Al-Quds Al-Arabi

اليمن: الحوثيون يقصفون مصفاة الرياض وقاعدة الملك خالد... ويتقدمون في اتجاه مأرب

- لندن - «القدس العربي»:

أعلنــت وزارة الطاقــة الســعودية، أمس الجمعة، أن هجوماً جوياً علــى مصفاة للنفط بالرياض أسفر عن حريق تمت السيطرة عليه، وجــاء ذلك بعد إعــان جماعــة الحوثي أنها استهدفت الموقع بست طائرات مسيّرة.

وتدير شــركة أرامكو الحكومية السعودية المصفاة. وقالــت الوزارة إن الهجوم الذي وقع فــي الســاعة 6:05 صباح الجمعــة بالتوقيت المحلي، لم يسفر عن ســقوط قتلى أو مصابين ولم يعطل إمدادات النفط أو مشتقاته.

وكانــت جماعة الحوثي قــد قالت في وقت ســابق فجر الجمعة إنها ضربت منشأة تابعة لأرامكو في الرياض. وقال العميد يحيى سريع المتحدث العســكري باســم الجماعة: "نفذت قواتنا المسلحة عملية بســت طائرات مسيرة اســتهدفت شــركة أرامكو )...( وقــد أصابت أهدافها بدقة عالية".

وقوبل الهجــوم بإدانات واســعة من دول عربية وأجنبية ومنظمــات إقليمية. واعتبرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أن "استهداف المنشأة المدنية والحيوية السعودية يهدف إلــى تقويض الأمــن والاســتقر­ار في المنطقــة". وأعلنــت دولة قطر إدانتها "بأشــد العبارات، الاعتداء الــذي تعرضت له مصفاة الريــاض فــي المملكــة العربية الســعودية الشقيقة"، معتبرة استهداف المنشآت والمرافق الحيويــة عمــا تخريبيا ينافــي كل الأعراف والقوانين الدولية، ومن شأنه التأثير على أمن واستقرار امدادات الطاقة في العالم.

كما اعتبــر الأمين العــام لمنظمــة التعاون الإســامي يوســف العثيمين أن هذا "الهجوم عمل إرهابــي وتخريبي جبان"، مشــددا على

أن "الاعتــداء­ات علــى المنشــآت الحيويــة لا تســتهدف المملكة فقط، بل تطال أمن واستقرار إمــدادات الطاقة فــي العالم، كما أنها تشــكل تهديدا لأرواح المدنيين". وكثف الحوثيون في الأسابيع الماضية من إطلاق صواريخ باليستية ومقذوفات ومســيرات على مناطق سعودية، فيما حققوا تقدمــا باتجاه مدينــة مأرب آخر معقــل للحكومة المعترف بها دوليا في شــمال اليمن بعد ســيطرتهم على جبل اســتراتيج­ي عقب ســاعات من القتال مع القوات الحكومية، بحسب مصادر عسكرية حكومية.

وقال مصدر عسكري حكومي لوكالة فرانس برس إن المتمردين "ســيطروا على جبل هيلان المطل على مــأرب بعد معارك خلفت عشــرات القتلى والجرحى من الطرفين" .

وذكر مصدر عســكري يمني أن سقوط جبل هيلان يشكل "تهديدا لجبهات الدفاع الأولى عن مأرب"، موضحا أن الحوثيــن "تمكنوا من قطع خطوط إمداد بعض الجبهات وباتوا يسيطرون ناريا على جبهة المشجح شمال غربي مأرب" .

وحذر المســؤول من أن مدينة مــأرب "بعد سقوط جبل هيلان باتت في خطر"، مشيرا إلى أنه أعلى مرتفع يطل على المدينة.

وقال مسؤول آخر إن قوات التحالف بقيادة السعودية شنت عشر غارات جوية على مواقع تابعة للحوثيين بعد ذلك.

دبــي- أ ف ب :تقدم الحوثيــون، أمس الجمعــة، باتجاه مدينــة مأرب، آخــر معاقل الحكومــة في شــمال اليمن، بعد أن ســيطروا على جبل اســتراتيج­ي بعد معارك عنيفة دامت لســاعات، حســب ما نقلت مصادر عســكرية حكوميــة. وقــال مصدر عســكري حكومي إن الحوثيين «ســيطروا على جبل هيــان المطل على مــأرب بعد معارك خلفت عشــرات القتلى والجرحى من الطرفين». وذكر مصدر عســكري يمني أن ســقوط جبل هيلان يشــكل «تهديدا لجبهات الدفاع الاولى عــن مأرب» موضحاً أن الحوثيين «تمكنوا من قطع خطوط امداد بعض الجبهــات وباتوا يســيطرون ناريا على جبهة المشجح شمال غربي مأرب».

وحذر المســؤول من أن مدينة مــأرب «بعد ســقوط جبل هيلان باتت في خطر» مشيرا إلى أنه أعلى مرتفع يطل على المدينة. وقال مسؤول آخر إن قوات التحالف بقيادة السعودية شنت عشر غارات جوية على مواقع تابعة للحوثيين بعد ذلك.

وأكد الحوثيون عبر قناة المســيرة المتحدثة باســمهم وقوع غارات جوية في مأرب. ورأى ماجد المذحجي مــن مركز صنعاء للدراســات الاســترات­يجية أنه «لا يوجد إمكانية لســقوط مأرب على المســتوى القريب». لكنه أشــار إلى أن التقدم «مهم ويشــكل ضغطــا إضافيا )على القوات الحكومية .»)

ومنذ عام ونيّف يحاول الحوثيون السيطرة علــى مدينة مأرب الغنيــة بالنفط بهدف وضع أيديهم على كامل الشــمال اليمني. وبعد فترة من التهدئة، استأنف الحوثيون في الثامن من شباط/فبراير هجومهم على القوات الحكومية. ويسعى الحوثيون للســيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثــات جديدة مع الحكومة المعترف بهــا خصوصا في ظــل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.

ومن شــأن ســيطرة الحوثيين علــى مأرب توجيــه ضربة قويــة إلى الحكومــة المدعومة من من قبل الريــاض منذ آذار/مــارس 2015، إذ سيســيطرون بذلك على كامل شمال اليمن. وبقيت مدينة مأرب الواقعــة على بعد حوالي 120 كيلومترا شــرق العاصمــة صنعاء حيث يفرض الحوثيون سيطرتهم منذ عام 2014، في منأى من الحرب في بدايتها.

ودان مجلــس الأمــن الدولــي الخميــس «التصعيــد» فــي المواجهــا­ت المســلحة حول مدينة مأرب اليمنيّة، وحذّر من تفاقم المأســاة الإنســانيّة في البلد المنهار أصلا. وقال مجلس الأمن الدولي في بيان إن معركة مأرب «تعرّض مليون نازح داخليا لخطر كبيــر وتهدد جهود التوصــل إلى حلّ سياســي، في وقــت يتحد المجتمع الدولي بشــكل متزايد لإنهاء النزاع.» وشــدد على «ضرورة وقــف التصعيد» من كلّ الأطراف، ودعــا خصوصا الحوثيين المدعومين من إيران إلى وقف أعمالهم العسكرية في مأرب.

ويشــهد اليمن بعد ست سنوات من الاقتتال على الســلطة في نــزاع حصــد أرواح الآلاف، انهيارا في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها، فيما يعيــش أكثر من 3.3 ملايين نازح في مــدارس ومخيمات تتفشــى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة. أسفر النزاع منــذ 2014 عن مقتــل عشــرات الآلاف ونزوح الملايين، حســب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب مــن 80 في المئة من ســكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة انسانية على مستوى العالم.

ومع تســلم جو بايدن الرئاســة في كانون الثاني/يناير الماضي، بــدأت الإدارة الجديدة بإلقاء ثقلها الدبلوماسـ­ـي خلف مبعوث الأمم المتحــدة لليمن مارتــن غريفيث الــذي تتمثل مهمته المعقدة في دفع الجانبين للجلوس حول طاولة المفاوضــا­ت. وطالــب الحوثيون برفع القيود علــى الحركة فــي المطــارات والموانئ الواقعة في مناطق سيطرتهم قبل الموافقة على الدخول في مفاوضات لوقــف إطلاق النار في البلد الذي يواجه شبح مجاعة واسعة النطاق.

وتطالــب الامم المتحــدة بهدنــة فوريــة وبالعــودة ســريعا إلــى طاولــة المفاوضات لإنهاء معاناة أفقر دول شــبه الجزيرة العربية المستمرة منذ 2014، وسط جهود أميركية لدفع عملية الســام قدمــا. لكن يــرى المذحجي أنه بالنســبة للمتمردين الحوثيين فإن المعركة في مأرب «معركة أساسية وحاسمة». وأضاف أنه في حال سيطرة الحوثيين على مأرب « لا يوجد

فرصة لســام قريب في اليمن، على الأقل ليس في السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة.»

 ??  ?? أحد سكان الرياض يتفقد سقف بيته بعد هجوم صاروخي للحوثيين على أرامكو وجامعة الملك خالد أمس
أحد سكان الرياض يتفقد سقف بيته بعد هجوم صاروخي للحوثيين على أرامكو وجامعة الملك خالد أمس
 ??  ?? مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث
مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom