Al-Quds Al-Arabi

أمام «حكومة أحلام» و»تركيبة عسرة»: هل تدخل إسرائيل السيناريو المرعب بانتخابات خامسة الصيف المقبل؟

- يوفال كارني

■ فــي الوقت الذي يحــرث فيه السياســيو­ن الميــدان فــي المصاف الأخيــر لحملــة الانتخابات الرابعة التي ســتنتهي ليل الثلاثــاء، ثمة الآن من ينظر إلى صباح الأربعاء بقلق: هل سيستيقظ إلى واقع سياســي جديد لا يكون فيــه نتنياهو رئيس الوزراء؟ هل ســنحصل على «حكومة يمين كاملة» مثلمــا يحلم بها نتنياهو؟ هل ســنجد أنفســنا في الطريق إلى حملة انتخابات خامســة هذا الصيف في غضون وقت قصير؟ وفي محاولة تقديرية لسير إسرائيل نحو الأســبوع المصيري المقبل، نشير إلى ثلاثة سيناريوهات أساسية:

1. حكومة يمين بـ»المليء» احتمالمتوس­ط عال

إن إمكانية تشــكيل حكومة يمين ضيقة برئاسة نتنياهو تبدو على الأقل وفقاً للاستطلاعا­ت واقعية أكثــر من باقــي الإمكانيات. فنتنياهــو يدير حملة أخيــرة كي يحقق المقعد الـــ 61 لإقامة حكومة يمين – أصوليين ضيقة يكون فيها الشــركاء هم الليكود، و»يمينــا»، والأحــزاب الأصوليــة، والصهيونية الدينية. وهي كتلة تصل وفق الاستطلاعا­ت الحالية إلى 58 – 59 مقعداً، ويدعــي الليكود بأنه يمكنه أن يعزز قوته حتى الانتخابات – ويقتحم حاجز الـ 61. هذا التقدير يقوم على أســاس تجربة الماضي في أن الليكود يحصل وفق الاســتطلا­عات على مقاعد أقل مقارنة بالنتائج الحقيقية. ونتنياهو نفســه ادعى بأن الليكود يجتاز الـ 30 مقعداً في اســتطلاعا­ته، ولكنها تكون نوعاً من الأحبولة كي يشــجع ناخبي اليمين لإعطائه المقعد الأخير فيشكل حكومة يمين – أصوليين «على المليء»، على حد تعبيره.

ومع ذلك، فإن حملة نتنياهو بـ»شــرب المقاعد» في كتلة اليمين قد تمس به: إذا لم تجتز «الصهيونية الدينية» لســموتريت­ش وبن غبير نســبة الحسم،

فإن احتمال حصول نتنياهو على 61 ينخفض جداً. عائق آخر في الطريق إلــى حكومة أحلام نتنياهو هو رئيس «يمينا» نفتالي بينيت، وهو الرجل الذي أصبح لســان الميزان في الانتخابات، لا يســتبعد إقامة حكومة مع أحزاب أخرى، ولكن تفضيل بينيت هو بالفعل لحكومة 61 برئاســة نتنياهو. والسبب هو أن ذلك ســيرفع من قوته للحصول على حقائب كبيرة ومؤثــرة في الحكومة. وإذا كان بينيت كبيراً بما يكفــي – أي 12 مقعداً فما فوق، فيمكنه أن يطلب من نتنياهو التناوب على رئاسة الوزراء. ونتنياهو نفسه أوضح بأنه لن يكون متناوباً مع بينيت.»

أمــا بينيت فلم يلتــزم الصمت، مــع أن الليكود دعاه للتعهد بألا يجلس مع لبيد: «يا سيد نتنياهو، لن أوقع معــك على أي وثيقة لأني لا أعمل عندك، بل عند شــعبنا الرائع الذي بعثت بميــري ريغف لأن تدعوهم كارهي الإنسان»، قال أول أمس. «لن أسمح لــبيبي، وميري ريغف، وإيفات، ولبيد، أن يجرونا إلى انتخابات خامسة تمزق الشــعب». وبالمقابل، أوضح بينيت: «لن أجعل لبيــد رئيس وزراء – مع تناوب أو من دون.»

إن إقامــة حكومــة 61 هــي الخطــة المثلى من ناحيــة نتنياهو، كونه ســيعود ليتحكم بالحقائب الأهم بالنســبة له، مثل: العــدل، والأمن الداخلي، والاتصالات. إذا لم ينجح الليكود في الوصول إلى 61 مع الأصوليــن، والصهيونية الدينية، وبينيت، فلن يكون ممكناً رؤية كيف يمكن لنتنياهو أن يقيم حكومة بديلة.

2. حكومة يمين وسط يسار. احتمال متدنٍ

ظاهراً، إذا لم يصل نتنياهو إلى 61 مقعداً، فهناك كتلة مانعة من أحزاب اليمين، والوســط، واليسار والعــرب، تقف ضــده. ولكنها ظاهــراً فقط: فقيام هذه الكتلة حكومة بديلة برئاســة لبيد أو ســاعر أو بينيــت، بتناوب ما، محدود جداً. والســبب هو الأحزاب الهامشــية التــي ســيواصل كل منها في اتجاهه، بســبب مــدى دور الأحــزاب العربية في

إقامة حكومة كهذه. رئيس «يوجد مســتقبل» يئير لبيد، سبق أن قال إنه إذا ما تلقى التكليف بتشكيل الحكومــة فســيطلب دعــم الأحــزاب العربية من الخارج )باســتثناء التجمع(. المشكلة من ناحيته: في هذه الحالة، سيفقد حزبي اليمين بينيت وساعر، ما لا يمكنه حقاً أن يسمح لنفسه بفعله.

التحدي الأكبــر للكتلــة المانعــة لنتنياهو هو شــخصية من يشــكل الحكومة البديلة. ســيكون «يوجد مســتقبل» هو الحزب الأكبــر، ولكن بينيت أعلن بأنه لن يكــون في حكومة تحت لبيد. ثمة حل ممكن بالتناوب، ولكن الســؤال هــو بين من ومن: لبيد – ســاعر، أم لبيد – بينيت؟ لجدعون ســاعر احتمال في أن يقود مثل هــذه الحكومة فيربط بين أحزاب اليمين والأصوليين وبين تلك في الوســط – اليسار، ولكن إذا لم يصعد «أمل جديد» إلى عدد من المقاعد من منزلتين، فلن يكون له احتمال لفعل ذلك.

وعليه، فــإن المعنى هو أن إقامــة حكومة بديلة لنتنياهو هي مثابة لعبة تركيب عسيرة: فكل حزب قد يكون شريكاً لإقامة حكومة كهذه سيرفض حزباً آخــر. فبينيت غير مســتعد للجلــوس تحت لبيد، وليبرمــان لن يجلس مــع الأصوليــن، و»يمينا» يتحفــظ من «ميرتس»، ناهيك عــن رفض الأحزاب العربية من اليمين. 3. انتخابات للمرة الخامسة – احتمال متوسط إذا لم ينجح نتنياهو في الحصول على 61 مقعداً لتشــكيل الحكومة، ولن تنجح الكتلــة المانعة هي الأخرى في حل متاهة التناوب وتشــكيل الحكومة التي ليســت برئاســة نتنياهو، فســيكرر التاريخ نفســه للمرة الخامسة في غضون ســنتين: ستُجرّ إســرائيل إلى حملة انتخابات أخــرى في الصيف القادم. وســيبقى نتنياهو متوليــاً منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية.

إذا لم يكن لنتنياهو 61 مقعــداً، ولم ينجح لبيد وســاعر وبينيت في الوصول إلــى توافق إبداعي بينهم، فثمة احتمال عال أن يتحقق سيناريو الرعب هذا في نهاية المطاف.

يديعوت 2021/3/19

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom