Al-Quds Al-Arabi

المغرب: شتلات قليلة تصنع رجل أعمال

-

■ وجــدة )المغــرب( ـ الأناضــول: عندما قرر الشــاب أحمد البصراوي، تأســيس مشــروعه الخاص وهو في الـــ 25 من عمره، خالجته الكثير من هواجــس التعثر، لكن بالإصرار والحب لمجاله أضحى يمتلك مشتلاً للأغراس من بين أكبر المشاتل في مدينة وجدة شرقي المغرب.

الشــاب المغربي البالغ من العمر الآن 33 عاماً، يعمل منذ 8 سنوات على توســيع مشروعه الذي بدأه باقتراح من شــقيقه الــذي تخصص في هذا المجال، قبل أن ينعطف به القدر إلى مجال آخر.

وقال البصراوي: «في البداية استقدمت بعض الأغراس، قبل أن يتطور الأمر وشــرعت في جلب كميات أكبر بواسطة الشاحنة.»

لم يكتف الشاب بالتجارة في حدودها البسيطة باقتناء وإعــادة بيع الأغراس في مشــتله الذي

أسسه في منطقة «بوشطات» من ضواحي وجدة، بل طوّر عمله بعد بضع سنوات ليتحول إلى منتج للأغراس )الشــتلات( أيضاً، وفق حديثه. وقال: «بدأنــا ننتج الأغراس بمختلــف أنواعها، وأيضاً نقتني الضعيفة منها التي نعيد إحياءها من خلال العناية بها بالأسمدة اللازمة».

في بداية مشــروعه، لــم تكن دائــرة زبائنه تتجاوز حدود أصحاب المنازل الباحثين عن تزيين فضاءاتهــم الخضــراء، أو حتى مداخــل بيوتهم ببعض النباتات لإضفاء رونق جميل عليها.

لكن مع تطور الوضع أصبح للمشــتل زبائن من مختلف الفئات وخاصة الشــركات ومؤسســات الدولة، حتــى صار البصــراوي يعد مــن رجال الأعمال في المدينة. وأفاد أن زبائن المشتل ازدادوا يوماً بعد يوم، لتشــمل الشــركات والتجار الذين

يتاجرون فــي الشــتلات، ممن يقتنــون كميات معينة ويعيدون بيعها فــي محلات تجارية أو في الأسواق.

وأشــار إلى أنه فــي البداية لم يكــن يميز بين الأغراس التــي تتأقلم مــع منــاخ منطقة وجدة وطقسها الذي يتميز بالحرارة صيفاً والبرد شتاء، وهو ما كبده خسائر كبيرة كادت تقضي على آماله في إنجاح مشروعه.

لكن مع مرور الوقت عرف الشاب، وفق حديثه، أي الأنواع يستقدمها وينتجها في مشتله، ويتوفر اليــوم على مختلــف أنواع الشــتلات المثمرة من الحمضيات وأشــجار الزيتون وغيرها من أشجار الفواكه، بالإضافة إلى أشــجار النخيل والنباتات المخصصة للزينة.

ولفت إلى أن «الاســتثما­ر عموماً سواء في هذا المجال أو غيره ليس سهلاً، وبالخصوص البدايات التي تحتاج للصبر، والأهم التعلم من الأخطاء.»

وأضــاف: «تكبدت في البداية خســائر كبيرة، لكن بالإصــرار والصبر تعلمــت.. أصبحت اليوم أعرف من يدفع ومــن لا يدفع.. كنت في البداية في حاجة للبيع فقــط ولم أكن أعير الكثير من الأهمية للتحصيل، لكن اليوم أعرف جيداً كيف أتصرف.»

وأبرز أن أي شــاب يطمح لتأســيس مشروعه الخاص، يجــب أن يســهر جيداً علــى إنجاحه، ومواكبتــه خطوة خطوة، كما لــو أنه يواكب نمو طفل صغير.

ورغــم كل العثرات التي واجههــا البصراوي، تمكن من تنمية مشروعه، كما أن العديد ممن عملوا معه انطلقوا في تأســيس مشاريعهم الخاصة في المجال نفسه.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom