Al-Quds Al-Arabi

المركزي سيسمح للبنوك اللبنانية بتداول العملات وسيتدخل لضبط سعر صرف الليرة كلما دعت الحاجة

-

■ بيروت - رويترز: قالت الرئاســة اللبنانية أمس الجمعة أن مصرف لبنان المركزي سيســمح للبنــوك بالتــداول فــي العملات مثل شــركات الصرافة المعتمدة، وسيتدخل لضبط سعر صرف الليرة مقابل الدولار.

وأدت انخفاضات حادة جديدة في قيمة الليرة اللبنانية، التي فقدت نحو 90 في المئة من قيمتها، إلى نشوب اضطرابات في الأسابيع الماضية.

وقــال متحدث باســم الرئيس ميشــال عون بعد أن التقى مستشــاره برياض ســامة، حاكم )محافــظ( مصرف لبنــان «الســماح للمصارف ابتداءً من الأســبوع المقبل، بالتداول في العملات مثــل الصرّافين الشــرعيين وتســجيل العمليات بالسعر الحقيقي على المنصة )الإلكتروني­ة التابعة للبنك المركزي(... وســوف يتدخل مصرف لبنان لامتصاص الســيولة كلما دعت الحاجة حتى يتم ضبط سعر الصرف وفقاً للآليات المعروفة.»

ويعانــي لبنــان منذ خريــف عــام 2019 من تدهــور متواصــل لاقتصــاده، أدى إلــى توقفه عن ســداد ديونه، واســتنزاف احتياطياته من العمــات الأجنبيــة، وتوقف البنوك عــن تلبية طلبات عملائها الســحب من ودائعهــم، وانهيار ســعر الليرة، وارتفاع معدلات التضخم والبطالة والفقر.

ويســحب المصرف المركزي مــن احتياطياته الأجنبية الضئيلة أصلاً من أجل دعم فئات السلع الأساســية: القمح والوقود والأدوية، إلى جانب سلة من السلع الأساسية الأخرى، وذلك في الوقت الذي يتواصل فيه نضوب التدفقات الدولارية.

ويوفــر البنــك المركــزي العملــة الصعبــة للمســتورد­ين بســعر الربط القديم البالغ 1515 ليرة للدولار.

لكن الدولة، التي ينفد ســريعا ما بحوزتها من سيولة، أشــارت عدة مرات إلى أن الدعم سيُرفع قريبا، لكنها لــم تعط حتى الآن جــدولاً زمنياً أو تعلن خطة لذلك.

وفي الأســبوع الماضــي قال ناصر ســعيدي، الاقتصادي والوزير الســابق، أن الرفع الوشيك للدعم أوقد شرارة مخاوف من نقص في المعروض من الســلع. وأوضح أنه «فور إعلانك أن الدعم قد يُرفع أو يُخفّض... يعمد المســتهلك­ون تلقائيا إلى اكتناز السلع .»

ويبلــغ ســعر الــدولار الواحد في الســوق الموازية 14000 ليرة، مقابل 1515 ليرة في السوق الرسمية، ومتوسط 3900 ليرة السعر المدعوم من المركزي.

وانهارت الليرة اللبنانية بســرعة كبيرة خلال الأســابيع الأخيرة، وهو ما دفع عــدداً كبيراً من محلات البقالة للإغلاق يــوم الأربعاء الماضي مع تفاقم المخاوف من أن يكون البلد شــديد الاعتماد علــى الــواردات بصدد عجز وشــيك فــي المواد الغذائية.

وقال صاحب محل بقالة فــي بيروت لم يغلق أبوابه يدعى محيي الدين فايد «هناك احتمال كبير

أن نغلق إذا ظللنا على هذا الوضع. لا أعلم من أين سنحصل على التموين، ولا أحد يساعدنا.»

وقال هاني بحصلي، رئيس نقابة مســتوردي المواد الغذائية «إذا اســتمر هذا الوضع، ســتبدأ السلع في الاختفاء، وسيحدد التجار أولويات ما يحصلون عليه.. سيتعين علينا تقليل الشراء من حيث الأنواع والكميات لأننا لا نجد المال.»

وتشــير تقديراته إلى أن إمدادات لبنان تكفيه نحو شــهرين، بينما تزداد صعوبة الحصول على الدولار بالنسبة للمســتورد­ين الذين يحتاجونه للاستمرار في الشراء.

كما حــذرت المخابز من أنها قــد تضطر إلى أن تحذو حذو محلات البقالة. وقــال علي ابراهيم، نائب رئيس اتحــاد الأفران والمخابــز في لبنان، أن المخابــز توفر الخبــز في الوقــت الراهن، لكن

لن يمكنها الاســتمرا­ر لأجل غير مسمى دون حل. ويســتورد لبنان جميــع احتياجاتــ­ه تقريبا من القمح.

وأضــاف في بيــان «إذا اســتمررنا على هذه الوتيــرة، لا بد في النهاية إلا أن نصل إلى التوقف القسري إلى حين استقرار سعر صرف الدولار».

وأثارت تعليقات باحتمال إنهاء الدعم، بما في ذلك دعــم الوقود والقمح والــدواء، قريباً موجة شراء قوية.

كما بــات صمود قطاع الأدوية فــي لبنان على المحك، مــع تزايد التهديــدا­ت الناتجة عن مخاطر تقلبات ســعر صرف الدولار مقابل الليرة. وأمس الأول أضربــت صيدليــات في أنحــاء لبنان عن العمل. وبســبب نقص الوقود اصطفت السيارات أمام محطات الوقود.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom