Al-Quds Al-Arabi

خامنئي: لا نثق في الأمريكيين ورفع العقوبات مقابل العودة للاتفاق النووي

- لندن - «القدس العربي» - وكالات:

قال الزعيــم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أمس الأحد، إن إيران لا تثق في تعهــدات الولايات المتحدة برفع العقوبــات، مشــدداً على أن بــاده لن تعود إلــى الالتزام بتعهداتهــ­ا المنصوص عليها في الاتفــاق النووي إلا بعد أن ترفع واشنطن كل العقوبات.

وتبحث إدارة بايدن عن سبل للعودة إلى الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية في عام 2015 لكن سلفه دونالــد ترامب تخلى عــن الاتفاق فــي 2018 وأعاد فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وتواجه الولايــات المتحدة والقــوى الأوروبية الموقعة على الاتفاق مأزقاً بشــأن الطرف الــذي يجب عليه العودة إلى الاتفاق أولاً، وهو ما يبدد احتمالات قرب رفع العقوبات الأمريكية التي كبلت الاقتصاد الإيراني.

وأوضح خامنئي، في كلمة بثها التلفزيون ونشرت نصها وكالة الأنبــاء الإيرانية، أن «أمريــكا ارتكبت جريمة حظر الدواء والمعدات الطبية. ومع هذا، فإن ذلك توافق مع تحقيق مصالح إيران حيث نجحت في تحويل التهديد إلى فرصة.»

وأضاف: إن «شــباننا بذلوا قصــارى جهودهم بعزائم راســخة واســتطاعو­ا تحقيق الاكتفاء الذاتي في شــؤون عديــدة حملت التبعية للخارج ســابقاً ونجحــوا في صنع التقنيات ذات الصلة داخل البلاد.»

طريقان

وتابع: «في مواجهة الحظر أمامنا طريقان، أحدهما يتمثل بالالتماس ممــن فرضه والدعوة إلى خفضــه أو رفعه لقاء الرضوخ لشروطه الاستكباري­ة على طاولة المفاوضات، وهو ما يتسم بالمذلة والانحطاط والتخلف».

أما الطريــق الثاني، وفــق الزعيم الإيرانــي، فـ»يتمثل بتحفيز طاقاتنا وإنتاج السلع المحظورة داخلياً، وحين يرى من فرض الحظر تحقق هذا الأمر سيرغم على الرضوخ ومن ثم يرتفع الحظر أو يفقد تأثيره».

وبين أن شــعار «الضغــوط القصوى الأمريكــي آل إلى الفشل، والأحمق السابق )في إشارة إلى الرئيس الأمريكي الســابق دونالد ترامــب( أعد هذا المخطــط بهدف تقويض إيران وفرض مفاوضات عليها وفق شــروطه الاستكباري­ة بســبب ضعفها، لكنه غادر بفضيحة وذهبــت أحلامه إلى القبر، وافتضح أمره وبلده، فيما بقيت إيران شــامخة بقوة وعزّ بفضل صمودها».

وأكد: «إذا أرادت الإدارة الأمريكية الحالية الســير وفق الضغوط القصوى، ســتؤول إلى الهزيمة أيضاً وتسقط في الحضيض».

وأشار إلى أن «سياسة إيران مع أطراف الاتفاق النووي، كما ورد في الاتفاق ذاته، تقــوم على عدم الانتهاك، لأنها قد أعلنت، وتم الاتفاق بشــأنه سابقاً، حيث ينبغي للأمريكيين رفع جميع أشكال الحظر ومن ثم التحقق، وفي حال تم رفعه بكل ما للكلمة من معنى، ســنعود إلى تعهداتنا دون مشكلة، لكننا لا نثق بوعود الأمريكيين».

«تغيرات الظروف»

ولفت إلى أن «بعــض الأمريكيين يرون ضــرورة تغيير الاتفاق النووي، نعم لقد تغيرت الظروف التي كانت سائدة في عامي 2016 و 2017 لصالح ايران وليســت لأمريكا، لكن إيران باتت اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه في عام 2015،

وبالتالــي إذا تقرر إحــداث تغييرات في الاتفــاق النووي ينبغي أن تصب لصالحنا حيث استطعنا إحباط الحظر».

وخاطــب الإدارة الأمريكية بالقــول: «إن صعوبات جمّة تحيــط بكم يوماً بعد يوم وليس من الواضح ماذا ســيكون مصير هــذا الرئيس، ولســنا في عجلة مــن مقترحنا، نعم ينبغي الاســتفاد­ة مــن الفرص وفــق عقيدتنــا إلا أننا لن نتســرع، لأن المخاطر تفوق المصالح أحياناً، وقد تسرعنا في الاتفاق النووي».

وحسب خامنئي: «بعض السياسيين في العالم يرون أن لا فرق بين من يكون الأول، لكن الموضوع ليس بهذا الشــكل، لقد وثقنا بالأمريكيي­ن في عهد أوباما ونفذنا الالتزامات وفق الاتفاق النووي، لكــن الطرف المقابل لم يلتــزم بتعهداته، واكتفى برفــع الحظر على الورق فقط، فيمــا قاموا بإرهاب المستثمرين، لذلك لا قيمة لتعهداتهم».

واعتبر أن «الأمريكيين أخطأوا في التعامل مع إيران، كما أخطأوا في شــؤون المنطقة بشــكل عام، وأخطأوا بالتأكيد في دعم الكيان الصهيوني وتواجدهم الغاصب في ســوريا، وعليهــم أن يدركوا أن الأمة الإســامية لن تنســى قضية فلســطين، ولن تتخلى عنها، كما أن العدوان على اليمن وقع في عهد حكومة الديمقراطي­ين قبل ترامب».

ولفت إلى أن «البعض يوحي باليأس بســبب المشــاكل الاقتصادية والمعيشــي­ة بين الناس بمزاعم عدم القدرة على تحقيق أي إنجــاز. وبطبيعة الحال، فإن مثــل هذه الأقوال تبثها وســائل الإعلام الأجنبية والأجواء الافتراضية التي تعكس صورة عن طريق مغلــق، لكن واقع الحال ليس بهذا الشكل مطلقاً».

ووصف اقتصاد إيران بأنه «أحد أكثر الاقتصادات ازدهاراً على صعيد المنطقة، ويمكنه أن يكون على صعيد العالم أيضاً بفضل الطاقات والإمكانيا­ت المتاحة في الداخل».

أمنياً، قتل شــخص وأصیب 3 آخرون في انفجار، الأحد، في إحدى الســاحات الرئيســة وسط مدينة ســراوان في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران،

واتهــم الحرس الثــوري الإيرانــي «جماعــة إرهابية» بالوقوف وراء الحادث، وفق ما نقلته وسائل إعلام إيرانية عن بيان لمقــر القدس التابــع للقوات البريــة في الحرس الثوري. وأفادت وســائل إعــام إيرانية نقــاً عن أجهزة محلية، بأن التفجير نجم عن عبوة ناسفة.

وبين التلفزيون الرسمي أن ما حدث كان «اعتداء إرهابياً أعمى»، مشيراً إلى أن القتيل من المارة.

 ??  ?? مرشد الثورة في إيران علي خامنئي
مرشد الثورة في إيران علي خامنئي

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom