Al-Quds Al-Arabi

مطلوب لوبي

-

أكد عمرو الشوبكي في "المصري اليوم"، أنه في حال أقدمت إثيوبيا بشــكل أحادي على الملء الثاني، فهذا سيعني دخول مصر في مرحلــة فقر مائي وتهديد وجودى لها في المســتقبل المنظور، ولذا ســيصبح مــن المطلوب مراجعــة الطريقة التي تعاملت بها مــع إثيوبيا منــذ توقيعها فــي 2015 على إعلان المبادئ، والبدء في وضع اســتراتيج­ية تعبئــة مضادة على المســتوى المحلي والإقليمي والدولي، في مواجهة السياسات الإثيوبية. أول عناصر هذه الاســترات­يجية سيبدأ في إدخال الشعب في معركة «مواجهة الســد» (كما دخل في معركة بناء السد في الستينيات( ليس بهتافات على طريقة بالروح بالدم، إنما بأن يعرف أنه ســيكون أول المتضررين من الملء الإثيوبي الثاني، ليكون ســندا وظهرا للدولة، كما جرى في كل المعارك الوطنية الكبرى من قبــل. أما ثاني هذه العناصر فهو ضرورة الانتقال مــن الخطاب الذي يقوله المســؤولو­ن فقط، حتى لو كان خطابا جيدا )مثل خطاب وزير الخارجية في مجلس الأمن العام الماضــي، أو كلمة رئيس الوزراء أمــس الأول في تجمع رفيع المستوى في الجمعية العامة للأمم المتحدة(، إلى خطاب يقوله النخــب و «الناس المتعلمة » من رجــال القانون الدولي والمتخصصين، ومن تبقى من رجال السياســة، وتكوين لوبي مصري في أمريكا وروسيا والصين والهند وافريقيا وأوروبا، من أجل دحض الخطاب والدعايــة الإثيوبية التي تنظر بعين واحدة لمشروع الســد، باعتباره مكسبا إثيوبيا وتتجاهل أنه خسارة وجودية لكل من مصر والسودان.

فلنحذر هذا

تابع عمرو الشوبكي: "طبعاً التعبئة المصرية المضادة يجب أن تكــون منبتة الصلة عن الخطاب الإعلامي الذي اســتهدف من قبل قطــر، قبل المصالحة، أو تركيا قبــل خطوات التفاهم، ويجب أيضا وضــع قواعد صارمة علــى أي مفردات يمكن أن ينجر لها بعض الإعلاميين، أصحاب الســوابق في الإســاءة للشعوب، لأنها ستعني على الفور إساءة عنصرية ستخسرنا كثيرا. أما العنصر الثالث كما أشــار الكاتب فهو حادث بالفعل في الخطاب الرســمي، ويتمثل في الابتعاد عن أي استعراض للقوة العســكرية، ويحرص على إبــراز أن مصر لم تكن دولة مُسْتَعْمِرَةً، بل هي اكتوت بنار الاستعمار، وأنها قادت التحرر الوطني في العالم الثالث وافريقيا، وأنها ستدافع عن حقوقها من هذا المنطلق. يقينا، اســتراتيج­ية التعبئة المضادة يجب أن تحول بعثاتنا الدبلوماسـ­ـية في العواصم الكبرى إلى «خلية نحل»، لا تواجه فقــط الدعاية الإثيوبية، إنمــا تخلق دعاية مصرية ظلت غائبة توضح أن حق دول المصب في نصيب عادل من المياه ســيعني فتح أبواب التنمية والشراكة بين الشعوب الثلاثــة، بدلا من المواجهات الخشــنة التي ســتهدد الســلم والاستقرار الدوليين".

دموع القتلة

الهجــوم على إثيوبيا لا ينتهي ومن المشــاركي­ن في المعركة مرســي عطا الله في "الأهرام": "هذا البكاء الكاذب في الإعلام الإثيوبي على ما يســمونه محاولات مصر والســودان تقزيم الــدور الافريقي في حل المنازعات بــن دول القارة، من خلال إصرار القاهرة والخرطوم على طلب وســاطة موسعة تتشكل من رباعية دولية لحل أزمة ســد النهضة، ليس أكثر من ضجة صاخبة لمغازلــة الاتحاد الافريقي من ناحية، وتهدئة الخواطر الملتهبة في الداخل الإثيوبي من ناحية أخرى، ولكنها في واقع الأمر ضجة ســاذجة ولا تنطلي على أحد، سواء داخل إثيوبيا أو خارجها. الكل يعلم أن هدف مصر والســودان من توســيع دور الوســاطة بمقترح الرباعية الدوليــة، لا يمس من قريب أو بعيــد، الإيمان العميق لدى القاهــرة والخرطوم بأن يكون الاتحاد الافريقي لاعبا أساسيا في حل أزمة سد النهضة، التي تنذر - بســبب المماطلة الإثيوبية بتصعيد حــدة التوتر في القرن الافريقي بأكمله.. وأيضا فــإن الكل يعلم أن هذا التوتر يمكن تخفيفه والحفاظ على علاقات حســن الجوار بين الدول الثلاث، لــو أن إثيوبيا امتلكت صوت العقــل، وجنبت القارة الافريقيــ­ة خيبة أمــل، ليس لها أول وليس لهــا آخر، لو أفلت الزمام وخرجت الأمور عن الســيطرة، عندما تتأكد استحالة الحل السياســي لأزمة ليس كمثلها أزمة، فهى ليســت صراعا على الحدود، وإنما هي أزمة حياة وأزمة وجود بالنسبة لمصر والســودان، الذي يشكل نهر النيل شــريان الحياة الرئيسي بالنســبة لهما منذ آلاف الســنين. إن الخطر كل الخطر في أن تتمادى إثيوبيا في عنادها، ولا تتحســب للمخاطر التي يمكن أن تترتــب على هــذا العناد، ليس فقط علــى صعيد المواجهة التي لا نتمناها وإنما الأخطر مــن ذلك هو تعميق المرارات في النفوس بين الشعوب، وتوليد عقد نفسية قد تحتاج إلى زمن طويل للشفاء منها".

ليسوا بمفردهم

انتهى أحمد عبد التواب الكاتــب في "الأهرام" إلى أن إديس ابابا ليست لاعباً أساســياً في المؤامرة التي تستهدف تعطيش المصريين، من خلال إقامة السد الإثيوبي: اللاعبون الأساسيون، أمام مصر والسودان، هم أقوياء العالم الذين وضعوا سياسات تحقق أهدافهم، فخططوا للسد، ووفروا تمويله وحددوا موقعه، ووضعــوا تصميماته، ويصرون على جعــل إثيوبيا متصدرة، والزعــم بأنهم لا يملكــون الحق والقدرة علــى إقناعها بتغيير

موقفها. مــن الحقائق التي لا تقبل المجادلــة أن إثيوبيا عاجزة عن التخطيط للســد وتنفيذه بمفردها، وكذلك فإن فكرة السد، بزغــت خارج إثيوبيا منذ خمســينيات القــرن الماضي، عندما كانــت مصر في عداء مع بعض القــوى العظمى، ثم جرى حفظ المشروع، عندما نجحت إسرائيل في القيام بالمطلوب، ثم، وفي عقود تالية، لم تكن هنالك حاجة للمشروع ولا لإسرائيل، عندما كان حكم مصر متطوعاً بالتجــاوب، بدون حاجة للتآمر ضده، أما التغير الكبير الذي دعا لاســتعادة المشروع والإسراع فيه، فهــو نجاح مصر في خلع مبارك، ثم الإطاحة بحكم الإخوان، ثم دخول مرحلة جديدة استقلت فيها بقرارها، وأثبتت جديتها في تطوير جيشــها وتحديثه بأفضل الأســلحة، وفي حل مشاكلها المزمنة، وفي العودة لدورها الطبيعى إقليمياً.

الإخوان باقون

تلاشي جماعات الإســام السياســى، وعلى رأسها جماعة الإخوان المســلمين، لن يتأتى بمجرد ضربة سياســية أو أمنية توجه إليهم. هذه الجماعات كما أكــد الدكتور محمود خليل في "الوطن" ســتظل قائمة ما بقيت شروط اســتمراري­تها. جماعة الإخوان موجودة في الشارع المصري منذ عام 1928، ورغم ذلك ظلت بلا تأثير سياسي يذكر حتى الأربعينيا­ت من القرن الماضي، وكان السر في ذلك سيطرة التيار الليبرالي بزعامة حزب الوفد على الشــارع. اهتــزت صورة الوفد في الشــارع بعــد حادثة فبراير/شــباط 1942 وتولى النحاس باشــا رئاســة الحكومة بدعم من ســلطة الاحتلال البريطاني. عقب هذا التاريخ لم يعل صوت جماعة الإخوان وحدهــا، بل صوتها وأصوات غيرها من الحركات الراديكالي­ة مثل «مصر الفتاة » والحركات الشــيوعية. ورغم الصعود الملحــوظ لهذه الحركات، فإن حــزب الوفد ظل صلباً، وبقيت الفكــرة الليبرالية التي يحملها متماســكة حول مفاهيم الديمقراطي­ة والدولة المدنية، حتى قامت حركة الضباط الأحرار في يوليو/تموز 1952. توافقت القوى السياسية في ذلك الوقت علــى رفض الحكم الديكتاتــ­وري، ودعت إلى نظام حكم يرتكز على ديمقراطية حقيقية. كان ذلك في أقل تقدير هو توجه الوفد وغيره من الأحــزاب الليبرالية التــي حكمت قبل 1952، وشاركها في ذلك بعض الأصوات اليســارية. الإخوان وحدهم وقفوا داعمين لســلطة 1952 حتى وقعت المواجهة الدامية بينهم وبين عبدالناصر عام 1954، وتمكن الأخير من ركوب المشهد على حســاب كل خصومه ومنافســيه. منذ هذا التاريخ تبلور مشهد الحكم والمعارضة بين من تبقى من تنظيم الضباط الأحرار، ومن تبقى مــن تنظيم الإخوان، لكن اللافــت أن قطاعاً لا بأس به من المصريــن لم يكن يلتفت إلى أي من الطرفين، فمكث يحلم بعودة الديمقراطي­ة الضائعــة والزعامة الحقيقيــة المبنية على كفاءة الحكم ورصانة الأداء.

ديتهم معروفة

اكمل الدكتور محمود خليل طرحه لتأثير جماعات الإسلام السياسي: "استغلت هذه الجماعات، وعلى رأسها الإخوان، حالة الفراغ تلك وملأت الشــارع والإعلام والثقافة الشعبية بأفكارها طيلة فترة السبعينيات، وأفلحت في تدجين الشباب والفتيات والأطفــال وراء مجموعة من الشــعارات الدينية العامة والســماوي­ة، التي تعجز عن حل أي مشــكلة عندما تهبط إلى أرض الواقع. قدمت جماعات الإســام السياســي نفســها كقوة معارضة قادرة على حشــد الشارع طيلة فترة حكم الســادات، وتواصل الأمر خلال حكم مبارك، عاد حزب الوفد إلى الصورة، لكنه عجز عن إحيــاء الفكرة الليبرالية الميتة، والأكثر من ذلك أنه بات متناغماً مع توجهات السلطة، خصوصاً خلال فترة حكم مبــارك. في كل المراحل التي مرت بها عجزت ســلطة يوليو/تموز 1952 عن خلق أيديولوجية قادرة على منافسة أو هز أوضاع الإخوان والإسلام السياسي في الشارع السياسي المصري. والحقيقة أن كل من حكم مصر بعد 52 كان يأبى منح أي فرصة لبلورة خط ليبرالي معارض، لأنهم كانــوا يخافون الليبراليي­ن أكثر من الإســاميي­ن، على أساس أن الأخيرين ديتهم معروفة، إما التصافق أو المطاردة، أما الليبراليو­ن فمنافس ليس من السهل ترويضه .لذلك كان من الطبيعي أن يسير المشــهد في الاتجاهات التي سار فيها بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، والتي تشهد على تكاثر جميع الأطراف التي كانت تستهدف الحكم على الملايين التي خرجت داعية للحكم الديمقراطي ولدولة مدنية حقيقية".

في داخلك مرشد

بعد الجدل الذي أثارته مقالات الدكتور أيمن منصور ندا رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام وخصوصا مقالــه الأخير "رئيس تحريــر مصر" أصدر نــدا بيانا جاء فيه بحســب "المشهد": "بالإشــارة إلى المقالات السبع التي تناولت فيها حالة الإعلام المصري، ورؤيتي لكيفية إصلاحه وتطويره بما يليق به، وبما يتناســب مع تطلعات الشعب المصري.. إن مــا طرحته وأطرحه هو رؤية شــخصية لي، وتعبيــر عن موقف ذاتي، ولا يعبر عــن موقف جهة معينة، ســواء الكلية التي أعمل فيهــا، أو الجامعة التي أتشــرف بالانتمــا­ء إليها. وتابــع: إنني لا أقصد أشــخاصاً معينين بالنقــد.. ولا يوجد خلاف شــخصي بيني وبــن أحد.. هو خلاف حول ما تســتحقه مصر من وجهة نظري.. قد تكون بعض عباراتي قاسية، وقد تكون بعضها خاطئة، وقد تكون بعضها غيــر ملائمة، هذا وارد وأكثر في التعبير عن الآراء.. لكنها في مجملها تحمل الاحترام والتقدير والإجلال لكل من يعمل من أجل صالح هذا الوطن، قال الاكاديمي البارز: تفهم

أجهزة الدولة وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة لما كتبتُ، وتســامحهم تجاه ما نشــر من بعض المعلومــا­ت المغلوطة في المقال، التي تبينت بعد مزيــد من التحري والبحث عدم صحتها، هو أمــر يصب في صالح الدولة.. ويعبر عن توجه حقيقي فــي التفرقة بين مــن ينقد وهدفه الصالــح العام، والساعين في الأرض خراباً، والمحاولين زرع الفتنة أو نشر البلبلة لدى الناس.. لمصر وليس لأحد غيرها.. أقدم خالص اعتذاري لكل أفراد القوات المسلحة، ولكل العاملين في جهاز المخابرات العامة. جدير بالذكــر أن كلية الإعلام في جامعة القاهرة تبرأت مما ذكره ندا في حق الإعلامي أحمد موسى، مؤكدة في بيان عبر حســابها على «فيسبوك» أن «الكلية لا علاقة لها بما تم نشره على إحدى الصفحات الخاصة بأحد الأســاتذة. وهاجم الإعلامي أحمد موســى ندا مذكّراً إياه بدوره في أحداث 30 يونيو/حزيران، التي أطاحت بحكمهم ، متهما ندا بأنه إخواني وصعّد موســى في وجه نداا قائلاً: طلع المرشد اللي جوّاك".

جريمة العصر

تذكرت سناء الســعيد في "الوفد" الذكرى الثامنة عشرة لجريمة الغزو الأمريكــي للعراق، وهو الغــزو الذي أكدت الكاتبــة أنه جاء في نطــاق المخطط الأمريكــي الرامي إلى العصف بدول المنطقة وتقسيمها وتفتيتها: "لم يكن الرئيس صدام حسين بالغائب عما يمكن لأمريكا نسجه من مؤامرات ضــد المنطقة. وقــد حدثني عــن ذلك خــال لقاءاتي معه، سكنته مخاوف جمة، كان يخشى من أن يطال الخطر أرض الرافديــن، ذكرى الجريمة تســتدعي البدايات التي مهدت لها، والتي ظهــرت ملامحها منذ منتصف ديســمبر/كانون الأول 1998عندما قصفت الطائرات الأمريكية العراق وقتلت المدنيين، واســتباحت قصف المدن والقرى والمواطنين، في عمليات دنيئة استهدفت استئصال قدرات العراق البشرية وبنيته التحتية. وفي عام 2000 لجأت أمريكا إلى استخدام أكذوبــة امتلاك العــراق لأســلحة الدمار الشــامل لتكون الذريعة للغزو. ليتم الغزو بعد ذلــك في مارس/آذار 2003 الذي أرادت أمريكا مــن خلاله القضاء على الدولة ومحوها من الوجود. ولا يدري المرء كيف لمن تدعي أنها راعية للسلام والمدافعة عن حقوق الإنســان أن ترتدي ثوب العار وتزهق الحق؟ وكأنمــا كتب على العــراق أن يمــوت مرتين.. مرة بحصار تجويعي جائر فرضته أمريكا، ومرة بإبادة جماعية عبر الغزو، الذي اســتئصل الأرواح وشــرد وعذب وأباد. أما المجتمع الدولــي فظهر مهادنا لأمريــكا المتآمرة القاتلة، ليترك العــراق نهبا للأفعى الأمريكية، التي مضت في تنفيذ جريمة الإبادة ضد العراقيين. لم تحــرك المنظمات الدولية ســاكنا، وكيف ومنظمة الأمم المتحدة أداة في يد الطاغوت الأمريكي، وهو ما منح بوش الآثم الضوء الأخضر كي يرتع في المنطقة؟ لقد ســقطت أطر العدالة والإنســان­ية وتمادت الولايــات المتحدة في غيها، لاســيما بعــد أن التزم العرب الصمت وغاب عنهم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس".

غنيمة التجار

في الســابق كان التلاعب في الأســعار، كما أشار محمد أمــن في "المصــري اليوم" قضيــة أمن دولــة، وكان المتهم يُقبض عليه فورا، فلم نكن نســمع عــن تلاعب في التموين ولا رغيف الخبز.. ورغم أنني لا أحــب التعامل في القضايا الاقتصاديـ­ـة بطريقة بوليســية، فإننــي لا أخجل من طلب معاملة المتلاعبين في الأســعار بطريقة بوليســية، وتقييد القضيــة «أمن دولة»، بحيــث يُحبس صاحبها وتُســحب رخصة مزاولــة التجارة منه، لأنه غير أمــن. وقال الكاتب إنه يفضــل تعامل أمن الدولة في هــذه القضايا على تعامل مفتش التموين.. ويرى أن النفي الذي أعلنه رئيس الوزراء عن عــدم التلاعب في الأســعار مع الزيــادات الجديدة في المرتبات والمعاشــا­ت، يعني أنه سوف يكلف بإدارة حملات مكثفة تقطع يد المتلاعبــ­ن، وتحمي المواطنين من التلاعب.. ولا مانع طبعاً من ضم الحملات مفتشين للتموين، بالإضافة إلــى ضباط أمن الدولة ومباحث التمويــن. وطالب الكاتب تفعيل إجراءات اســتباقية مع وضع التسعيرة على السلع وضمان تطبيقها فعلًا، ويكون ضمن هذه الإجراءات فحص الملفات ومعرفة أسعار الشراء والبيع.. بهدف منع التلاعب والغش وضرب الأســعار.. فهل الحكومة قــادرة على ذلك، وهل هذا هو معنى النفي الذي قطع به رئيس الوزراء؟ وأكد أمين على أنه بدون إجراءات حكومية وحملات تفتيش على أعلى مســتوى من الأجهزة المختصة، ســيظل المواطن لقمة سائغة للتلاعب من جانب التجار الجشعين.. والأجهزة في مصر كثيرة، ولكنها لا تعمل بكفاءة.. لا أتحدث عن تسعيرة جبرية، ولكــن عن إعلان الأســعار بوضوح حتــى يتأكد الجمهور من وجود دولة تحاسب وتراقب وتحمي مواطنيها بدون تجاوز القانون، وبدون تعسف في استخدام السلطة. باختصار، نريد دولة قانون تحمي المواطن والتاجر وتوفر الاستقرار في الســوق.. فلا يعتدي التاجر على المواطن ولا يعتدي المواطن على التاجر.

ضجة مبالغ فيها

الضجــة التي صاحبت البيان المفاجــئ الذي قدمته 31 دولة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان حول وضعية حقوق الإنســان في مصر، من وجهة نظر مجدي حلمي في "الوفد" مبالغ فيهــا: "كان يجــب التعامل مع البيــان بمهنية أكثر،

والرد على ما ورد فيه بصورة أكثر هدوءاً من هوجة الإدانة التــي لحقت به خاصــة، أن علاقتنا مع كل الــدول الموقعة على البيان جيدة جداً، ولديها ســفارات في مصر وسفراء وموظفون في هذه السفارات. ولأن الحوار الذي كان يدور مع مندوبي أغلب هذه الدول من المجتمع المدني أثناء انعقاد دورات المجلس الدولي لحقوق الإنســان والندوات الموازية التي كانت تنظم على هامــش الاجتماعات، كان يحضرها مندوبــون عن البعثــات الموجودة داخــل المجلس بجانب ممثلين عــن المفوضية الســامية، كانت تصحــح كثيرا من المفاهيم. والحوار الذي يدور داخل الندوات واللقاءات كانت تثار فيها مثل هذه القضايا، ويتم تصحيح بعض المعلومات الخاطئة التــي كان أصحابها يرغبون في الانتقام، ليس من النظام لكن من المصريين. ومع فيروس كورونا توقفت هذه الأنشطة الموازية بعد قرار إدارة المجلس بعدم عقدها بجانب القيود المفروضة على الســفر، وارتفــاع تكلفته، وتوقفت المنظمات المصرية عن المشــاركة في جلســات المجلس على مدار عام كامــل، وهو ما فتح الباب أمام المنظمات الاخوانية في دول أوروبا التي انتشــرت بصورة سريعة بالاشتراك مع المنظمــات الأخرى لعقــد اللقاءات المكثفــة مع مندوبي الدول وتزويدهم بمعلومات حول وضعية حقوق الإنســان في مصر من وجهة نظرهم. والبيان من الناحية المهنية يفتقد إلى كثير من القواعد، خاصة أنه تناول القضايا بوجه عام، وخلط بــن المعتقلين الإداريين والمقبــوض عليهم بقرارات قضائية مــن النيابة العامة. كما ردد بــدون وعي ما تردده منظمات الإخوان حول الســلطة القضائية في مصر.. وعدد من هذه الدول لا يتمتع القضاء فيها بأي نوع من الاستقلال، بل إن القضاء متهم فيها إما بالفساد أو العنصرية".

لا مفر من هذا

دعا مجدي حلمــي على وجه الســرعة لإدارة حوار مع ســفراء الدول في مصر التــي هاجمت مصــر متابعاً: "هنا يأتي دور المجلس القومي لحقوق الإنســان، الذي يجب أن يوجه إليهم دعوة من خلال وزارة الخارجية لمناقشة قضية حقوق الإنســان في منتهى الشــفافية، ويجــب أن نعترف بأنه توجد مشــاكل كبيرة في هذا الملــف، والرؤية المصرية لمعالجتها، لأن فضيلة الحوار وتقــديم المعلومات الحقيقية واجب على الهيئــات المصرية، كما يجب على لجنتي حقوق الإنسان في مجلســي النواب والشيوخ، أن تقوما بزيارات إلى هذه الســفارات، ومعهما ملف متكامل للرد على البيان، وتجيبا عن كل الأســئلة المطروحة، ومعرفة القوانين التي تثيــر مخاوف هذه الدول، حتى يتم إعــادة النظر فيها. أما وزارة الخارجيــة فحســناً فعلت في ردهــا المقتضب على البيان، وعلى الســفراء فــي كل دول العالم، أن يكون جزء من اهتمامهــم رصد وضعيــة حقوق الإنســان في الدول التي يعملون فيها والاتصال بكل الهيئات الرســمية وغير الحكومية، والاحزاب السياسية، ومناقشة هذا الملف بدون أي اعتبار. فقضية حقوق الإنســان هي قضية سامية، يجب أن نتعامــل معها بأن من حــق كل الــدول مراقبة وضعية حقوق الإنســان وفق ميثاق الأمم المتحدة، ومن أجل هذا تم إنشــاء المجلس الدولي لحقوق الإنسان، ويجب أن نتوقف عن المجاملات في هذا الملف، بحجة عدم التدخل في شــؤون الغير.. فلابد أن يعلو صوت مصر في هذا الملف وتحســينه حتى يكون لنا الدور الرائد فيه عالميا".

رحيل الطيب

لعبلة الرويني مــا يدفعها للحزن شــأن الكثيرين أمس الأحــد، كما عبــرت في "الأخبــار": "رحل رجــل طيب )هدّ رحيله قلوب الكتّاب والمبدعين( كمــا كتبت الروائية ميرال الطحاوي.. رحل رجل طيب )حاجات كتير خســت برحيله النبل، الضحك، الجدعنة، الــذكاء وأخلاق أولاد البلد( كما كتب القاص مصطفى طاهر.. يذكره الجميع بخلقه، بالمحبة والفرح والتواضع والإنســان­ية، من قبل أن يذكروه بعلمه الواسع وثقافته العميقة...الدكتور شاكر عبد الحميد أستاذ علم نفــس الإبداع في أكاديمية الفنون، صاحب العشــرين كتابا حول فلســفة الجمال والإبداع، وســيكولوج­يا الفن )العملية الإبداعية(، )الحلم والرمز والأسطورة(، )الخيال من الكهف إلــى الواقع الافتراضي(، )ســيكولوجي­ة فنون الأداء(، )الفكاهة والضحك(، )الفنون البصرية(، )العبقرية والإبداع(، )عصر الصورة(، )مدخل إلى الدراســة النفسية في الأدب(. ورغم أن الدكتور شــاكر عبد الحميد كان وزيرا للثقافة عام 2011 كانت عفويته وروحه البســيطة المرحة لا تخفى ولا تتعالي، تتعلــق كالأطفال، وتغضب مثلهم أيضا، ورغم الفرح الطفولي، كانت الوزارة والمناصب عموما آخر مهامــه، وأقل تعريفاته، لا يعيرها أحــد الأهمية. هو العالم الجليل والمثقف الموسوعي.. قبل 30 عاما، في بداية مشواره العملي، حصل على جائزة )شومان( للعلماء العرب الشبان في العلوم الإنســاني­ة، فــي الأردن 1990. ومن مصر حصل على جائــزة الدولة للتفوق في العلــوم الاجتماعية 2003. ومن الإمارات حصل على جائزة الشيخ زايد 2012 عن كتاب )الفن والغرابة(.. البســاطة والتواضع وفيض الإنسانية هي أبــرز ملامحه. لم يغادر المقاهي.. يخــرج من مكتبه في الوزارة أو الجامعة ليجالس البســطاء في المقهى، ويحاور المبدعــن الشــباب، داعما لهم بــكل وســيلة، يتابع بدقة إنتاجهم الإبداعي، ويشــارك مهما كانت المشقة في الندوات لمناقشة أعمال الكتاب والمبدعين.. لا يتأخر أبداً عن علمه ولا عن إنسانيته".

أزمة لاعبة

صدمة مروعــة أصابت البطلة الأوليمبيـ­ـة في لعبة رفع الأثقال ســارة سمير.. كشف عنها في "فيتو" محمد ابو المجد بعد ثبوت تعاطيها للمنشطات في دورة الألعاب الافريقية، ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد طالت تهمة المنشطات باقي زملائها. حدث هذا منذ نحو عامين. ســارة ســمير حصلت على برونزية أوليمبيــا­د ريو دى جانيرو، أي كان ينتظرها مســتقبل واعد، لكنها باتت الآن "في الشــارع".. تصرخ ولا يلتفت إليها أحد! سارة وزملاؤها اتهموا المدير الفني لمنتخب الأثقال، ونفوا عن أنفسهم الاتهامات السابقة.. ولكن بدون جدوى. قالوا: "للأســف المــدرب اعتاد علــى إجبارنا على تناول حبوب بدعوى أنهــا فيتامينات، ولم نكن نعرف أنها منشــطات، والدليل ظهور 5 حالات قابلة للزيادة، ما يؤكد عدم وجود شــبهة التعمد وأن المدرب يتحمل المســؤولي­ة". وقالت سارة ســمير: إنها علمت أن محمد موسى سبق وتم إيقافه في اتحاد الباراليمب­ية بسبب أزمة المنشطات، وعلمت أن أعضــاء مجلس إدارة اتحاد رفع الأثقــال كافة اعترض إلا رئيس الاتحاد، وتمســك بالتعاقد معه، بالمخالفة للوائح الدولية، وللأســف اللاعبون وقعوا ضحية ودفعوا الثمن، وشددت على أنها تتحدث الآن عما سمعته عن المدرب، لكن وقت التعاقد أو في المعســكرا­ت لم يكن لها حق إبداء الرأي، كمــا أنها لم تعرف خطــورة الموقف، ولكن للأســف أحلام اللاعبين تبخرت، وكانت تتطلع إلى العودة مجددا في أسرع وقت لممارســة اللعبة.. فقد كان كل أملها أن تحقق حلم ثاني ميدالياتها الأوليمبية في دورة طوكيو.

سافري يا سارة

نبقى مع مأســاة اللاعبة التي يرويها محمد ابو المجد: "العقوبــة للاعبــي المنتخب المصــري، كانــت الإيقاف 4 ســنوات، بعد ســحب 15 ميدالية كانوا قد حصدوها في تلــك البطولة "النحس". الواقعة المؤســفة لم تكن الأولى لهذا الاتحــاد، وغيره من اتحــادات الألعــاب الفردية.. والســوابق كثيــرة لا مجال لســردها.. وهــذا يعني أن سارة سمير، ليســت إلا مجرد نموذج للفشل الإداري، أو بالأحرى تعمد إفشال الناجحين، وإجهاض الانتصارات، وإحباط الأبطال، وهزيمتهم معنويا. الأمر صار يستدعي تدخلًا على أعلى مستوى، فالموضوع أكبر من وزير أو حتى رئيس وزراء.. الأمر صار يحتاج مبادرة قومية لتصحيح المســار في هذا الملف، الذي شــوه ســمعة مصر القوية، وأبطالها البواسل في كل المجالات، خاصة الرياضة.. وهل ننسى الأثر الرائع الذي حققه بطل الجودو محمد رشوان، الــذي خاض بطولة أوليمبية بــروح الفارس، ورفض أن يقضي على خصمه باللعب على إصابته، وآثر أن يخســر المباراة على أن يستغل نقطة ضعف المنافس. ما استثارني لكتابة هذه السطور ليس مجرد مأساة سارة وزملائها، بل ردود الأفعال من قراء ومتابعين عاديين، علقوا على بوست كتبته سارة على حسابها في موقع فيسبوك. فالتعليقات تشــي بوجود أزمة ثقــة مروعة في صفــوف المصريين.. فالكثيرون ينصحونها بمغــادرة مصر على الفور، وقبول أفضــل عرض باللعــب لأي دولــة أخرى. أمر مشــن أن نتردى إلى هذا الحــال.. عندما نقارن بين الوضع الحالي، وهو سهولة التضحية بالجنســية المصرية، في مقابل ما يبذله جنود وضباط شرطة وجيش، اليوم وأمس، وقبل الأمس.. ضد الإرهاب".

بعد السهرة

اهتم اسلام دياب في "الأخبار"بتسجيل اعترافات فنانة "لم يذكر اسمها" إثر تعرضها للأغتصاب : قالت الفنانة التي تعرضــت للاغتصاب على يــد صديقها الُمقــرب تفاصيل ما حدث لها أمام جهات التحقيق: أنا من مواليد 28 أغســطس/ آب عام 1988، أعرف واحد صديقي اسمه «أ. ب»، اتفقنا على النزول والسهر في ملهى ليلي في شارع النيل، ومرّ عليَّ في منزلي واصطحبني وسهرنا معاً، وبعد انتهاء السهرة وفي أثناء اصطحابي فــي طريق العودة للبيت فوجئت بدخوله من البوابة الثانية في حدائــق الأهرام وأخذ طريقاً مختلفاً عن طريق بيتي وبســؤاله عن سبب ذلك، فوجئت به يقوم بإشهار سلاح مطواة وأخذني عنوة في شقة في دور أرضي في العقار 204 في حدائق الأهــرام وقام بضربي والاعتداء عليّ تحت تهديد السلاح. وأضافت: بعد ما خلصنا السهرة، أصحابنا كانوا شايفينا وإحنا ماشيين معا، ومفيش خلاف بيننا ومعرفش عمل كــده ليه، وأنا حاولت أصرخ بس كان بيهدنني بالمطواة، وده أصابني بإصابات كتير في جسمي. خرجت الفنانة الشــابة مع صديقها للســهر والترويح عن نفســهما في ملهى ليلي في شــارع الهرم.. وبعــد أن انتهيا من تلك السهرة في الســاعة الثالثة صباحاً عادا في سيارة صديقها الذي غير طريقه المعتاد كونه أســرع في الوصول. ولكــن الفنانة طالبتــه بالعودة للطريــق الأصلي فأخرج من طيات ملابســه ســاحاً مهدداً إياها بــه بعدم الصراخ وأجبرهــا على النزول أمام العقــار 204 في حدائق الأهرام وقام بإدخالها المنزل رغماً عنها وتقطيع ملابســها وحاولت مقاومتــه فقــام بجرها ما أصابها بســحجات فــي الوجه والصــدر والبطن والظهــر والفخذين والذراعين وســالت الدماء منها وقــام باغتصابها، وهددها في حالة الإبلاغ عن الواقعة، وبعد أن أفرغ شهوته، غافلته وتقدمت ببلاغ لقسم الشرطة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom