Al-Quds Al-Arabi

سكان قطاع غزة يعانون من أزمة مياه حادة بسبب زيادة الملوحة والتلوث ونقص التمويل

-

■ غــزة - الأناضــول: قالــت ســلطة المياه وجودة البيئــة في قطاع غزة أمــس الإثنين إن الوضــع المائي في قطاع غــزة يواجه منذ عقود أزمة كبيرة جرّاء سياســات سلطات الاحتلال الإسرائيلي­ة، ونقص التمويل.

جــاء ذلك في كلمة لمازن البنا، القائم بأعمال رئيــس ســلطة الميــاه في غــزة، خــال مؤتمر صحافــي عقده بمقر وزارة إعــام حكومة غزة بمناســبة يوم المياه العالمي، الموافق 22 مارس/ آذار من كل عام.

وقال البنا إن أكثر مــن 97 في المئة من الآبار الجوفيــة «لا تتوافق جودة مياههــا مع معايير منظمة الصحة العالمية الخاصة بمياه الشرب» سواء من ناحية الثلوث أو الملوحة.

وذكر أن متوســط نســبة الملوحة فــي المياه )الُمســتخرجة مــن الآبــار( تصــل إلــى 1000 مليغرام في اللتر الواحد، وهو رقم مرتفع جداً، مقارنة بالمعيار الدولــي بالحد الأقصى والذي يقدّر بـ250 مليغرام، للتر الواحد.

وأرجــع البنا ذلك إلــى العجز الســنوي في الموازنــة المائيــة للخزان الجوفــي؛ والذي يقدّر بحوالي 120 130مليون متر مكعب.

وبيّــن أن «نصيــب الفــرد الواحد مــن المياه للأغــراض المنزلية يصل إلــى 85 لتر في اليوم» وهو رقم منخفض مقارنة بالحد الأدنى للمعيار

مازن البنا الدولي والذي يقدّر بـــ 100-150 لتر للفرد في اليــوم. وعن مصادر المياه في القطاع، قال البنا إن غزة تعتمد على «الخزان الجوفي الساحلي بنسبة 92 في المئة، والمياه التي يتم شرائها من إســرائيل بنسبة 6 في المئة، وتحلية مياه البحر بنسبة 2 في المئة».

وأوضح أن «ضعف التمويل» في قطاع المياه أثر بشــكل سلبي على «ســرعة إنجاز المشاريع

والمرافق المتعلقة بالمياه ومحطات التحلية».

كمــا ذكــر أن «الحصــار السياســي والاقتصادي المفــروض على غزة أثّر هو الآخر علــى تقــديم التمويــل والدعــم المــادي لإنجاز وانشــاء مرافق الميــاه وتوفير مصــادر الطاقة الكهربائية».

واســتكمل قائــا «كمــا أدى الوضــع الاقتصادي والاجتماعـ­ـي للمواطن إلى انعدام قدرتــه علــى ســداد فواتيــر الميــاه والصــرف الصحــي، ما أثر علــى الخدمــة الُمقدّمة خاصة فيما يتعلق بتشغيل وصيانة مرافق المياه».

واتهم البنا إسرائيل «بحرمان الفلسطينيي­ن مــن مصادرهــم المائيــة الجوفية والســطحية، وتعطشــيهم بهدف تهجيرهم مــن أراضيهم». وطالــب المجتمــع الدولــي بـ»الضغــط علــى إسرائيل لرفع حصارها عن غزة، وتقديم الدعم المالي المطلوب لإنجاز المشــاريع الإستراتيج­ية من محطــات معالجــة ومحطات لتحليــة مياه البحــر ومحطات توليد الطاقــة لتوفير مصادر مياه جديدة».

وتفرض إســرائيل حصارا على ســكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نســمة، منذ فوز حركة «حماس» فــي الانتخابات التشــريعي­ة، فــي يناير/كانــون الثاني 2006، وشــدّدته في العام التالي، إثر سيطرة الحركة على القطاع.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom