إلى مصوتي إسرائيل: هبوا لإسقاط عدو الديمقراطية وعلموه كيف يكون المرء إسرائيلياً
■ إسرائيل تريد التغيير، وهذه ليست أمنية: ففــي الاســتطلاعات التي يُســأل فيهــا الناس مــا إذا كانوا يريــدون اســتبدال نتنياهو، فثمة أغلبيــة مطلقة لأولئك الذين يجيبون «نعم». كما أن الخريطة السياسية الجديدة وغير المسبوقة التــي نشــأت قبيــل هــذه الانتخابــات تصرخ – بالتغيير. منذ أتذكر نفســي كفتــىً، وجندي أصــوت للمــرة الأولــى، وكأب آخــذ بناتي إلى – صندوق الاقتراع يمر خــط التماس للمجتمع الإســرائيلي بــن اليمــن واليســار، اليســار واليمــن. وهــا هــم فــي الانتخابــات الحاليــة وبشــكل يبعث علــى التقديــر، يخــرج الزعماء والشــخصيات العامة الذين هــم جزء لا يتجزأ مــن المعســكر «الوطنــي» بشــجاعة جمــة ضد نتنياهو ويقولون له: حتى هنا. لا يمكنك أكثر.
جدعــون ســاعر، ويفعــت شاشــا بيطون، وزئيف الكين، وافيغدور ليبرمان، وايلي افيدار، – وبمفاهيم عديــدة نفتالي بينيــت أيضاً كلهم يمينيون واضحون يفهمون بأن الخطر الذي في اســتمرار حكم نتنياهو جســيم لدرجة أنه يبرر ارتباطات سياســية جديدة. الكل، بلا استثناء، يشــعرون بأن شــيئاً عميقاً جداً تشــوش لدى نتنياهو في كل ما يتعلق بالتوازن بين مصالحه الخاصــة ومصالــح الجمهور. ومحظــور علينا كمجتمع أن نبقي دفة الدولة في يدي شــخص نســي ما يعنــي أن يكون المرء إســرائيلياً. نعم، بشــكل يبعث على الأمل، رغــم أن نتنياهو جند مــا لديه مــن كفــاءات على مــدى الســنين كي يشــكك بالقيم الأســاس لهذا المــكان، إلا أنها لا تــزال قائمة. فهي تســتمد الحياة مــن التقاليد اليهودية، وهي تظهر في وثيقة الاستقلال. لقد تبلورت وتعاظمت بتأثير حروب إســرائيل، ولا يقــل عن ذلك أن تأثــرت بالثقافة الإســرائيلية. هذه القيــم بســيطة وواضحة ومقبولــة لمعظم مجتمعنا: الديمقراطية، التكافل، احترام سلطة القانون، الاستقامة، القدوة الشخصية.
كلها تحداها نتنياهو منــذ بداية أيام عهده. ولكن يخيل أنه اجتاز كل الخطوط الحمراء في السنة الأخيرة.
إن من يتهــم بثــاث لوائح اتهام بالرشــوة والغــش وخيانة الأمانة، ويســمح لنفســه بأن يهاجم ويشــهر بالمحاكم والشــرطة بلا توقف، نسي ماذا يعني أن يكون المرء إسرائيلياً.
من يحرص بنفســه على امتيــازات ضريبية بمئات آلاف الشــواكل في الوقــت الذي تكافح فيه مئــات آلاف العائــات لإبقاء الــرأس فوق – الماء نسي ماذا يعني أن يكون المرء إسرائيلياً.
من يمنــع، في قلب أزمــة اقتصاديــة، إقرار ميزانيــة الدولة كي يتيح لنفســه فتحة فرار من –
اتفاق التناوب نسي ماذا يعني أن يكون المرء إسرائيلياً.
مــن يســمح لجمهــور مــا بخــرق تعليمات كورونا فــي حين يفرضهــا على جمهــور آخر، نسي ماذا يعني أن يكون المرء إسرائيلياً.
من يقول إن 6 آلاف ميت من كورونا أمر تافه - نسي ماذا يعني أن يكون المرء إسرائيلياً.
ومــن يحــاول حرمــان معارضه مــن حقهم فــي التظاهــر ويســميهم «ناشــري أمــراض» – و»عدميين» نســي مــاذا يعنــي أن يكون المرء إسرائيلياً، وما هي الديمقراطية.
خط مباشــر يربط بين احتجــاج بلفور الذي وصــل أمس إلــى ذروته، وبين شــجاعة رجال اليمــن الذيــن يخرجــون ضــد نتنياهــو. وفي الحالتــن، يــدور الحديــث عن رد مضــاد مبهر وباعــث على الانفعال للإســرائيلية على رئيس وزراء يحاول، دون نجاح حالياً، إفسادها.
بعد هــذه الانتخابات، ينبغــي قيام ائتلاف إســرائيلي بلا نتنياهــو. ائتــاف التغيير الذي يربــط بين أحــزاب اليمــن الرســمي وأحزاب الوســط واليســار، ويقوم على أســاس إجماع واســع في قاعدته القيم الأســاس لهــذه البلاد الحبيبة.
هبوا وصوتوا لهذا يوم الثلاثاء المقبل.