إسرائيل والانتخابات المقبلة... من ائتلاف برأسين إلى حكومة مسخ
■ أســبوع على فتح الصناديق ولم تنجح بعد أي من المسائل الجوهرية التي كان يفترض أن تقــف في مركز حملة الانتخابات لتحطيم حاجز الجهل والكراهية داخل اســتديوهات التلفزيون. قبل ســت ســنوات، عــارض يئيــر لبيــد خطــاب نتنياهو في الكونغرس ضد الاتفــاق النووي، وادعى بأنــه كان من الأفضل الوصول إلى توافقات مع إدارة أوباما. والآن، حين تســعى إدارة بايدن لاستئناف الاتفاق النووي، لم يعمد لبيد للوقوف ولو لمرة واحدة كي يشــرح كيفية تصديه لسياسة إدارة بايدن في المسألة الإيرانية إذا ما انتخب رئيساً للوزراء.
يعتقد نفتالي بينيت أن في نيتــه الوقوف على رأس «حكومة ذات أغلبيــة يمينية». ولكنه لم يقف أمام الجمهور ليشــرح كيف ســيفعل ذلك حين ينــال 11 أو 13 مقعداً في الاســتطلاعات، في الوقت الذي يصل فيه «يوجد مســتقبل» إلــى 20 مقعداً، وأنه من أجل تشكيل ائتلاف ســيحتاج إلى دعم «العمل» و»أزرق أبيض» و»ميرتــس». لم يعمد بينيت لشــرح كيف ســيتصدى لضغوط إدارة بايدن لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين حتى وإن كان ســيقف كيفما اتفق على رأس الحكومة، فيما لا تعد كتلته إلى 12 مقعداً.
لم يشرح جدعون ساعر أبدا كيف ينوي أن يكون رئيس وزراء يحقق سياسة يمينية، في ظل مقاطعة الحزب اليميني الكبير. فقد صرح بأنه ســيعمل على إصلاح في موضوع قدرة الحكم وجهاز القضاء، ولكنه أعلن في الأسبوع الماضي بأنه سيفكر بالعمل على قانون يمنع تشــكيل الحكومة من قبل شخص رفعت ضده لائحة اتهام. ليس ممكناً التفكير بخطوة وحيدة تزيد الرعب الذي يشل السياســيين أمام رجال القانون. في الســنة الأخيرة رأينا دوراً يائســاً لحكومة ذات رأســن تنقصها الوحدة الأيديولوجية. لم يعمد أي من رؤساء الأحزاب الذين يطمحون لرئاسة الوزراء إلى تقديم تفســير لحقيقة أن الائتلاف المطروح سيتحرك من «يمينا» و »أمــل جديد » وحتى «يوجد مســتقبل »، و»العمل» و»ميرتس»؛ ومن بينيت وســاعر حتى ميراف ميخائيلي، وابتســام مراعنة ونيتســان هوروفيتــس. إن حكومة قائمة على أســاس ائتلاف كهــذا قد تكون قادرة على الإجماع ضد نتنياهو، ولكنها ســتكون منقســمة أكثر من أي وقت مضى وعديمة التــراص بالحد الأدنى اللازم للتصدي للمسائل التي تقف أمامها دولة إسرائيل.
الســطر الأخير هو أن الخطــاب الجماهيري اجتــاز طفولية مقصودة. بدل الجدال الفكري بين المذاهب والخلافات في مواضيع السياســة، قاد السياسيون والاســتديوهات سباق حصن عديم الغاية قد ينتهي بحكم شــلل. وبدلاً من حكومة التناوب الحالية، ســنحصل على حكومة تناوب عديمة القيادة تضم خمسة أو ستة أحزاب متوسطة وصغيرة.
غير أنه لا فراغ في السياســة، واليمين لم يســتوعب ما يخفى عن البحث وكم هو ملموس الخطر. سيتعين على الحكومة التالية الحســم في سلســلة تعيينات: النائب العام مــن الدولة، وبديل المستشــار القانوني للحكومة، وخمسة تعيينات للمحكمة العليا، وما لا يقل عن أربعة معاونين للمستشار القانوني، وبالطبع مئات التعيينــات الأخرى في الخدمة العامة وجهــاز القضاء. هل نريد لحكومة المسخ هذه أن تتقرر أنظمة وتعيينات تؤثر بشكل مباشر ودراماتيكي على قدرة حكم الحكومات التالية، ولا سيما حكومات اليمين؟ لماذا يستحق لبيد وميخائيلي هذه الهدية.