Al-Quds Al-Arabi

العقوبات الأمريكية والأوروبية تصعّد المواجهة بين الصين والغرب

- لندن ـ «القدس العربي»:

تكشف العقوبات التي فُرضت على الصين وقبلها روسيا، على خلفية الانتهاكات ضد المســلمين الإيغور واعتقال المعارض إليكســي نافالني، عن تغير كان متوقعا من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة حيال موســكو وبكين، حيث ملف حقوق الإنســان لن يطوى كما كان يحدث سابقاً مع إدارة دونالد ترامب، والموقف الأمريكــي مدعوم بموقف عدد من الدول الغربية.

ونقاط الخــاف بين الغــرب والصين لا تــزال عديــدة: القمع ضد المعارضة في هونغ كونغ والوصول إلى السوق الصينية والاستثمار­ات الصينية في أوروبا، ومسألة بحر الصين الجنوبي وحتى تايوان.

ويبدو أن العقوبات ســتفتح الباب أمام صدام بين الغرب وروســيا

والصين، لا سيما الأخيرة التي ردت أمس بسلسلة مواقف من استدعاء ســفير الاتحاد الأوروبي، وصولا إلى التنديــد بـ"أكاذيب" و"معلومات خاطئة" تتعرض لها. وحسب دراســات لمعاهد أمريكية وأسترالية فإن نحو مليون شــخص على الأقل من الإيغور وضعــوا في "مخيمات" في منطقة شينغيانغ الصينية )شــمال غرب( وبعضهم فرض عليه "العمل القسري" و"عمليات تعقيم" .وتنفي الصين بشكل قاطع هذا الأمر، وتقول إن تلك "المخيمات" هي "مراكز تدريب مهني" تهدف الى إبعاد السكان عن التطرف الديني والنزعــات الانفصالية بعد ارتــكاب أفراد من الإيغور العديد من الاعتداءات الدامية ضد مدنيين.

وفرض الاتحاد الأوروبي الإثنــن عقوبات على أربعة قادة صينيين ســابقين أو حاليين في شــينجيانغ. وقامت كندا وبريطانيا بالمثل. أما الولايــات المتحدة التي تفرض أساســا عقوبات علــى اثنين من هؤلاء المسؤولين منذ 2020، فأضافت الاثنين الآخرين الى لائحتها.

وردت الصين عبر فرض عقوبات على عشر شخصيات أوروبية بينها خمســة نواب في البرلمان الأوروبي كلهم بتهمة "نشر أكاذيب" استنادا إلى دراسات تعتبرها الصين منحازة.

وأعلنت بكين الثلاثاء أنها اســتدعت "ليلا" سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصــن نيكولا تشــابويس من أجــل "التنديد بأشــد العبارات" بالعقوبــا­ت الأوروبية التي "تســتند إلى أكاذيــب ومعلومات خاطئة" .وقال له نائب وزير الخارجية تشــن غانــغ إن "الاتحاد الأوروبي غير مؤهل لإعطــاء درس للصين في مجــال حقوق الإنســان". وأضاف أن "الصين تحث الاتحاد الأوروبي على الاعتراف بفداحة خطئه وتصحيحه وإنهاء المواجهة حتى لا يتســبب في مزيد من الضرر للعلاقات الصينية الأوروبية" .

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom