Al-Quds Al-Arabi

خطر «الموجة الثالثة» من كورونا يقترب من غزة والداخلية تحذر من عودة سيناريوهات الإغلاق

- غزة ـ «القدس العربي»:

أبقت الحكومة الفلسطينية على قرارها بإغلاق مناطق الضفة الغربية، الممتد منذ أكثر من خمســة أيام، فيمــا قامت بعض المحافظات بإدخال قيود أكثر تشــددا على الإغلاق لمواجهة مخاطر تفشــي فيروس «كورونا» فيما تتواصــل التحذيرات في غزة من إمكانية دخول القطاع في «موجة ثالثة» من الفيروس على غرار الضفة.

وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة، عن وفــاة 21 مواطنا، وإصابــة 1851 جديدة بفيروس «كورونــا» و 1794 حالة تعاف خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

ولفتت إلى وجود 192 مريضا في غرف العناية المكثفــة، بينهــم 54 مريضا على أجهزة التنفس الاصطناعي.

وعمــا بإجــراءات التشــديد ولمنــع الازدحام، أقيمت صــاة ظهر الجمعة في مناطــق الضفــة الغربية في الســاحات العامة، بناء على قرار من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، حيث جرى تعقيم تلك الأماكن.

إجراءات الوقاية والسلامة

وقالت الــوزارة «إن هــذا القرار جاء بناء على توصيات وتنســيق مع الجهات الطبية المختصة في ظل انتشــار كورونا» وشددت على أن الخطة الموضوعة جاءت بالتنســيق مــع الجهات المختصــة تؤكد ضرورة الأخذ بشروط السلامة والوقاية، من خلال إحضار سجادة الصلاة الخاصة بكل مصلٍ، وارتــداء الكمامات، والتباعد فــي الجلــوس والصلاة، وعدم الســام والتقبيل.

وأغلقت الشــرطة الفلســطين­ية، منذ ليل الخميس، محافظة بيت لحم وفرضت قيودا داخليــة وخارجية لوقف تفشــي فيروس «كورونا» داخل المحافظة.

ولا يــزال العمــل جاريــا فــي الضفة الغربيــة بخطط الإغــاق الــذي أقرته الحكومة، لكسر سلالة الفيروس، ويشهد حاليــا موجة انتشــار خطيــرة، وتظهر الأرقام أن نســبة إيجابية الفحوصات لا تزال مرتفعة، وكذلك ارتفاع نسبة إشغال المستشفيات التي تفوق الـ 100 .٪

إلى ذلــك أبقت الأجهــزة الأمنية التي تلقــت تعليمات مشــددة بفــرض حالة الإغــاق علــى حواجزهــا العســكرية علــى مداخــل المــدن، ومنعــت الحركة بين المحافظــا­ت وداخل المناطــق والمدن والقــرى، وفق خطة الطوارئ المشــددة، التــي أعطت فقــط بعض الاســتثنا­ءات لقطاع الصحة والمخابــر وطلبة الثانوية العامة، فيمــا فرض الإغــاق أيضا على المدارس والجامعــا­ت. وكانت الحكومة قد قررت في ضــوء ارتفــاع الإصابات، وعدم جدوى الإجراءات السابقة، فرض الإغلاق الشامل على الضفة لخمسة أيام، على أن تغلــق جميع المــدارس ورياض الأطفال مع الإبقاء علــى طلبة التوجيهي بالتعليــم الوجاهي طيلة مــدة الإغلاق، وكذلك إغــاق جميع الجامعات والمعاهد، ومنــع الحركــة والتنقــل والانتقال بين المحافظات، باســتثناء الطواقم الطبية، وكذلك منــع الحركة والتنقــل والانتقال كليا للمواطنين ووســائل النقل بأنواعها في المــدن والبلدات والقــرى والمخيمات في أنحــاء الوطن كافــة، على أن يفوض الــوزراء بتنظيــم عمل وزاراتهــم أثناء الإغــاق وتقــديم الخدمــات الضرورية للمواطنين، كما منعــت إقامة الأعراس أو إحياء الحفــات أو إقامة بيوت العزاء أو المهرجانات أو التجمعات، وطلب أيضا من مستشــفيات القطاعين الأهلي والخاص تخصيــص أقســام لاســتقبال مرضــى «كورونا» علــى أن تعمل البنوك والمحاكم بوتيرة الطوارئ، فيما طلب من الشرطة والأجهــزة الأمنية المراقبــة المركزة على أماكن التجمع وأي أماكن مكتظة، وتغليظ العقوبات بما فيها المالية عليهم.

وفي غــزة، التــي ترتفع فيهــا أعداد الإصابــات بالفيــروس بشــكل كبير، لا تزال التحذيــرا­ت الطبية من تفش جديد للفيــروس عبر موجــة جديــدة قائما، بسبب ارتفاع أعداد المصابين خلال الأيام خبيرة تعد جرعات لقاح الكورونا الماضية، حيث حذرت وزارة الداخلية في القطاع من «تساهل المواطنين في التعامل مع الإجــراءا­ت الوقائية اللازمة» مطالبة إياهم باتخاذ كافة ســبل الوقاية في ظل ارتفاع عدد الإصابات فــي القطاع، وقال الناطق باســم الوزارة إيــاد البزم «في حال اســتمر منحنى الإصابات بفيروس كورونا بالارتفاع في القطاع، فإن الوزارة ستتخذ اجراءات أكبر في المرحلة المقبلة .»

وتابع «كل الســيناري­وهات قائمة، فلا نستطيع الاســتمرا­ر بالإجراءات بوتيرة واحــدة، ونتخــذ الإجراءات بنــاء على تقييم الحالة الوبائية .»

الاستهتار والتهاون بالإجراءات

وطالبــت وزارة الأوقــاف حفاظا على الأنفس وسلامة المواطنين جموع المصلين في كافة مساجد القطاع بضرورة الالتزام بإجــراءات الوقايــة والســامة خاصة الصلــوات المفروضــة وصــاة الجمعة، وشددت على أنها ستتخذ إجراءات بحق المســاجد المخالفة وغير الملتزمة، قد تصل إلى إغلاق المســجد حســب البروتوكول المعمــول به لدى الــوزارة، محــذرةً من خطــورة الاســتهتا­ر والتهــاون بتلــك الإجراءات الأمر الذي قد يتسبب بإغلاق المساجد كافة.

ونوهت إلى أهمية استشعار المسؤولية وإظهار الصورة الإيجابية في الانضباط والالتــزا­م بالتوجيهــ­ات والتعليمــ­ات الصادرة عن الجهات المختصة. وفي غزة، أكد رئيس دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحــة الدكتور مجــدي ضهير في وقت سابق أن الوضع الوبائي ليس بالهين.

وعبر عن قلــق الوزارة ممــا هو قادم في حال انتشــرت الطفرة الجديدة، وقال «هناك عــزوف مــن قبــل المواطنين عن التســجيل لتلقي اللقاح» داعيا المواطنين للتســجيل لتلقــي اللقــاح وخصوصــا أصحاب الأمراض المزمنة والمســنين بعمر 75 عاما.

وأوضح أن الوزارة تتابع بشكل يومي المنحنى الوبائي والظروف الصحية بغزة وحاجتهــا للوقاية مــن الفايروس. وقال «هناك ارتفاع بالإصابات في غزة ونتوقع في قادم الأيــام هذه الزيــادة وقد يكون هناك اتباع لإجراءات السلامة للتقليل من توسع الانتشار .»

وتوقــع أيضــا أن تكون هنــاك موجة ثانيــة، لكنه عبر عن أملــه في أن لا تكون بأعــداد كبيرة، خاصة في ظــل ما يجري في الإقليم من تفشــي الطفــرة الجديدة المتحــورة، وقــال «الطفــرة الجديدة لا تختلف عن الطفــرة الأم كل ما هنالك انها تنتشــر بشكل أســرع، وأن الخوف ليس من الســالات الجديدة لكن من استهتار المواطنين وزيادة عدد الإصابات.»

وشــدد على أن الالتــزام بالإجراءات الوقائية هو الضامن لمنع انتشــار جائحة كورونا، الأمر الــذي يمنع من الذهاب الى الإغلاق الكامل.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom