Al-Quds Al-Arabi

مياه المريخ «المفقودة» مدفونة تحت قشرته

-

■ واشــنطن ـأ ف ب:قبــل مليــارات الســنوات، كان المريخ موطنــاً لبحيرات ومحيطــات، لكن المكان الــذي ذهبت إليه كل الميــاه محوّلــة الكوكــب إلــى صخرة مقفرة، كان غامضاً.

وكان يعتقــد أن معظــم الميــاه فقــدت فــي الفضاء، لكن دراســة جديدة مولتها وكالــة الفضــاء الأمريكية «ناســا» ترى أنهــا لــم تذهــب إلى أي مــكان، بــل إنها محتجــزة داخل المعــادن الموجــودة في قشرة الكوكب.

وقالــت إيفا شــيلر، المؤلفة الرئيســية للدراســة الجديدة المنشــورة فــي مجلة «ســاينس» العلميــة: «نحــن نقــول إن القشرة تشكل ما نسميه المعادن الرطبة، أي المعــادن التي تحوي ماء في تركيبتها البلورية».

في الواقع، يشــير نموذج شيلر إلى أن مــا بين 30 و99 فــي المئة مــن المياه بقيت محتجزة داخل هذه المعادن. وكان يعتقد في السابق أن المريخ يحوي ما يكفي من المياه لتغطية الكوكب بكامله.

ولأن الكوكب فقد مجاله المغناطيسـ­ـي فــي وقــت مبكر مــن تاريخــه، جُــرّد من غلافه الجوي تدريجيـًـا، ما أنتج فرضية أن هذه هــي الطريقة التي فقد من خلالها مياهه.

لكــن مؤلفــي الدراســة الجديــدة يعتقــدون أنه بينما اختفــت بعض المياه، بقيت غالبيتها.

باســتخدام نتائــج عمليــات مراقبــة أجرتهــا مركبــات المريــخ ونيــازك مــن الكوكب، ركز الفريــق على الهيدروجين، وهو مكون رئيسي للمياه.

هنــاك أنــواع مختلفــة مــن ذرات الهيدروجــ­ن. يحتــوي معظمهــا علــى بروتــون واحــد فقــط فــي نواتهــا، لكن نســبة ضئيلــة، حوالــي 0,02 فــي المئة، تحتوي على بروتــون ونيوترون معاً، ما يجعلها أثقل. وتعرف هذه الذرات باسم الديوتيريو­م أو الهيدروجين «الثقيل».

ونظراً إلى أن النوع الأخف منها يهرب مــن الغــاف الجــوي للكوكــب بمعــدل أسرع، فإن فقدان معظم المياه في الفضاء ســيترك نســبة أكبــر مــن الديوتيريـ­ـوم وراءه. لكن اســتناداً إلى كمية المياه التي يعتقــد أن الكوكــب كان يحويها والمعدل الحالــي لهــروب الهيدروجــ­ن الــذي رصدته المركبات، فإن نسبة الديوتيريو­م الحاليــة مقارنــة بالهيدروجـ­ـن لا يمكن تفسيرها بفقدان الغلاف الجوي فقط.

وبدلاً من ذلك، يقول مؤلفو الدراســة، إن هنــاك مزيجاً من آليتــن: حبس المياه في معادن قشرة الكوكب، وفقدان المياه في الغلاف الجوي.

وقالــت شــيلر: «فــي أي وقــت يكون لديــك صخــرة تتفاعل مــع الميــاه، هناك سلسلة من التفاعلات الكيميائية المعقدة التي تشكل معدناً رطباً.»

وتحدث هذه العملية أيضاً على كوكب الأرض، علــى ســبيل المثــال فــي الطين، الموجود أيضاً على سطح المريخ.

لكن البراكين علــى الأرض تعيد تدوير المياه إلى الغلاف الجوي. وبما أن المريخ لا يحتــوي على صفائــح تكتونية، تكون تلــك التغييــرا­ت دائمة.ووفقــاً لمحــاكاة الفريق، فقد الكوكب معظم مياهه قبل ما بين أربعة إلى 3,7 مليارات سنة، ما يعني أن «المريخ كان يشــبه إلى حد كبير ما هو عليه اليوم خــال الثلاثة مليارات ســنة الماضية» كما قالت شيلر.

وهــي تأمــل فــي أن تكــون قــادرة علــى الحصــول علــى معلومــات أكثــر بفضــل «بيرســيفرن­س» الــذي وصــل أخيراً إلــى الكوكب الأحمر لدراســة تلك السيناريوه­ات.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom