قوات الاحتلال و«المستعربون» ينفذون حملات اعتقال وإجبار مقدسي على هدم منزله
الخارجية: نتنياهو ينفذ الضم التدريجي والقضم البطيء للضفة دون انتظار موافقة بايدن
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي وفرق خاصة من الجيش «المســتعربون» عدة حملات دهم وتفتيش، للعديد مــن مناطق الضفة الغربيــة، تخللها اعتقال عــدد من المواطنين، بينهم أشــقاء، وذلــك على وقع اســتمرار الهجمات الاســتيطانية الرامية لتوسعة المستوطنات.
واختطفت قوات إســرائيلية خاصــة من جيش الاحتلال من وحــدات «المســتعربين» مواطنين من مخيم جنين شــمال الضفة، وقالت مصادر من المخيم إن تلك القــوات اعتقلت الشــابين حمــادة الدمج، ووديع الغــول، أثنــاء وجودهما قرب بلــدة يعبد جنوب غرب جنين.
كذلك اقتحمت قوات الاحتــال الموقع الأثري في بلدة سبســطية التابعة لمدينة نابلس شمال الضفة، وقال رئيس بلدية سبســطية محمد عازم، إن قوات كبيرة من الاحتلال اقتحمــت الموقع الأثري، ترافقها عدة مركبــات مدنية، يعتقد أنها تقل مســؤولين في حكومة الاحتلال، لافتا إلى أن تلك القوات انتشــرت في أرجاء الموقع وأغلقته أمام المواطنين.
واعتقلت أيضا ســبعة مواطنين من قرية سنيريا، جنوب قلقيليــة شــمال الضفة، ووفق شــهود من المنطقــة، فإن تلك القــوات اعتقلــت كلا من: محمد إبراهيم عمر )35 عاما( وشــقيقه حســام )32 عاما( ومحمــود علي طــه )27 عاما( وشــقيقه أحمد )24 عاما( ومحمد حامد يونس )32 عاما( وأنيس معزوز يونــس )26 عاما( وأنس رياض يونــس )23 عاما( خلال وجودهــم بالقرب من خلة حســان، شــمال القريــة. وهذه المنطقة التي جــرى اعتقال المواطنين فيها مهددة بالاستيلاء عليها من المستوطنين، ضمن أطماعهم لإنشاء مستوطنة جديدة تربط بين خمس مستوطنات وعدد من الكتل والبؤر الاستيطانية بين محافظتي سلفيت وقلقيلية.
واعتقلت أيضاً قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة
شبان بينهم شقيقان من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وأفادت مصــادر محليــة أن الاعتقالات طالت الشقيقين فايز محمد فايز طقاطقة )27 عاما( وسلامة (25 عاما( ووليد عيسى طقاطقة )23 عاما( وعاطف محمــد ثوابتة )22 عامــا( بعد أن داهمــت منازلهم وفتشتها.
وأضافت المصــادر أن جنود الاحتلال اعتدوا على الشــاب محمد وليد طقاطقة بالضرب المبرح، بعد ان داهموا منزله وفتشوه وعبثوا بمحتوياته.
ومــن القدس المحتلــة، اعتقلت قــوات الاحتلال اثنين من المواطنين من قرية الطور شــرق المدينة، و هما الشاب داوود الحنيطي، والفتى محمد أيمن أبو الهوى، بعد أن داهمت منزليهما، وفتشتهما وروعت ســكانهما. وبعد توقف دام ليومين بســبب العطلة الأســبوعية، عادت جماعات المســتوطنين ونفذت عملية اقتحــام جديــدة لباحات المســجد الأقصى من جهة «بــاب المغاربة» حيث أجرى المســتوطنون بحماية أمنية مشددة جولات اســتفزازية استمعوا خلالها لشــروحات حــول «الهيكل» المزعــوم، كما اشــتمل الاقتحام على التجول على مقربة من منطقة «مصلى باب الرحمة» الــذي يريد الاحتلال تحويله إلى «كنيس يهودي .»
وتعمدت قوات الاحتــال خلال فترة الاقتحامات تشــديد إجراءات الدخول على المصلين المقدســيين، من خلال التدقيق في هوياتهم على بوابات المسجد.
كذلك تواصلت الهجمات الاستيطانية في أكثر من موقع فــي الضفة الغربية، ضمن المحــاولات الرامية لنهــب المزيد من الأراضي الفلســطينية، لتوســعة المســتوطنات، حيث هدم المواطن المقدســي رجائي طلال عطية، منزله ذاتيا، فــي حي المدارس في بلدة العيســوية في القدس المحتلة، بضغط من ســلطات الاحتلال الإســرائيلي، التي كانت قد ســلمته قرارا بهدمه، وهددته في حال عدم التنفيذ بأنها ســتقوم بذلك وتغرمه تكاليف الهدم.
وكان تقريــر لمركــز القدس لدراســات الشــأن الإسرائيلي والفلســطيني، ذكر أن محاكم الاحتلال
أخطرت مواطنين خلال الشهر الماضي بهدم عشرات المنشــآت الســكنية والتجارية في القــدس، ضمن سياســة التنكيــل بهــدف تهجيرهــم، وبلغت في مجملها 43 قرارا. ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين من استصلاح أرضيهم في بلدة كفر الديك، واســتولت على جرافة غرب ســلفيت، وذلك بعد أن اقتحمت منطقة الوجه الشــامي للبلــدة، بينما كان يعمل مالك الأرض على استصلاح أرضه.
كمــا أخطــرت ســلطات الاحتلال الإســرائيلي مواطنين بالاســتيلاء على 17 دونما من أراضي قرى حارس وسرطة وبروقين غرب سلفيت شمال الضفة، وقــال رئيس مجلس قــروي حارس عمر ســمارة، إن ســلطات الاحتلال تنوي فتح طريــق تربط بين مستوطنة بركان والشارع المسمى «عابر السامرة.»
وأشــار إلــى أن يتم الاســتيلاء أضعــاف ما تم إخطارنا به، كون الشــارع الــذي يخطط الاحتلال لشــقه يلتهم مســاحات كبيــرة مــن الأرض، وقال «تختلف الأرقام في الواقع عن تلك التي يتحدث عنها الاحتلال في الإخطارات .»
وكانــت محافظــة القــدس طالبت المؤسســات والمنظمات والهيئات الدولية ودول العالم بضرورة الإسراع باتخاذ موقف واضح وصريح وضاغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي حيال طرد وهدم منازل المقدســيين في حي الشــيخ جراح والبستان وبطن الهوى في بلدة سلوان.
إلى ذلــك، قالــت وزارة الخارجيــة والمغتربين، إن رئيــس حكومــة الاحتــال يحاول مــن خلال تصريحاته، إعادة بث الــروح في «مُخلّفات» صفقة الرئيس الأمريكي الســابق دونالد ترامب المشؤومة وإعادتها إلى طاولة النقاشــات الدائــرة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إما كموضوع للمساومة الشــكلية، او لإعادة انتــاج قضية الضم بأشــكال جديدة وإبقائها حية.
جاء ذلــك رداً على ما قاله خلال مقابلة لوســائل اعــام عبرية بأنه «لن يحصل ضــم للضفة الغربية بــدون موافقــة بايدن» حيــث وصفــت الخارجية تصريحــه بأنه مســتغرب، كونه جاء من شــخص معروف بتمسكه بالاحتلال والاستيطان والضم.
وأكــدت أن نتنياهو يحاول التأكيــد مجددا على أن فكــرة «الضم الاســتعمارية » ما زالــت مطروحة على الطاولة ولم تتــم ازاحتها برحيل ادارة ترامب، لافتة إلى أنه أراد من خلال تصريحاته هذه الإيحاء للمجتمع الدولي ولإدارة بايــدن بأنه لن يقدم على ضــم اجزاء من الضفة الغربية المحتلة، مشــيرة إلى أن عمليات الضم التدريجي والقضم البطيء وفرض القانون الإســرائيلي على الضفة المحتلة لم تتوقف لحظة واحدة ويتم تطبيقها بشكل متصاعد في جميع المناطق المصنفة «ج».
وأشــارت إلــى أن «عمليــات التطهيــر العرقي والتهجير القســري» للمواطنين الفلســطينيين من القدس ومن جميع أنحاء المناطق المصنفة «ج» وهدم المنــازل بالجملــة، متواصلة بدون انتظــار الموافقة الأمريكيــة أيضا، منددة بمواقــف نتنياهو ونواياه الخبيثة التي تحاول شــرعنة الضم بأي شكل كان، مطالبة بموقف أمريكي دولــي واضح وصريح يعيد التأكيد علــى المواقف الدولية الرافضــة للضم بأي شكل من الأشكال وبأية صيغة.