Al-Quds Al-Arabi

المغرب: تأخر إمدادات اللقاح سيبقي على الإغلاق الليلي خلال رمضان والمناعة الجماعية مطلب بعيد المنال

- الرباط ـ«القدس العربي»:

بينمــا فاق عدد الجرعات المقدّمــة للمغاربة والمقيمين 6 ملايــن و700 ألف حقنــة، يلاحظ أن وتيــرة التطعيم صــارت أبطأ مقارنة مــع بداياتها الأولى، بســبب تأخر وصول إمــدادات اللقاحات بشــكل كافٍ مــن المورّدين الرئيسيين، الصين والهند، وفي انتظار لقاح "سبوتنيك V" الروســي. كمــا أن تحقيــق المناعــة الجماعيــة التي تشــترط تطعيم 80 فــي المئة من الســكان، صــار مطلباً بعيد المنال وصعب الإنجاز في أفق منتصف أيار/ مايو المقبــل، مثلما ســبق لوزير الصحة المغربــي أن أعلن عن ذلك.

وسجلت صحيفة "الأيام 24" الإلكتروني­ة أن المنافسة الدولية علــى اللقاح المضــاد لكوفيــد 19 تؤخر تخفيف الإجــراءا­ت الاحترازيـ­ـة في المغــرب. وأفــادت أنه يبدو أن البلاد ســتنتظر لوقت أطول مــن أجل تحقيق أهداف "الحملة الوطنية للتطعيــم" المتعلقة بالتطعيم الجماعي، حيث اشتدت المنافســة دولياً على اللقاح وارتفع الطلب بشكل غير مســبوق. وقالت إن المغرب لم يستطع تسلم شــحنات جديدة لمواصلة عملية التطعيــم ضد فيروس “كورونا” على بعد أقل من شهر من حلول رمضان.

وترى صحيفة "هسبريس" أنه في حال تأخر وصول شــحنات جديدة من اللقاح إلى المغرب، سيتســبب ذلك فــي توقــف أو تباطؤ الحملــة الوطنيــة للتلقيــح، وهو ما ســيفرض علــى المملكــة المغربيــة البحث عــن حلول لتدبير المخزون المتوفر لديها في انتظار تجاوز مشــاكل الإمدادات، ســواء عبر اقتناء لقاحــات جديدة أو تغيير شروط التلقيح.

في الســياق ذاته، أعلن المختبر الهنــدي الذي يصنع لقاح "أســترازني­كا" أنه ســيقع تأجيــل تصدير جرعات إضافيــة من اللقــاح إلى كل مــن البرازيل والســعودي­ة والمغرب، بســبب الطلب المحلي المتزايد، وفق ما أوردته وكالة "رويترز" للأنباء، أمس الأحد.

وبلغ مجموع ما تسلمه الرباط من الجرعات 8 ملايين ونصــف مليــون جرعــة، موزعــة بــن 6 ملايــن جرعة مــن لقــاح "أســترازني­كا" و2.5 مليــون جرعة مــن لقاح "سينوفارم".

وكان المغــرب يخطــط لقضــاء شــهر رمضــان فــي ظروف عاديــة تتيح للمواطنين صلاة التراويح وتبادل الزيارات العائلية، حسبما أعلن عنه وزير الصحة خالد ايت طالــب في حــوار تلفزيونــي، لكن مســتوى تقدم حملة التطعيم يرجح اســتمرار الإجــراءا­ت الاحترازية من إغلاق ليلي وتقييد لحرية التنقل؛ حســب الصحيفة المشار إليها.

على صعيد آخر، قال البروفيســ­ور الطيب حمضي، الخبيــر في السياســات والنظــم الصحية، إنــه ينبغي التفكيــر فــي إمكانيــة التباعــد بــن جرعتــي لقــاح "أســترازني­كا" بمقدار ثلاثة أشــهر، بدلاً مــن مدة أربعة

أســابيع الموصى بهــا حالياً، من أجــل تطعيم وحماية المزيد من الأشخاص.

كمــا دعا إلــى تطعيم الأشــخاص المصابين ســابقاً بجرعة واحدة من 3 إلى 6 أشهر بعد الإصابة، "لأن هذه الجرعة ســتقوم بــدور التذكير المناعي وتقــوي المناعة التي أنتجتها الإصابة المرضية الســابقة، ما سيســمح بتلقيح أشخاص آخرين من ذوي الأولوية".

ونقلــت وكالــة الأنباء المغربيــة عن الخبيــر المذكور قوله إن هذا التوجه سيساعد في تطعيم وحماية المزيد من الســكان، في فترات أقصر، مــن خلال إعادة توزيع الجرعــات التي جــرى توفيرها لاســتخدام­ها للتطعيم على نطاق أوســع، مؤكداً أنه لمواجهة مشاكل إمدادات اللقاحات، سيكون على جميع البلدان البحث عن حلول بديلــة لمواجهــة مخاطــر الجائحة فــي انتظــار المناعة الجماعية.

وقال إن المغرب وبفضل حملة لقاح ناجحة وساكنة شــابة، ســيتمكن مــن تحقيق أهــداف حمايــة الفئات السكانية الهشــة بســرعة أكبر وتفادي خطر التدهور الســريع والعــام للوضــع الوبائي بســبب الســالات الجديدة وإحساس الساكنة بالإنهاك.

واعتبــر أن هــذه البدائل ســتكون ممكنــة بالنظر لما أثبتتــه الدراســات من كــون لقــاح أســترازني­كا فعالاً

بدرجــة عالية منذ الجرعة الأولى، وهي فعالية تزيد مع مباعدة الجرعتين لثلاثة أشهر.

وأوضــح أن دراســات أخــرى تؤكد أن الأشــخاص الذين أصيبوا ســابقاً بفيــروس "كوفيد-19" ينتجون، بعــد الحقنة الأولــى، كميات من الأجســام المضادة من 10 إلــى 45 مرة أكثر من الأشــخاص الذيــن لم يصابوا بالفيــروس بعد تلقيهــم الحقنة الأولى، مــا ينعش أمل الباحثــن فــي الوصول إلــى جرعــة واحدة مــن لقاح "الريبوزوم" المرسال ولقاحات الناقلات الفيروسية.

وأكــد أن المغــرب تمكــن مــن حمايــة المهنيــن فــي الصفوف الأمامية والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة بغض النظر عن الســن. واعتبر أنه "بفضل ديمغرافيتن­ا التــي تتميــز بشــبابها، ســيتم تحقيق أهــداف حماية الفئات الســكانية الهشة بســرعة أكبر في المغرب منها في الــدول الغربية"، محــذراً من مخاطــر تعقد الوضع الوبائــي وظهــور ســالات جديــدة وإنهاك الســاكنة والاقتصاد.

علــى صعيــد مجريــات عمليــات التطعيــم، بلغ عدد المستفيدين من الجرعة الأولى من اللقاح 4 ملايين و264 ألفاً و168 شــخصاً. فــي حين وصل عدد المســتفيد­ات والمستفيدي­ن من الجرعة الثانية إلى مليونين و423 ألفاً و380 شخصاً.

أما فــي ما يتعلــق بمســتجدات الحالــة الوبائية في المغرب، فقد أعلن مســاء أول أمس الســبت، عن تســجيل 444 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المســتجد و484 حــالات شــفاء، و8 حــالات وفــاة خــال 24 ســاعة. وبذلــك بلــغ مجمــوع الإصابات 491 ألفــاً و463 حالة منذ العــام الماضي، فيما وصل مجمــوع حالات الشــفاء التام إلــى 478 ألفــاً و870 حالــة، بينمــا ارتفع عــدد الوفيات إلــى 8763 حالة. أمــا مجموع الحــالات النشــطة التي تتلقــى العلاج حالياً فهو 3830 حالــة. وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة في أقســام الإنعــاش والعناية المركزة المســجلة خلال 24 ســاعة، 41 حالة، ليصل العــدد الإجمالــي لهــذه الحــالات إلــى 406 حالات. بينما انخفض معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ)كوفيد-19( إلى 12,8 في المئة.

 ??  ?? عمليات التطعيم جارية في أحد مراكز العاصمة المغربية
عمليات التطعيم جارية في أحد مراكز العاصمة المغربية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom