ودعا ســيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الولايات المتحــدة إلى اتخاذ خطوة عمليــة نحو تطبيع الوضع بشأن الملف النووي، ورفع العقوبات عن طهران. كما دعا الجانبَ الإيراني إلى عدم اتباع أسلوب التصعيد، وحث باقي أطــراف الاتفــاق على ضبط النفــس. وقال ريابكــوف إنه يجب عــدم تفويت هــذه اللحظة لمحاولة تطوير خارطة طريــق لتطبيع الوضع ككل بشــأن الملف النووي الإيراني.

وفي الاجتماع الــدوري لوزراء خارجيــة دول مجلس التعــاون الخليجــي بالريــاض، أمــس الأربعاء، شــدد المجتمعون على ضرورة معالجة «سلوك إيران المزعزع لأمن واســتقرار المنطقة والعالم» مؤكدين «أن دول المجلس تقف صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي دولة.»

وطالــب وزراء خارجية التعــاون الخليجي في بيانهم الختامي الصــادر عقب الاجتماع «أن تشــتمل المفاوضات المســتقبل­ية مع إيران على معالجة ســلوكها المزعزع لأمن واســتقرار المنطقة والعالم، ورعايتهــا للإرهاب» رافضين «اســتمرار احتلالها لجزر طنب الكبــرى والصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة.»

 ??  ?? الرئيس الإيراني حسن روحاني
الرئيس الإيراني حسن روحاني

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom