Al-Quds Al-Arabi

المحافظ الجديد للبنك المركزي التركي يحاول تهدئة الأسواق بعد الإقالة المفاجئة لسلفه ويتعهّد بوقف تصاعد التضخّم

-

■ اســطنبول - وكالات الأنبــاء: تعهّد المحافظ الجديد للمصــرف المركزي التركي، شــهاب قافجي أوغلو، أمس الأحد باتخــاذ التدابير اللازمة لمكافحة التضخّم، بهــدف طمأنة الأســواق المضطربة جراء إقالة سلفه بشكل مفاجئ.

وقال في بيان أن «البنك المركزي التركي سيواصل اســتخدام كافة أدواته للسياسة النقدية بشكل فعّال بهدف تحقيــق هدفه: تخفيض مســتدام للتضخّم .» وأضاف «تراجــع التضخــم ســيؤثر إيجابيا على اســتقرار الاقتصاد الكلي من خلال انخفاض المخاطر والتحســن الدائم فــي تكاليف التمويــل» وذكر أنّ تراجع التضخم سيســاهم في خلق الظروف اللازمة للنمو المســتدام الذي من شــأنه زيادة الاســتثما­ر والإنتاج والصادرات والتوظيف.

وهذا أول تصريح علني له منذ تســلمه رئاســة البنك المركزي السبت الماضي، بعد إقالة سلفه ناجي أغبال، وهو وزير مالية ســابق يحظى باحترام كبير في الأســواق، من منصبه بشكل مفاجئ عبر مرسوم رئاســي، بعد نحو خمســة أشــهر فقط من تعيينه. وجــاءت إقالة إغبــال بعد يومين مــن رفع المصرف المركزي سعرالفائدة الأساســي بمئتي نقطة أساس 2(%( إلى 19 فــي المئة لمواجهة التضخــم، في تدبير رحّبت به الأسواق.

إلا أن الرئيــس رجــب طيب إاردوغــان يعارض أســعار الفائدة المرتفعة التي يصفهــا بانتظام بأنها «أم وأب كل الشــرور» علــى عكس كل مــا يقول به الاقتصاديـ­ـون، وعلى عكس تجربــة كل دول العالم التي تشــير إلى أن رفع أســعار الفائدة هم الإجراء الأكثر فاعلية في لجم وخفض التضخم.

ومن وجهة النظــر هذه، يبــدو أن قافجي أوغلو المحافظ الجديد أكثــر توافقاً مع مواقــف إردوغان. وكان قافجي أوغلو، خبير الاقتصاد والنائب السابق عــن الحزب الحاكم، قــد كتب مقال رأي الشــهر، في صحيفة مؤيدة للحكومة انتقد فيه بشــدة ميل أغبال لرفع معدلات الفائدة، لأن ذلك يؤدي بحســب قوله، إلى مزيد من التضخم.

وكانت إقالــة أغبالهــي الثالثة التــي يقيل فيها أردوغان، الذي دعا مرارا إلى خفض أســعار الفائدة ، محافظ البنك المركزي منــذ يوليو/تموز 2019 ومن المرجح أن يجــدد الضغط على العملــة التركية عند إعادة فتح الأسواق.

وكان أغبال قد تولي منصبه قبل أقل من خمســة أشــهر وقام برفع ســعر الفائدة الرئيسي 875 نقطة أســاس إلى 19 في المئــة ، وهو أعلى معــدل في أي اقتصاد كبير ، وحظى بإشادة محللين قالوا إنه وطد مصداقية البنك المركزي.

وتســببت زيادة التضخم في تركيا في السنوات الأخيــرة مرفقــةً بتدهــور قيمــة الليــرة التركية، بانخفاض شعبية إردوغان.

وفي الشــهر الماضي بلغت نسبة التضخم 15.6% على أساس سنوي. وقال مصدران أن المحافظ الجديد ســيجري اتصالاً مع الرؤســاء التنفيذيين للبنوك ، وسط توقعات للمســتثمر­ين بخفض سريع للفائدة وهبوط الليرة.

وقــال المصــدران المطلعــان إطلاعا مباشــرا إن الاتصال برؤساء البنوك الخاصة والعامة الكبرى في تركيا سيســتهدف تناول الوضع الحالي على صعيد السوق والسياسات المتبعة.

ولــم يرد البنــك المركــزي حتــى الآن على طلب للتعقيب.

وقد يســاعد الاتصال المزمــع المصرفيين وعملاء البنوك على معرفة إلى أي مدى ستتغير السياسة في ضوء دعوات أوغلو العلنية للتيسير النقدي.

وقال مصرفيون أتراك ومســتثمرو­ن أجانب أنهم أمضــوا عطلة نهاية الأســبوع الماضي فــي محاولة التكهن بمدى الســرعة والحدة التي قــد يقلص بها المحافــظ الجديد أســعار الفائدة، وإلــى أي مدى قد تنخفض الليرة عن ســعر إغلاقها يوم الجمعة البالغ 7.2185 مقابل الدولار.

وقال مصرفيون أن بعض مديري أقســام الخزانة بالبنوك المحلية يتوقعون عروضــا بين 7.75 و8.00 ليرات مقابل الدولار أمس الإثنين.

وفــي ســوق إســطنبول القديمة يوم الســبت، بلغ ســعر الدولار ما بين 7.80 و7.90 ليرة، بحســب متعامــل. كما أنه مــن المتوقع كذلك تراجع الأســهم والســندات التركيــة في معامــات متقلبــة أوائل الأســبوع. وأمــس الأول وصفــت صحيفــة «وول ستريت جورنال » الأمريكية إقالة أغبال بأنها «خطوة مفاجئة تهدد بإغراق تركيا في المزيد من الاضطرابات الاقتصاديـ­ـة». ونوهــت الصحيفــة الأمريكية إلى ارتفاع التضخم، الذي وصل إلى 15 % الشــهر الماضي «وهو معدل يصل إلى 3 أضعاف المســتهدف من البنك المركــزي». ونقلــت الصحيفة عن جيســون توفي، خبير الأسواق الناشئة في «كابيتال إيكونوميكس» البريطانية للأبحاث الاقتصاديـ­ـة قوله «من المتوقع أن تؤدي الإطاحة بمحافظ البنك المركزي التركي إلى هبوط حاد في قيمة الليرة، عندما تعود الأسواق إلى العمل يوم الاثنين .»

من جانبه، يرى ســليم سزاك، الباحث في جامعة بيلكنت التركية في أنقرة أن «هــذا خراب للاقتصاد التركي، حيــث يتم تجفيف كل مصدر للمياه والحياة نظراً للحســابات السياســية القصيرة الأجل التي تضرب السياســات المؤسســية الطويلة الأجل» في إشارة إلى هبوط شعبية أردوغان وحزبه.

أما دورموش يلماز، محافظ البنك المركزي التركي الأســبق، فقد غرّد علــى موقع «تويتــر» قائلاً «ماذا نســتطيع أن نقول؟ نحن نعاني من عواقب أفعالنا، الانتحار الاقتصادي .»

 ??  ?? المحافظ الجديد شهاب قافجي أوغلو
المحافظ الجديد شهاب قافجي أوغلو

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom