Al-Quds Al-Arabi

التقارب السياسي يفتح شهية السودان لاستقطاب استثمارات سعودية

-

■ الخرطوم - الأناضــول: تحولت أنظار السودانيين شرقاً نحو السعودية، التي تشهد علاقات متصاعدة من الإيجابية بين البلدين، منــذ الإطاحة بنظــام الرئيس الســابق عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.

وتبــرز الســعودية كإحدى الــدول التي تربطها علاقات وثيقة بالسودان، وباعتبارها إحــدى أهــم الــدول الداعمــة لهــا لتجاوز الصعوبات الاقتصادية.

في مايو/أيار 2019، أودعت السعودية 250 مليــون دولار في البنك المركزي الســوداني، لتعزيز سعر صرف العملة المحلية.

وجاءت الوديعة ضمن حزمة مســاعدات ســعودية إماراتيــة موعــودة للخرطــوم، بإجمالــي 3 مليارات دولار، بهدف مســاعدة الاقتصاد الســوداني على تجــاوز صعوبات عديدة. غير أنــه لم يتضح كم منها وصل فعلاً إلى السودان.

ومنــذ الإطاحــة بنظــام البشــير يعيش الســودان فتــرة انتقاليــة تنتهــي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاســم الســلطة خلالها كل من الجيش وقوى مدنية.

وتتفــوق الاســتثما­رات الســعودية في الســودان علــى اســتثمارا­ت بقيــة الدول العربية، وتحتــل المرتبة الأولــى خاصة في القطاع الزراعي.

وتشــجع الموارد الزراعية التــي تمتلكها البلاد الســعودية عليى الاســتثما­ر الزراعي داخل البلــد الإفريقــي الذي يحتــوي على مقومات زراعية هي الأكبر في المنطقة العربية، بواقع 175 مليون فدان صالحة للزراعة.

وفــي ظــل أزمــات اقتصادية يعيشــها الســودان، زار وفد رفيع برئاســة عبد الله حمــدوك الرياض مؤخــرا، لبحــث عدد من القضايا وعلى رأسها الاقتصاد والاستثمار.

وضخــت الزيــارة التــي قام بهــا رئيس الــوزراء الســوداني، خــال مــارس/ آذار الجاري، دماء جديدة في شــرايين العلاقات المشتركة بين البلدين حســب مراقبين. ونتج عن زيــارة الوفــد الســوداني «الإعلان عن صندوق اســتثماري» بين البلديــن بقيمة 3 مليارات دولار، حســب تصريح وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف.

ويفتــح الصنــدوق، حال تحققــه، الباب واسعاً لاســتقبال الاســتثما­رات السعودية في الســودان، والتي يُعوّل عليهــا كثيرا في مرحلة ما بعد إزالة اسم البلاد من قائمة الدول

وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم الراعية للإرهاب.

الأســبوع الماضــي، كشــف وزيــر المالية الســوداني، جبريل إبراهيم، في تصريحات صحافية عن اســتثمارا­ت ســعودية بمبالغ مالية كبيرة ستدخل إلى البلاد.

لكــن وزيــر الاســتثما­ر، الهــادي محمد إبراهيــم، يؤكــد علــى نجاح زيــارة رئيس الوزراء في «فتح آفاق جديدة للاســتثما­رات السعودية» بما يخدم مصلحة الجانبين.

وكشــف إبراهيم أمــس مــف مقابلة عن تفاهمــات بــن الجانبــن لإصــاح كافــة الإشــكالي­ات التــي تواجــه الاســتثما­رات السعودية في البلاد.

وتحدث عن مشــروعات جديدة ســتوقع في مجــالات صناعة اللحوم وســكك الحديد والنقــل، إلى جانــب مجال الإصــاح وبناء الموانئ والبُنــى التحتية، والإنتاج الحيواني والرعوي.

وقــال «حجم الاســتثما­رات الســعودية المصدقة في الفترة من عــام 2000 حتى 2020 وصل 35.7 مليــار دولار. إلا أنه أوضح إلى أن حجم الاستثمارا­ت السعودية التي نفذت على أرض الواقع أقل بكثير.

وأضــاف «القطاع الزراعــي يحظى بأكبر القطاعات حجما للاســتثما­رات الســعودية بقيمــة 26.5 مليــار دولار، وهــي قيمــة الاســتثما­رات المصدقة للقطــاع الزراعي من خلال 250 مشروعا».

بدوره يرى الخبير الاقتصادي هيثم محمد فتحي أن الســعودية من أوائل الدول العربية التي اســتثمرت فــي الســودان، وتصدرت المانحين فــي كثير من الأزمــات التي واجهت السودان.

وقال فــي حديث خاص أمــس أن ما يميز الاستثمارا­ت السعودية أنها متعددة الأوجه، حيث تشــمل المجــال الزراعــي والصناعي والخدمي.

يذكــر أن حجــم التبــادل التجــاري بين البلدين بلغ 8 مليارات دولار في 2019، حسب غرفة التجارة السعودية.

على صعيد آخر ، تســلم رئيــس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في وقت سابق من الشهر أول بطاقة فيزا مصرفية صادرة داخل البــاد، لوذلك للمرة الأولى منــذ عام 1997، إبان فرض عقوبــات أمريكية اقتصادية على الخرطوم.

وظــل الســودان محظــورا مــن التعامل فــي نظام البطاقــات المصرفيــة العالمية مثل «فيزا» و»ماســتركار­د» منذ فرض العقوبات الاقتصاديـ­ـة الأمريكيــ­ة على الســودان عام .1997

تأتي طباعة البطاقة بعد عام من حصول 3 مصارف ســودانية على تراخيص من «فيزا» لإصدار البطاقات الإئتمانية للسودانيين.

وشملت المصارف الحاصلة على الرخصة، «بنك الخرطوم» و»بنك المــال المتحد» و»بنك قطر الوطني».

وعانت الســوق السودانية بشــدة، منذ فرض العقوبات الاقتصادية التي اســتمرت حتــى عــام 2017، وقللــت بشــكل كبير من دخول الاســتثما­رات الأجنبية، وكانت سببا ضمن عوامل أخرى، في انهيار ســعر الجنيه وانتعاش السوق السوداء.

وفي الربع الأخيــر 2020، أعلنت الولايات المتحدة رفع اسم الســودان من قائمة الدول الراعيــة للإرهاب، والذي فــرض على البلاد عام 1993.

ومطلــع الشــهر الجــاري قــال الســفير السوداني في واشنطن، نور الدين ساتي، إن بلاده نفذت عملية تحويل نقدي بين السودان والولايــا­ت المتحدة، لأول مــرة منذ قرابة 24 عاماً.

وأبلغ الســفير إذاعة « «صوت أمريكا» أنه تســلم حوالة مالية من «بنك قطــر الوطني» في الخرطوم إلــى محل إقامته فــي لولايات المتحدة، متوقعا تنفيذ تحويلات أخرى خلال الفترة القريبة المقبلة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom