Al-Quds Al-Arabi

اليمن: تباينات حيال المبادرة السعودية والحوثيون يعلنون استهداف مطار أبها

«رايتس ووتش» تتهم الحوثيين باستهداف مناطق مدنية في مأرب

- تعز - «القدس العربي» من خالد الحمادي:

أعلــن المتحدث العســكري باســم الحوثيين، يحيى ســريع، أمس الثلاثــاء، أن القوات الجويــة للحوثيين أطلقت عملية عســكرية على مطار أبها السعودي، وقال إنها "تأتي في إطار الرد المشروع والطبيعي على تصعيد العدوان والحصار الشامل".

وزاد: "نفذ سلاح الجو المسيّر )التابع لجماعته( ظهر اليوم )أمــس(، عملية هجومية على مطــار أبها الدولي بطائرة مسيّرة نوع قاصف ‪2 K‬وكانت الإصابة دقيقة".

وأضاف "نؤكد أن عملياتنا العســكرية مستمرة طالما اســتمر العدوان والحصار". كما أشار الى أن "الدفاعات الجوية )الحوثية( تمكنت من إســقاط طائرة تجسسية مقاتلة نوع ‪MQ 9‬أمريكية أثناء قيامها بمهام عدائية في

أجواء محافظة مأرب".

إلى ذلك، تباينت الآراء في الوسط السياسي اليمني حيال المبادرة الســعودية لوقف إطلاق النار في اليمن، والتي أعلنتهــا الرياض أمس الأول، بين مؤيد ومعارض وعدم مكترث بمضمونهــا، لاعتقادهم بأنها مجرد "حبر على ورق" أســوة باتفاق الرياض، الذي لــم ينفذ منه شــيء على أرض الواقع لحل المشــكلة السياســية في الجنوب.

وفي حين يــرى قطاع واســع من النخبــة اليمنية أن المبادرة السعودية لوقف الحرب تعد بداية الطريق لوقف الحرب والبدء في مسار السلام، بعد حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس لأكثر من ســت ســنوات، يرى البعض الآخر أنها ليســت ســوى نســخة من المبادرة الأمريكية التي حملها المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، وأخرجتها الرياض إلى النور.

تباينــت الآراء في الوســط السياســي اليمني حيال المبادرة الســعودية لوقف إطلاق النار فــي اليمن، التي أعلنتها الرياض، أمــس الأول، بين مؤيد ومعارض وعدم مكتــرث بمضمونهــا، لاعتقادهم بأنها مجــرد )حبر على ورق( أسوة باتفاق الرياض، الذي لم ينفذ منه شيء على أرض الواقع لحل المشكلة السياسية في الجنوب.

وفي حين يــرى قطاع واســع من النخبــة اليمنية أن المبادرة الســعودية لوقــف الحرب، تعــد بداية الطريق لوقف الحــرب والبــدء في مســار الســام، بعد حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس لأكثر من ســت سنوات، يرى البعض الآخر أنها ليست ســوى نسخة من المبادرة الأمريكيــ­ة التي حملهــا المبعوث الأمريكــي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، وأخرجتها الرياض إلى النور للتنصل من مسؤوليتها تجاه هذه الحرب في اليمن.

«لن تغير شيئاً»

ويعتقــد البعض أن هذه المبادرة الســعودية لن تغير شــيئاً على أرض الواقع، وبالتالي لم يعيروها اهتمامهم، لأنها في نظرهم ليســت ســوى )حبر على ورق( نتيجة لتجارب ومبادرات سابقة.

وفي الوقــت الذي يطــرح التحالف العربــي بقيادة الســعودية أن الحرب في اليمن هي حــرب بين الحكومة الشــرعية والانقلابي­ين الحوثيين، بينما التحالف العربي مجــرد تدخل خارجــي لاســتعادة الشــرعية، خرجت الســعودية بمبادرتهــ­ا لوقف إطــاق النــار، وأظهرت الحكومة الشــرعية وكأنها مجرد )كومبــارس( وعززت الطرح الحوثي أن الحرب في اليمن هي بين )الســعودية واليمــن( الذين يمثلهــم الحوثيــون، وكان إخراج هذه المبادرة بهــذه الطريق قاصمة لظهر الحكومة الشــرعية المعترف بها دولياً وتطالب بالدعم الدولي لإعادة بســط نفوذهــا على كامــل التــراب اليمني، بعد أن ســيطرت ميليشــيا الحوثي على نحو 20 من مســاحة اليمن، وهي الأكثر كثافة سكانياً في البلاد.

يضاف إلى ذلك أن هناك اعتراضاً شــعبياً واضحاً في اليمن على مضامين هذه المبادرة السعودية لأنها اقتصرت على الاســتجاب­ة لمطالب جماعة الحوثي فقط، وبالذات ما يتعلق بالوضع الإنساني، بالموافقة على استئناف حركة الطيــران المدني من وإلــى مطار صنعــاء الدولي الواقع تحت ســيطرة الحوثيين، وكذا مينــاء الحديدة البحري علــى البحر الأحمر، غربي اليمن، فيمــا تجاهلت المبادرة الســعودية تماماً الوضع الإنســاني في الجنوب، الذي تســيطر عليه ميليشــيا المجلس الانتقالي التابعة لدولة الإمــارات، والتي ما زالت تغلق مطــار الريان، في مدينة المكلا، عاصمة محافظــة حضرموت، وهو ثالث أكبر وأهم مطار جوي يمني بعد مطاري صنعاء وعدن.

وقال رئيس مركز «أبعاد» للدراســات والبحوث، عبد السلام محمد، إن «المبادرة السعودية هي حجة تقام على الحوثيين في وقت تراجعهم وليس ذروة قوتهم، وهذا ما يميزها، لكن قبولها من قبل الشــرعية من عدمه يجب أن يأتي من الميدان من الجيش على الأرض، لأننا أمام جماعة مســلحة ويجب أن يكون غطاؤنا في هذا الظرف عسكرياً لا سياسياً .»

«إحراق أوراق الحوثي»

أما الكاتب السياسي المؤتمري، كامل الخوذاني، فاعتبر أن «بهذه المبادرة تحرق الســعودية آخر أوراق مليشــيا الحوثي أمام المجتمع الدولي، إما يلتقطها وإلا يبشر بعدها

بدعس على أصوله».

وأوضــح أن «الورقــة الإنســاني­ة التــي يتــذرع بها الحوثيون ســقطت، فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وأن الكرة حالياً في ملعب الســفير الإيراني في صنعاء. ولأن الأخير لا تعنيه اليمن ولا اليمنيين وليســت إلا ملفاً من ملفات الضغط لخدمــة مصالح الملالي، لن يوافق على مبــادرة المملكة، ولهذا النتيجة متوقعة ســلفاً وســوف يرفضها الحوثيون، لا خيار غير الحسم العسكري».

في السياق، ذكر عضو اللجنة العامة في حزب المؤتمر الشعبي العام، عادل الشجاع، «مما لا شك فيه أن أي حرب لا بد أن تنتهي بتسوية سياسية، والمبادرة الأمريكية التي قدمت باســم الســعودية لن تنجز هذه التســوية لعدة أســباب، منها: أن الســعودية طرف في الصراع وليست وســيطاً حتى تقدم مبادرة، الســعودية قــادت تحالفاً عربياً أطلقت عليه تحالف دعم الشــرعية وحددت هدفها

باســتعادة الشــرعية وهزيمة إيران في اليمن، واليوم تتبنى المبادرة الأمريكية وســفيرها في الرياض والسفير الإيرانــي في صنعــاء.» وتســاءل: «إذا لــم تكن عودة الشرعية إلى اليمن أولوية للســعودية أو مبرراً للحرب، فما هو المبرر إذن؟».

الرد الحوثي

وعلّق رئيس اللجنة الثورية وعضو المجلس السياسي الأعلــى للحوثيــن محمد علــي الحوثي، علــى المبادرة الســعودية بقوله: «كنا منتظرين إعــان إيقاف إطلاق النــار وفك الحصار مــن أمريكا والســعودي­ة، وقبل ذلك إثبات الجدية في الســام بإدخال السفن المصرح بها إلى ميناء الحديدة وليس ما أسميتموه بالمبادرة.»

وأوضح أن الرد الحوثي الرســمي علــى هذه المبادرة

سيعلن في خطاب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي عشية 26 آذار/مارس الجاري، وهي الذكرى السادســة لانطلاق العمليات العســكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن في 26 آذار/مارس 2015.

وقال: «سنســتمع لخطاب القائد ورســالة الشــعب، وســيحدد ملامح المرحلــة وتطورات الأوضــاع ويضع النقاط على الحروف، ولــدول العدوان أمضوا قدماً نحو الســام بخطوات عملية بعيداً عن الضجيج أو المراوغة فهو الخيار الأســلم. وغيــر ذلك، القائد حفظــه الله من سيحدد الرد في المناسبة.»

قصف مدنيين في مأرب

إلى ذلك، اتهمــت منظمة «هيومــن رايتس ووتش» الحقوقيــة الدوليــة، الثلاثاء، جماعة الحوثي بشــن «قصف عشوائي» على مناطق مدنية في محافظة مأرب وسط اليمن، شمل ذلك مخيمات للنازحين.

وقالت المنظمة )غير حكوميــة مقرها نيويورك(، في تقرير عبــر موقعها الإلكترونـ­ـي: «إن قوات الحوثيين تطلق عشــوائياً قذائف مدفعية وصواريخ على مناطق مكتظة بالسكان في مأرب منذ فبراير/شباط الماضي؛ ما يسبب نزوحاً جماعياً ويفاقم الأزمة الإنسانية».

ونقل التقرير عن عمال إغاثة )لم يسمهم(، قولهم إن «نيران القصف المدفعي والأسلحة الثقيلة المباشرة من جانب الحوثيين أصابــت عدة مخيمات للنازحين خلال فبرايــر، منها مخيمــات )الزور( و)لفــج الملح( و)ذنة الصوابين( و)ذنة الهيال( في شمالي وغربي مأرب».

وطالبت المنظمة، جماعة الحوثيين بوقف «الهجمات غير القانونية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المدنيين المحاصرين )في مأرب( بسبب القتال».

وقالــت أفراح ناصــر، باحثــة الشــأن اليمني في «رايتس ووتش»: «ارتكبت قــوات الحوثيين انتهاكات جســيمة وأظهرت تجاهلاً مروعاً لأمن وسلامة المدنيين طوال النزاع»، وفق التقرير.

وأضافت: «تُعرّض الهجمات العشــوائي­ة بالمدفعية والصواريــ­خ، التي يشــنها الحوثيون علــى مناطق مأهولة بالســكان في مــأرب، النازحــن والمجتمعات المحلية لخطر شديد».

وختمت ناصر قائلة: «هناك أزمة إنســانية هائلة في مأرب، وجهود المساعدات الدولية الحالية ليست كافية لمواجهة التحدي، وعلى الجهــات المانحة بذل كل ما في وسعها لزيادة الدعم الإنســاني في المحافظة والضغط على جميع الأطراف للالتزام بقوانين الحرب».

ومنذ 7 فبراير الماضي، صعد الحوثيون من هجماتهم في محافظة مأرب للســيطرة عليهــا؛ كونها أهم معاقل الحكومة اليمنيــة والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.

وتحوي مدينة مــأرب )مركز المحافظــة التي تحمل الاســم ذاته( أكثر مــن مليونــي نازح، وفــق تقارير حكوميــة، فيما تقول الأمم المتحدة إن المدينة تضم نحو مليون نازح.

ويشهد اليمن حرباً منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة 233 ألف شــخص، وبات 80 بالمئة من الســكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نســمة، يعتمــدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منــذ مارس/آذار 2015، إذ ينفــذ تحالف بقيــادة الجارة الســعودية، عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

مزيد من النزوح

وتحذر منظمات الإغاثة من أن اســتمرار القتال يهدد بمفاقمة الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم، وتسرع من الدفع باليمن نحو المجاعة.

وقد تشكل خســارة مأرب كارثة بالنسبة للمدنيين، بما في ذلك مليون نازح على الأقل لجأوا إلى هناك.

وأكد المجلــس النروجي للاجئــن، الثلاثاء، أن «مع دخول أســوأ أزمة إنســانية في العالم عامها السابع، قد ينزح 672 ألف شــخص بحلول نهاية 2021 في حال استمرار مستويات العنف الحالية».

وحذر مــن أن «إذا اســتمر النــزاع لن يكــون أمام اليمنيين الذين يواجهون أصلاً أزمة إنســانية قصوى سوى أن يتوقعوا تدهور وضعهم أكثر».

 ??  ?? جنازة جماعية في صنعاء لمقاتلين حوثيين سقطوا في معارك مأرب
جنازة جماعية في صنعاء لمقاتلين حوثيين سقطوا في معارك مأرب

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom