Al-Quds Al-Arabi

حظر حضور الجماهير الأجنبية للألعاب نكسة للقطاع السياحي الياباني!

-

■ طوكيو - أ ف ب: أنفقت توشــيكو إيشــي 180 ألــف دولار لتجديد النزل الياباني التقليدي الذي تملكه مترقّبة تدفق الســياح لحضور دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، لكن تجد نفسها الآن ملزمة بالرضوخ للأمر الواقع وتقبّل فكرة أنها لن تستقبل سائحا واحدا من خارج حدود البلاد.

وبعدما أعلن منظمو أولمبياد طوكيو الاسبوع الماضــي حظر حضــور الجماهيــر الاجنبية الى الالعــاب المؤجلــة من صيــف 2020 الــى المقبل بســبب جائحة كورونا، بدأ العاملون في القطاع السياحي في اليابان يحصون خسائرهم. ويقول الخبراء إن التأثير الاقتصادي ســيكون محدودا مقارنة بالنكسة الأكبر التي تسببت بها الجائحة، مضيفين أن هناك أملًا في أن تنتعش السياحة مع عودة الحياة الــى طبيعتها تدريجيا. إلا أن حظر الجماهير الاجنبية يشـّـكل نكســة كبيرة لقطاعٍ عوّل كثيــرا على الألعاب بعــد الانتعاش المذهل الذي شهده خلال كأس العالم للرغبي عام 2019. وقالت إيشــي: "أظن أنه سيســتمر حظر الزوار الأجانب حتى أيلول/سبتمبر على الأقل. عليك أن تتطلع إلى الأمام وتخطّط مسبقًا لإدارة مشروعك التجاري". وتابعت: "إذا كنت تفكر بالعاطفة عند كل منعطف في الأحداث، فلا يمكنك أن تســتمر". واستعدادًا لتدفق السواح، ضاعفت إيشي سعة المطعــم في نزلها وقامت بإعــادة تأهيل الديكور والمطبخ العتيقين. وقالت: "كنــت أفكر في العام المقبل مع الاولمبياد كل شيء سينتعش... الآن كل شيء تبخر فجأة". وبمســاهمة من استضافتها لكأس العالــم للرغبي، اســتقبلت اليابان 31,9 مليون زائر أجنبــي في 2019، وكانت في طريقها لتحقيــق هدفها البالغ 40 مليونــا في 2020. لكن في آذار/مارس مــن العام الماضي، تم فرض قيود صارمة على الســفر للحد من انتشار الفيروس، وتم تأجيل أولمبياد طوكيو لمدة سنة في سابقة من نوعها، حيث كانت المــرة الاولى التي يتم تأجيل

رئيسة اللجنة المنظمة للأولمبياد هاشيموتو تعلن حظر حضور الجماهير الأجنبية للألعاب الحدث الرياضي الاعرق في زمن السلم.

واعتبر يوي أويكاوا المدير في وكالة "طوكيو ريكشو" التي تنظم جولات ســياحية في منطقة "أساكوسو" التاريخية، أن الألعاب الأولمبية كانت ستجلب مبيعات كبيرة وزبائن من جميع أنحاء العالم. وقال: "شــعرت بالحزن وخيبة الأمل...

لكن لا يمكنك أن تقف مكتوف الأيدي"، مشيرا إلى أن شركته تتخذ إجراءات صحية صارمة لجذب الزبائن المحليين. وتابــع: "ننظر إلى هذه المحنة وكأنها فترة لإعادة بناء قوتنا". وتوقّع المنظمون بيــع حوالــي 630 ألف تذكــرة خــارج اليابان لدورة الألعاب الاولمبيــ­ة، فيما أملت الحكومة أن

يســتقطب الحدث 600 ألف زائــر أجنبي. إلا أن الخبراء يرون أن الانتعــاش الذي يحققه تدفق الــزوار للأولمبياد غالبا ما يكــون مبالغا فيه. إذ قدرّت شــركة "كابيتال إيكونوميكس" المختصة بالأبحاث فــي تقرير صدر في تشــرين الثاني/ نوفمبر أن تصل نفقات الســواح القادمين لمتابعة الاولمبياد إلى 95 مليار يــن )870 مليون دولار(، أي ما يعــادل 0,02 % من الناتج المحلي الإجمالي لليابان.

لــم يُتخذ بعد قرار بشــأن الحــد من حضور الجماهيــر المحليــة، لكــن القيــود المفروضــة واستبعاد المشــجعين الأجانب قد تعني خسائر بنحــو 200 مليار يــن )1,8 مليــار دولار(، وفقا للخبير الاقتصادي تاكاهيدي كيوتشي. وكتب في تقرير أن هذا الرقم "ليس كبيرا بما يكفي للتأثير على الاقتصــاد اليابانــي، لكنه لا يزال يشــكّل بالتأكيــد خســارة اقتصادية كبيــرة". وتتطلع الدولــة ذات ثالــث أكبر اقتصاد فــي العالم إلى طرق أخرى للنمو هذا العام، من خلال الصادرات والإجراءات التحفيزية الحكومية وأمور أخرى، بعــد انكماش النــاتج المحلي الإجمالي بنســبة 4,8% في 2020 بســبب جائحة كورونا. ويبدو أن الجفاف الســياحي سيستمر حتى بعد انتهاء حالة الطوارئ المفروضة فــي مناطق عدة للحد من تفشــي الوباء والتي تشــمل الإغلاق المبكر للحانات والمطاعم. وارتفع معدل السفر الداخلي في النصف الثاني من 2020 بفضل حملة حكومية انتهت في أواخر كانون الاول/ديسمبر مع ارتفاع عدد الإصابات.

وأظهــرت اســتطلاعا­ت الــرأي أن معظــم اليابانيين يؤيدين حظر المشجعين الأجانب، فيما يقول خبراء اقتصاد إن البلاد يجب أن تتطلع إلى زيادة الاســتهلا­ك من أجل النمو الاقتصادي مع تراجع الوباء. وفي خضــم ذلك، لا يمكن للقطاع الســياحي إلا انتظار أيامٍ أفضل. وقال هيديوكي ســاتو مســؤول رفيع فــي مجموعــة "جابان ركويان أند هوتيل أسوسييشن" المختصة بقطاع الفنادق: "لا يمكنك أن تلوم أحدا". وتابع: "مجرد انتهاء )الازمة( واســتئناف الســفر، نعتقد أنه سيكون هناك إقبال دولي قوي على السياحة في اليابان".

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom