Al-Quds Al-Arabi

«عيد أم حزين على الفلسطينيي­ن»: 12 أما حرمن الفرحة و33 ابنا حرموا من الأحضان وتقديم الهدايا

الأسيرات يعانين من التفتيشات والاقتحاما­ت والتحقيق بوسائل وحشية

- غزة ـ «القدس العربي»: الناصرة ـ «القدس العربي»:

تحرم قبضان السجان الإسرائيلي 12 أما فلسطينية من الاحتفال بـ «عيد الأم » كما تحرم العديد من الفتيات الأســيرات من الاحتفال مع أمهاتهن بهذا اليوم، كباقي أمهات العالم.

وبعيدا عن الاحتفالات العائلية تقضي 39 أســيرة فلســطينية، بينهن 12 أما، وأســيرات أخريات بينهن من هن في مقتبل العمر، هــذا اليوم في زنازين وغرف الاعتقــال الإســرائي­لي التــي تفتقر إلــى كل مقومات الحيــاة، دون أن يســمح لهــن أيضــا بالتواصل مع عائلاتهن، أو تلقي الهدايا.

وعلــى وقع المرارة القاســية التي تدمــي القلوب، تمضي الأســيرات هذه الاحتفــال­ات، التــي بالعادة تنكأ جراحهن، وتذكرهن بأيام ســابقة، أمضينها بين أسرهن، كباقي أمهات العالم.

ولأنــه الاحتــال المريــر الــذي يتلــذذ بعــذاب الفلسطينيي­ن، ســواء الأطفال أو النساء أو الرجال أو حتى الكهول، فــإن فرحة الفلســطين­يين تبقى في أي مناســبة منقوصة بسبب غياب الأحباب، الذين إما هم تحت التراب سقطوا شــهداء خلال الدفاع عن الأرض ولنيل الحرية، أو خلف الزنازين، لنضالهم المشــروع ضد الاحتلال.

وتقول هيئة شــؤون الأســرى والمحررين، إن 12 أماً فلســطينية أسيرة من أصل 39 أســيرة يقبعن في سجني «الدامون» و«هشارون» يعانين قسوة السجان الإســرائي­لي ومرارة الحرمان من الأبنــاء، في اليوم الذي يحتفل به الكثير من شعوب الأرض بـ «يوم الأم» والذي يصادف الحادي والعشرين من مارس/ آذار كل عام.

وتشــير الهيئة الحكومية المختصة بمتابعة أوضاع الأسرى، أن الأسيرات الأمهات هن: إسراء جعابيص، وفدوى حمادة، وأماني الحشــيم، وحلــوة حمامرة، ونســرين حســن، وإيناس عصافرة، وآية الخطيب، وإيمان الأعور، وختام الســعافين، وشــروق البدن، وخالدة جرار، وأنهار الديك )وهي أسيرة حامل(.

وأوضحت أن أبناء الأســيرات يفتقــدون أمهاتهم في هذا اليوم وفي كل يوم من أيام الســنة، حيث تحل مناســبة عيد الأم في الوقت الذي تحــرم فيه الأمهات الأســيرات من زيارة أبنائهن الأطفــال، بحجج أمنية واهية، كمــا تزداد الأمــور صعوبة بدعــوى الظرف الراهــن المتعلــق بالإجــراء­ات الخاصــة بفيروس «كورونا» المستجد، ومنها توقف زيارات العائلات.

وكان من بين أبناء الأســيرات الأطفال الذين فقدوا أحضان أمهاتهم في هــذا اليوم، الطفلان الشــقيقان محمد عصافرة )5 سنوات( وعبد الرحمن )3 سنوات( ابنــا الأســيرة إيناس عصافــرة، اللذان لــم ينقطعا عن ســؤال أقاربهما عن الوالدة التــي غيبتها زنازين السجون الإسرائيلي­ة.

وحين تحدثت الهيئة عن أوضاع الأسيرات الأمهات، قالت إنهن يعشــن أحوالا نفسية صعبة، نتيجة القلق الشديد والتوتر، والتفكير المستمر في أحوال أبنائهن، وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم، وتقول ان «الأكثر قسوةً بالنسبة للأســيرة الأم أن يكون زوجها أسيرا أيضا، حيث يعيش أطفالهما من دون رعاية الأبوين.»

وفي هذا الســياق، يوضح مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن الأسيرات الأمهات لديهن 33 ابناً يحرمون من رؤيتهــن ويفتقدون الى حنانهــن والاجتماع بهن في «يــوم الأم» وخاصــة الصغار جداً منهــم والذين يحتاجون الى رعاية مباشرة.

ويوضح في تقرير له بهذه المناسبة، بأن هناك عددا من الأســيرات تركن خلفهن أطفالا رضعــا لا تتجاوز أعمارهــم عدة شــهور، حــن الاعتقال ممــا أثر على نفســيات أمهاتهم بشــكل كبير، بينما يحرم الاحتلال بعض الأسيرات من الزيارة لفترة طويلة.

وإلى جانب حرمان الأســيرات من هذا اليوم، هناك آلاف الأمهات، اللواتــي يزج الاحتــال بأبنائهن في الســجون، وهن كذلك يعشن هذا اليوم بحسرة وألم، حين يفتقدن تهاني أبنائهــن المعتقلين، ووجودهم مع باقي أفراد الأسرة في منزل العائلة.

وتعيش الأمهات الأســيرات حالة نفســية صعبة نتيجة القلق الشديد على أحوال أبنائهن وكيفية سير حياتهم بسبب غيابهن القسري، خاصة الأطفال منهم،

ومن بينهم من لا يتجاوز الســنوات الثلاث الأولى من عمره.

وتتعــرض الأســيرات لكافــة أشــكال الضغــط والإجراءات التعســفية المشــددة من قبل السجانين، ســواء من حيث الإهمــال الطبي أو سياســة اقتحام غرفهن وفــرض العقوبــات عليهن، ويعشــن ظروفا حياتية واعتقالية صعبة وقاسية.

وحســب الإحصائيــ­ات فــإن ســلطات الاحتلال اعتقلــت أكثر من 17 ألــف امرأة فلســطينية منذ عام 1967، لافتــة الى الــدور الوطني والنضالــي الكبير للمرأة الفلسطينية في تحمل مسؤولياتها في مواجهة الاحتلال الى جانب الرجل الفلسطيني.

في الســياق، طالب مدير مركز الأسرى للدراسات الدكتــور رأفــت حمدونــة، المؤسســات الحقوقيــة والإنســان­ية والدوليــة التــي تعمــل فــي شــؤون المــرأة بالضغــط على الاحتــال لوقــف الانتهاكات بحق الأســيرات، مشــيرا إلــى ان قضية الأســيرات الفلســطين­يات «ســتبقى جرحاً نازفاً لــن يندمل إلا بتحقيق حريتهن .»

وأكد أن إدارة مصلحة الســجون تقوم بعشــرات الانتهاكات التــي لا تعد ولا تحصى بهــدف التضييق على الأسيرات كسياسة الاستهتار الطبي، والتفتيش والاقتحاما­ت، وعدم السماح بإدخال احتياجاتهن من الخارج مــع الأهالي، والمعاملة الســيئة من قبل إدارة الســجون خلال الاعتقال والتحقيق وفي الســجون وأثنــاء النقــل، وإخضاعهــن للتحقيقات بوســائل وأساليب وحشية، وفي بعض الأحيان تعزل الأسيرات بالقرب من الجنائيات اليهوديات اللواتي لا يكففن عن أعمال الاستفزاز المســتمرة، ومنع الأسيرات من تقديم امتحان الثانوية العامة والجامعة وعدم إدخال الكتب، وحرمان الأهل من إدخال الملابس والاحتياجا­ت.

وتدعــو الهيئات التــي تعنى بأوضاع الأســرى، المجتمع الدولي إلى العمل مــن أجل تحرير الأم والمرأة الفلســطين­ية، وتوفير الدعم الكافي من أجل حمايتها وأبنائها من غطرســة الاحتلال، وضرورة العمل على كافة المستويات للإفراج عنهن، ووقف معاناتهن داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom