Al-Quds Al-Arabi

الخوف من زياد رحباني

-

لا نحســب أن الجمهور يائس تماماً من زيــاد رحباني. محبّوه الســابقون، قبــل أن يعلن عشــقه للنظام الســوري وميليشــيا­ته ولافــروف وإيران بكل ذاك الوضوح، ما زالوا يعوّلون على لحظة مــا يعلــن فيهــا الرحباني، الملهَــم فــي اختصاصه، انقلابــاً على انحيازه للمجرمين، خصوصاً بعد أن رأى إلى أين قادوا البلاد.

الأمــل بانقلاب زياد قد يكون ذعراً بالنســبة لإعــام الممانعة، إنهم يخشــون بالقدر ذاته أن يفلت من قبضتهم، وهو كاد بالفعل في مرات ســابقة أن يعلنها ثورة على «حزب الله» لولا أن تسوية عاجلة أجريت. الأمل، كما الذعر في المقلب الآخر، يدعمهما صمت زيــاد الطويل، لا يعقل أن تمــرّ كل هذه الأحداث من حوله من دون أن ينبس بكلمة أو حتى بـ «ميزورة» موسيقى.

هذا ربما ما يأخذ قناة «الميادين» لإنتاج فيديو مُمَنْتَج من أعمال زيــاد ومقابلاته بعنوان «تحية إبــداع لزياد رحباني» من دون أي مناســبة، لا هو عيد ميــاده، ولا هي ذكرى مرور شــيء فوق أي شــيء. لا صدور عمل موسيقي جديد، ولا حتى تصريح ما ندّ عن الرجل، أو ظهور ما فــي أي مكان. كل ما هنالك أن الرجل صامت وغائــب فارتأت القنــاة التذكيــر بمواقفه، مشــفوعة بمقاطع من موسيقاه ومسرحياته.

ســتذكّر «المياديــن» في بدايــة الفيديو بصورته مع غســان بن جــدو )فمن وجهة نظرهــم ليس هنــاك إثبات أكبر علــى انتمائه للتيار الممانع!( ســتعيد عبارة يقول فيهــا «كان في عنفوان عربي يختزلــه عبدالناصر، ما إلو أي أثــر الآن» والأهم «في ناس بتكره «حزب الله» لأنه انتصر بس».

هنالك ســبب يدفع «الميادين» للذعر، ثــم التذكير بمواقف زياد واســتثمار­ها من وقت لآخر، هو نفســه يدفعنا لتذكّر موســيقاه وأغنياته الأجمل، تلك التي تظلّ تشــيع الأمــل بكلمة، فقط كلمة، ولو في ربع الساعة الأخير.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom