Al-Quds Al-Arabi

في ظل اهتمامه بانتخابات الكنيست: أما زال «العالم العربي» يبحث عن شريك إسرائيلي؟

- ايال زيسر

■ يتابــع العالم العربــي باهتمام الهزة السياســية التي تجتازها إســرائيل، ويصعب عليه فهم الفجــوة التي لا تطاق بــن صــورة إســرائيل الذاتية، والشــلل الذي ألم بســاحتها السياســية. ولكن أكثر من أي شــيء آخر، بل وربما أكثر من الإسرائيلي­ين أنفسهم، ينتظر الناس في العالم العربي حسماً واضحاً يؤدي فــي أعقابه إلى إقامة حكومة مســتقرة تؤدي مهامها، وهي ليســت مصلحة إســرائيلي­ة فقط، بل ومصلحة عمــوم عربية. ففــي الواقــع الإقليمــي الحالي، بعــد أن تبين أن الولايــات المتحــدة مصممة على تــرك المنطقــة واهتمامها بالمصالحــ­ة مــع إيران، بــات العرب اليــوم بحاجة إســرائيل حاجة ماســة كي تقــود الصراع ضد التهديــد الإيراني وضد تحديات أخرى.

مثلما فــي كل حملة انتخابات في العقود الأخيرة، ثمة من يســعى لجر العالــم العربي من موقف المشــاهد الحيادي إلى المعمعان السياســي، ووضع الكلام في أفواه العرب ونســب مواقف ليست لهم.

هكــذا مثلاً، زعــم أن لا وجود لمــا هو حقيقي فــي اتفاقات السلام بين إسرائيل ودول الخليج والسودان والمغرب، وأنها لن تصمد بعد تغييــر الإدارة في الولايات المتحدة، وأن العرب لا يريدون السلام مع إسرائيل بل علاقات طيبة مع واشنطن، كما يجــري بين الحين والآخــر حديث عن أزمــات وهمية في علاقــات إســرائيل وجيرانهــا، مثل شــرخ فــي العلاقات مع الإمارات العربيــة، وإدارة كتف باردة من جانب الســعودية، وانهيار الســام مع الأردن. غير أن السلام يواصل الازدهار، وأن مزيداً من الدول العربية تعتزم الصعود إلى العربة.

بالمناسبة، طرح ادعاء مشابه عشية حملة الانتخابات في 1981، عندما نســب للرئيــس المصري أنور الســادات تأييده لمرشــح المعراخ، شمعون بيرس، بل وزعم أن الرئيس المصري غاضــب جداً من مناحيم بيغن بعــد أن أمر هذا بتدمير المفاعل النووي في العراق غداة لقاء أجراه معه، وبذلك أحرجه. ولكن تبين أن الســادات لا يشعر بالحرج، بل أراد لبيغن أن ينتخب، فقد شــق معه طريق السلام، ويرى فيه زعيماً مصداقاً وقوياً يلتزم بكلمته.

هكذا حصل في انتخابات 1969، حين نســب للحسين ملك الأردن والرئيــس المصري حســني مبــارك التأييد لشــمعون بيرس رجل رؤيا «الشــرق الأوســط الجديد»، غيــر أنهما أيدا نتنياهو لنفس الأســباب التي أراد فيها الرئيس المصري بيغن حينــذاك. يمكــن الافتراض، بالمناســب­ة، أن الأمور فــي العالم العربي تسير على هذا المنوال إلى اليوم، فثمة بحث عن شريك إســرائيلي يمكن الاعتماد عليه ويمكن التقدم معه في خطوات مشتركة ذات تأثير على مستقبل المنطقة كلها.

مــن المهم إذن أن نســمع رأي حلفاء إســرائيل فــي العالم العربــي ولا ســيما عندمــا يعــزى لهــم مواقف ليســت لهم. ولكن القرار بشــأن مستقبل إســرائيل يجب أن يبقى لمواطني إسرائيل، وسيتخذونه هذا الثلاثاء في صناديق الاقتراع.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom