Al-Quds Al-Arabi

هل سيغيب «الديمقراطي­ون» عن البرلمان الجزائري المقبل؟ 46 حزباً سياسياً و297 قائمة حرة قدمت ملفاتها لسلطة الانتخابات

- الجزائر-«القدس العربي» من رضا شنوف:

تكشــف إعلانات الأحزاب السياســية فــي الجزائر مواقفها من المشــاركة في الانتخابات البرلمانية )المجلس الشــعبي الوطني( المبكرة المزمع إجراؤها في حزيران/ يونيو المقبل، وترســم بعض معالــم الخريطة الحزبية للبرلمان المقبل.

ويمكن رصد أول هذه المعالم من خلال مقاطعة أحزاب تحســب على التيار الديمقراطي للموعد الانتخابي، في حين أعلنت عدة أحزاب إســامية ووطنية تتمتع بوعاء انتخابي كبير عن مشاركتها.

وكانت لويــزة حنون، الأمينة العامــة لحزب العمال المعارض، قد أعلنت في ندوة صحافية نشــطتها مؤخراً، بأن حزبها لن يشارك في الانتخابات، بمبرر أن الأجواء الحالية غير مســاعدة لإقامة الانتخابات وأنها ستكون محسومة مسبقاً، على حد تعبيرها.

كما لمح حزب التجمع من أجــل الثقافة والديمقراط­ية المعارض، إلى عدم المشــاركة فــي الانتخابات النيابية. وأكد محســن بلعباس، خلال دورة المجلــس الوطني، أن "الرغبــة في إعادة بناء الدولــة والمجتمع اليوم على أنقاض النظام القديم لا يمكن أن تحظى بتأييد المواطن، ولا يمكن أن تكــون مرادفة لجزائر جديــدة"، ودعا في المقابل إلى حوار سياسي شامل وبناء توافق ديمقراطي يســاهم في صياغة خارطته الجميع للخروج من الأزمة الحالية، وكان موقف حزب محسن بلعباس، الذي أعلن عن عدم ترشحه لمنصب قيادة الحزب مستقبلاً، متوقعاً.

وتبقــى الأنظــار كلهــا موجهة إلــى جبهــة القوى الاشــتراك­ية المعارضة التي تعيش نقاشــاً حــاداً على مســتوى القواعــد بخصــوص مواقــف حزبهــا من الاستحقاقا­ت المقبلة، وكان لقاء قيادتها مع الرئيس عبد المجيد تبون أثار جدلاً واســعاً داخــل الحزب وخارجه. وكان حكيم بلحسل، الذي يشــغل منصب عضو الهيئة الرئاسي لجبهة القوى الاشــتراك­ية، أوضح في منشور له على صفحته بموقع "فيسبوك" بأن خطوتهم أزعجت

من وصفهم بـ"المروجين والمدافعين عن الجمود السياسي في البلاد"، وشــدد علــى أن الحوار "يجــب أن يهم كل الأطراف التي يمكنها ويجب عليها أن تلعب دوراً حاسماً في بناء تفاهم سياسي تاريخي لإنقاذ الدولة الجزائرية من الانهيار". وأوضح أنه خــال الاجتماع مع الرئيس، قد جددوا مطالبهم الأساســية والمبدئية المتعلقة بحوار حقيقي وهادئ.

وتطالــب جبهة القوى الاشــتراك­ية بحوار شــامل وتهيئة كل الظروف المناســبة لإجراء الانتخابات، غير أن التكهن حــول الموقف الذي ســتتخذه القيادة يبقى مستحيلاً في الوقت الحالي، كما يراه ملاحظون.

وعلى عكــس التيار الديمقراطي، فــإن الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية المعارضة قد أعلنت عن مشاركتها في الانتخابات، وعلى رأسها حركة مجتمع السلم "حمس"، التي تتمتع بقواعد نضالية واســعة، وتدافع بشدة عن خيار المشاركة.

وكانــت كل من "حركــة الإصلاح الوطنــي" وحركة "البناء الوطني" وحركة النهضــة"، وهي أحزاب ذات

مرجعية إســامية أيضاً، أعلنت عن مشــاركتها. فيما يبقى الحزب الوحيد من هذا التيــار الذي لم يعلن عن موقفه حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الشيخ جاب الله.

وعلــى المنوال نفســه، كانــت أحزاب المــوالاة وفي مقدمتهــا حــزب "جبهــة التحريــر الوطنــي" وحزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، أعلنت عن مشاركتها في الاستحقاق الانتخابي المقبل.

وانطلاقاً مــن هذه المواقف ينتظر أن يشــهد البرلمان المقبل غياباً ملحوظــاً للأحــزاب الديمقراطي­ة، لصالح الأحزاب الإســامية والوطنيــة، دون إغفال الحضور اللافت للفائزيــن من القوائم الحــرة، وهي عبارة عن مكون هجين لعدة تيارات. وتراهن السلطة على مشاركة كبيرة للمجتمع المدني عبر القوائم الحرة، لإبعاد شــبح المقاطعة لهذا الموعد الانتخابي الذي تراهن عليه بشــكل كبير في إطار خارطــة الطريق التي وضعتها، ويرفضها أنصار الحراك الشعبي.

وكان تكتل "نــداء الوطــن" الذي أعلن عــن ميلاده

بحضور نزيه برمضان، مستشــار تبون المكلف بالحركة الجمعوية والجالية في الخارج، وهو لفيف من الجمعيات والنقابات، اعتبر كحزام سياســي سيتكئ عليه الرئيس بديلاً للأحزاب السياسية خلال فترة حكمه.

وتعهد الرئيس عبد المجيد تبون، في رسالة بمناسبة ذكرى الـ59 لعيــد النصر المصادف لـــ19 آذار/ مارس، بضمــان الشــفافية والنزاهة في الانتخابــ­ات المقابلة، وأكد في رســالته بأنه على "يقين بأن الشعب الجزائري لا سيما الشباب الذي زرع بوعيه في الحراك المبارك أمل الجزائر الجديدة، ســيتجند لبناء دولة الحق والقانون ودولة المؤسســات التي تبنى بإرادة الشــعب من خلال الاختيار الديمقراطي الحر وعبر التنافس الشــريف في الأفكار خلال موعد 12 حزيران/يونيوالذي تمت إحاطته بكافة ضمانات النزاهة".

و كشف رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شــرفي، أنه تم تقديم 456 ملفاً من طرف 46 حزباً سياســياً معتمداً و297 ملفاً في إطار القوائم الحرة، إلى غاية يوم السبت، للمشاركة في الانتخابات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom