Al-Quds Al-Arabi

إلى الإسرائيلي­ين: إذا أردتم منع الكارثة فلا تسمحوا لنتنياهو بولاية أخرى

- نيفا لانير هآرتس 2021/3/21

■ إمكانية مواصلة نتنياهو توليه رئاســة الحكومة في إســرائيل بعد الانتخابات القادمة تعدّ لكمــة فــي وجــه إســرائيلي­ين كثيرين. يعرفــون أن اســتمرار ولايتــه يقودنــا إلى هاويــة أو يدهورنا نحوها. تذكــروا ظهوراته الأخيرة على الشاشــة. الزعيم الذي فشل في إدارة أزمــة كورونا يلقي عــن كاهله إخفاقاته بالتبشير بأن إسرائيل هي الدولة الأولى التي خرجت من الأزمة. الضحــك القادم من دولتين بعيدتين ومتخلفتين في طرفي العالم، أستراليا ونيوزيلندا، نســمعه في القدس إذا أردنا ذلك. وبكاء عائلات الســتة آلاف ميــت بكورونا في إسرائيل، يمكن سماعه في جميع أرجاء البلاد. ولكن أموراً تافهة كشــيء حقيقــي غير مألوفة على لســان من أخــذ التطعيــم الأول والذي يواصل التألــق بكونه الأول في الكذب. أعطوه نقطة اســتناد في التلفزيون وسيكذب على كل العالم.

ما الذي لم نســمعه منه؟ وكيــف لم يتعلم الكثيــرون حتــى الآن بــأن نتنياهــو مخادع متعجرف ومتبجح؟ ولكن طائفة المتملقين له لم يدركوا بعد أن علينا إبعاده عن حياتنا من أجل أن لا يواصل ســحق وتحطيــم كل بقعة جيدة هنا في إســرائيل. لماذا؟ ألنا بلاد أخرى؟ إليكم مجموعة من مآثره الأخيرة: تدار دولة إسرائيل بدون ميزانية في السنتين الأخيرتين؛ ومحامو نتنياهو تعهدوا في المحكمة العليا )أيار 2020) بأنه ســيوقع على اتفاق تضارب مصالح، لكنه تنكر لتعهدهم بعد تشكيل الحكومة؛ وفي بداية العام 2020 ألقى علــى هيئة الأمن القومي مهمة إدارة أزمة كورونا، لكن بعد أربعة أشهر تقريباً، قررت لجنة الكنيست بأن هيئة الأمن القومي لن تدير الأزمة؛ ووقع نتنياهو على اتفاق مع دولة الإمارات قبــل إحضاره للحصول على مصادقة الكابنــت والحكومة والكنيســت عليه؛ وأعلن عن إرســال تطعيمات كورونا إلى دول أجنبية بدون صلاحية؛ وها هو في الســنوات الأخيرة يدهور العلاقة بين إســرائيل والأردن بشــكل دائم، ومؤخراً إلى حضيض غير مسبوق حتى قبل توقيع اتفاق السلام بين الدولتين.

عشية الانتخابات السابقة، في نهاية شباط 2020، توجه رؤســاء ســابقون من الموســاد والشــاباك إلى الجمهــور الإســرائي­لي بنداء تحذيــر أن لا يصوتــوا لنتنياهــو. «نتنياهو خطيــر علــى إســرائيل ». هكــذا حــذروا في الشبكات الاجتماعية. «شيء ما عميق تغير في اعتباراته»، قال افرايم هليفي؛ «يشــكل خطراً حقيقياً على الأمن»، قال عامي ايلون وشــبتاي شــبيط؛ «قد يكون الثمن المس بمستقبل وجود إسرائيلي»، قال كرمي غيلون؛ وقال تمير بردو: «خطــر واضح وملموس علــى الأمن القومي »؛ و»لقد فقد الحــق الأخلاقي في القيــادة»، قال يوفال ديســكن. حتى الآن لم نقل أي كلمة عن تقــديم لوائح اتهام ضده وعــن محاكمته التي بدأت. وإذا كانت هذه، حســب قوله، ليســت سوى «محاولة لإسقاط رئيس حكومة»، فيجب «شــطبها» و«إلغاؤهــا». وفي الأصــل هذه قد تلاشت.

لم تكن هناك مهزلة في إســرائيل مثل مهزلة «ليكن في فتــرة حكم نتنياهــو». ودقة القول بأن إســرائيل لم تعرف أياماً ســيئة مثلما في أيام حكمه، باســتثناء الحروب التي اجتزناها منذ إقامة الدولة. هل كان لذلك إشــارة مسبقة قبــل انتخابه للمــرة الأولى فــي 1996؟ نعم، كان، بالأســاس لم يكن هذا إشارة، بل كابوس متواصــل: التحريض ضد إســحق رابين. إن الشخص الذي كان يستطيع قيادة تابوت «دفن الصهيونية»، المكتوب عليه «رابين يقضي على الصهيونية»، يمكنه أن يهين أي شخص يشغل منصباً، وأي شخص انتخبه الجمهور. الآن من يعتبر ايتمار بن غبير شــريكاً محتملاً وشرعياً في حكمه، ينير نفسه بضوء كهانا.

بنيامــن نتنياهو «لم يســلب الدولة منا». حتى الآن، لا. في هذه الأثناء، هو ينكل بالدولة فحسب، أي بنا، منذ سنوات كثيرة. كثيرة.

لقد كان في إســرائيل زعماء آخرون لم نكن راضين عنهم. آخــرون أطعمونا المــر. ولكن لا أحد منهم نشر حوله الكراهية بصورة منهجية وباســتمرا­ر مثل نتنياهو. ولم يمزق أي واحد مثله المجتمع الإسرائيلي ويحدث فيه شروخاً. ولــم يرســم الطريــق لتدميــر الديمقراطي­ة الإســرائي­لية مثلمــا يفعل كل يــوم. وإن فترة ولاية أخرى لنتنياهو يمكن أن تنزل كارثة على دولة إســرائيل، ليس أقل من ذلك. لا تبقوا في البيوت، اذهبــوا للتصويت. يجب أن نزيح عن أكتافنا هذا القدر السيئ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom