Al-Quds Al-Arabi

رغم أهميتها للدولتين: لماذا ألغى نتنياهو زيارة وزير خارجيته أشكنازي إلى الإمارات؟

كانت ستتضمن احتفالات فتح السفارة وتوقيع اتفاقيات لتطوير العلاقات... فتركت أبوظبي في «دهشة»

- بن – درور يميني

■ إســرائيل ليســت دكتاتوريــ­ة ولا حاجــة للمبالغة، ولكن نتنياهــو يفقد صوابه. وإذا لم يكن واضحــاً لأحد مــا حتى الآن بــأن الدولــة هي هو، وأنــه يحــرص على مصالحــه قبل مصالــح دولة، فســيصبح هذا الآن جليــاً أكثر. لا نيــة مبيتة عنده لإيقــاع الضــرر بالدولــة، فقد فعل إلــى جانب هذا أمــوراً رائعة، مثل اتفاقات الســام مــع أربع دول عربية. ولكن حســب ســلوكه هذا الأســبوع، فإنه يجتهــد ليثبت أنه حقق هذه الاتفاقات لنفســه قبل كل شيء. أما الدولة فيمكنها أن تنتظر.

فمثــاً إلغــاء زيــارة وزيــر الخارجيــة غابــي أشــكنازي إلى الإمــارات، التي خطط لها مســبقاً، لــم تكن زيــارة اســتعراضي­ة، بــل كانت عمــاً. إذ لــم تتضمــن الطاولــة احتفــالات فتــح الســفارة والقنصلية فحســب، بل مواضيــع متبادلة ومهمة للدولتــن أيضــاً، كان يفتــرض أن توقــع هنــاك سلســلة من الاتفاقــا­ت، ولكن الحاكــم الأعلى قرر إلغــاء الزيارة، فهو ملزم في أن يكون الأول. وماذا عن فتح الســفارة؟ وماذا عن الاتفاقات؟ تبدو أقل أهمية. المهم أن يكون الأول.

لا شك بأن لرؤساء الدول أهمية عليا في تحقيق العلاقــات، غير أن لهــم معنى كبيراً فــي العلاقات المتطــورة مــع دول عربيــة خصوصاً في سلســلة قنــوات الاتصال في مجالات الاقتصــاد والتجارة والســياحة وغيرهــا، لا يمكــن لهــذه العلاقات أن تكون متعلقة بنزوات الزعيم، فهي ليســت علاقات شخصية، بل علاقات مهمة إذا ما تطورت إلى أكثر بكثير من العلاقات بين الزعيمين.

ولكــن نتنياهو اســتخدم الفيتو. فمــن اللحظة التــي ألغيت فيها زيارته إلــى الإمارات، في ظروف

ليــس لها صلــة لا بوزير الخارجيــة ولا بالإمارات، يتضح أن المصلحة الإسرائيلي­ة هي مواصلة تطوير العلاقــات. ليس واضحــاً أنّ ما كان ســينجز هذا الأســبوع ســيتحقق بعد شــهرين أو ثلاثة أشــهر أو فــي الأســبوع القــادم. ربما نعم، وربمــا لا. لعل أحداً مــا يندم فيغير الرأي. وهــا هو، بين المصلحة الشــخصية والمصلحــة الوطنية، نــرى أن نتنياهو يفضل الأولى.

واســتقبلت الإمــارات إلغــاء زيارة أشــكنازي بالدهشــة. وثمة محادثات مع جهات في الإمارات توضح أنهم لم يتمكنوا من فهم ما حصل بالضبط. فهــم لا يخططــون لأي خطوات للــرد، ولن يجمدوا العلاقــات. ولكــن خطــوة نتنياهــو كانت إشــارة ســلبية. وبســببه قد ينظــرون إلى إســرائيل بعين

أقل عطفاً. فإذا كان رئيس الدولة تصرف على هذا النحو فينبغي التعاطي بتردد بعض الشيء مع تلك الدولة.

مــاذا بعد؟ هــل ســيؤخر نتنياهو اســتثمارا­ت عظمى ســبق أن أعلن عنها؛ لأن شيئاً ما لم ينسجم مع جدول أعماله أو مع مصالحه السياسية؟ ربما، فــكل شــيء محتمــل. هــذا محــزن، لأن العلاقات مــع الدول العربيــة الأربع تعدّ علامــة طريق مهمة. نتنياهــو مــأ الدلو، ولكنــه في اللحظــة التي يرى أنــه لا يتدبر له فيها شــيء ما، ســيركل ذاك الدلو. اعتقدنــا أن الدولة مهمة أكثر. أمــا نتنياهو فيعتقد خلاف ذلك.

يديعوت 2021/3/17

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom