Al-Quds Al-Arabi

باستثناء العرب والحريديم: فليصوت الإسرائيلي­ون بـ«العقل» لحكومة جديدة على رأسها نتنياهو

- مئير عوزيئيل

■ غداً اخرجوا من دائرة الشر، تحرروا من الكراهية. هذا ليس ســهلاً، ولكني آمل أن أخيــرا، وأنتم أمام صنــدوق الاقتراع، ســتصوتون وفقاً لما هو خير للدولة ولكم، وليس وفقاً لما هو ســيئ لبيبي. لا أحد قادر على تحقيــق نتائج أفضــل للدولة من تلك التي حققها بيبي في السنوات الأخيرة. ومع ذلك يوجد في إسرائيل جموع من المقترعين وإن كان المنطق يشير بأن نتنياهو أثبت أنه الأكثر ملاءمة لقيادة إسرائيل، لن يصوتوا لــه. فهم غير قادرين. فقد أثــارت الكراهية حماســتهم وباتــت تتحكم بهــم، فلم يعد بإمكانهم التغلب على آثار حملة التحريض الإعلامية التي تعود إلى 25 ســنة، وربتهم على أن نتنياهو منبــوذ – قبل وقت طويل من لائحة الاتهام )موضع الخلاف(. في نظر كثير من الناخبين، تعدّ هذه مســألة «كيف أعــرف هويتي في نظر محيطــي وفي نظر نفســي»، وليس تفكيراً جديــاً واعتبارات عقلانيــة. هل ارتكــب نتنياهــو أخطاء أو زلات؟ بالتأكيد نعم، لأســفنا. نتنياهو لحم ودم، وليس هناك إنســان كامــل، ولكن ما المعنى من اســتبداله بشخص من لحم ودم آخــر، فهو مثله غير كامــل أيضاً؟ فمن أجل الإطاحة بزعيم ناجــح والمراهنة على آخر، يجب أن يكون هناك سبب قوي، أو ميل غير مسؤول للمراهنات.

بعد هذه الانتخابات، من شأن لبيد مثلاً أن يقود إســرائيل بســبب أغلبية واضحة أو غيــر واضحــة، ستســمح للرئيس بأن يلعب بالنتائج ويدعــي بأن ضميره يلزمه بكذا وكذا. وإذا قــال لبيد بعد الانتخابات: «حســناً، لــي ولبيبــي خمســون مقعداً، وسنقيم حكومة»، ولكن هذا متعذر، بسبب المقترعــن الذين لا يريدون ســوى كراهية بيبي.

أنــتِ، أنــتَ، ســتقرران غــداً، هذا هو الوقت للتوجــه إلى كل مقترعــة ومقترع، التوجه إلى عقــول المقترعــن وليس إلى مشــاعرهم، ولكي تتمكنوا من اســتخدام الــرأس، لا تقولــوا كيف ســتصوتون ولا تكشفوا عن تصويتكم، حطموا القيود. وإذا كان هذا ضروريــاً في محيطكم المهدد قولوا إنكم صوتتم بشــكل مختلف عمــا فعلتم. فهذا ليــس كذباً، بل حمايــة للديمقراطي­ة، وحماية لحريتكم في أن تصوتوا ما تظنونه صحيحاً وليس ما يمليه عليكم الآخرون.

في إســرائيل ثلاث إمكانيات للاختيار: من جهة، الحريديم الذين لا يريدون وجود دولة إســرائيل. مــن جهة أخــرى العرب الفلسطينيو­ن الذين لا يريدون وجود دولة إسرائيل. وبين الطرفين مئة مقعد للصهاينة – من شاس وحتى ميرتس. ومعاً يمكنهم أن يقيموا حكماً مســتقراً برئاسة من ينتخبه الحــزب الأكبر، وفــي هــذه اللحظة يظهر بنيامين نتنياهو.

لمــاذا لا يحصــل هــذا؟ لأن الكراهيــة والانقسام سيطرا على العقول. والصرخة «ماذا؟ أجلس مــع نتنياهو؟» أصبحت هي الدعوة المتصــدرة. إن الشــتائم، والمقت، وتمزيق الشــعب بحميــة، لم يعــد ممكناً منعها، وإن الكراهيــة ومزيداً من الكراهية جلبتنا إلى معركة انتخابات هجر الكثيرون فيها التفكيــر من الرأس ولا يســتخدمون إلا العواطــف المشــتعلة، العواطــف التي يقول فيهــا هذا النوع من الناخبين : «فقط لا نتنياهو. الزبالة، الفاسد، الكذاب. ولا كلمة لنتنياهو حقيقة. نعم، تطعمــت، بالتأكيد تطعمت .»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom