ضحايا في انفجار دراجة نارية واشتباكات في بغداد والبصرة
التحالف شنّ 133 ضربة جوية ضد تنظيم «الدولة» خلال 10 أيام
شــهدت عدد من مدن العراق، أمس الثلاثاء، اضطرابــات أمنيــة راح ضحيتهــا نحــو 10 أشــخاص، بينهم من قوات الأمن، في سلســلة حــوادث منفصلة حدثت فــي العاصمة العراقية بغداد ومحافظة البصرة الجنوبية، رافقتها حمّلة أمنية أســهمت في الإطاحــة بثمانية عناصر من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» بينهم قيادي، وفق بيان رسمي.
وأفــاق ســكان العاصمة صبــاح أمس، على انفجار دراجة نارية، في منطقة الأمين، شــرقي بغداد.
الحادث وقع، وفقاً للرواية الحكومية، بسبب انفجار «عبوة ناســفة» داخل دراجة نارية، على طريق القناة باتجــاه منطقة بغــداد الجديدة، بجانب الرصافة من العاصمة، مما أدى إلى مقتل صاحب الدراجة وإصابة آخر كان برفقته، حسب بيان لـ«خلية الإعلام الأمني» الحكومية.
وفي تفصيلات الحادث، أفادت مواقع إخبارية محلّية، بأن «إرهابياً كان يســتقل دراجة وضع في مقدمتهــا قنابل، حيث كان متوجهاً من منطقة المشــتل إلى منطقة بغداد الجديدة لتنفيذ عملية إرهابية».
ووفقاً لتلــك المصادر فإن «إحــدى المرابطات الموجــودة أمرتــه بالتوقف، إلّا أنه اســتمر في الســير، ما دفع المرابطة الثانية إلى إطلاق النار عليه بعد وصول نداء لها من المرابطة الأولى، ما أدى إلى انفجار القنابل» مشيرة إلى أن «الانفجار أسفر عن إصابة عنصر أمني بجروح».
وأكدت أن «الجهد الاستخباري منع الإرهابي من الوصول الى الهدف».
وفي رواية أخــرى، أفادت مواقــع أخرى أن «القــوات الأمنية قامــت بأخذ هاتــف صاحب الدراجة الذي قتل، وكان ينــوي تفجير العبوة على محال لبيع المشــروبات الكحولية» حســب موقع «السومرية نيوز .»
يتزامن ذلك مع ســقوط عدد مــن قوات الأمن وأفــراد عصابــة «للاغتيــالات» فــي محافظة البصرة، بين قتيــل وجريح، إثــر مداهمتها في منطقة سفوان، أقصى جنوب المحافظة.
وقالــت وكالــة وزارة الداخليــة لشــؤون الشــرطة، في بيان صحافي أمــس، إن «مديرية شرطة محافظة البصرة والمنشــآت، تمكنت من الإطاحة بعصابة مكونه من متهمين قاما بجريمة اغتيال أحد المواطنين قبل يومين في قضاء الزبير، في محافظة البصرة .»
وأضافت أن «بعد ورود معلومات استخبارية عن مكان تواجدهم في ناحية سفوان على الفور تم تشــكيل فريق عمل مشــترك من قسم مكافحة الإجرام في البصرة والفريــق التكتيكي لمديرية اســتخبارات ومكافحة ارهــاب البصرة وخلية الصقــور، وبعد مداهمــة وكرهم حــدث تبادل لإطــاق النار مــع العصابة مما أدى استشــهاد منتسب من قســم مكافحة الإجرام وإصابة عدد من عناصــر القوة المداهمة، واســفرت المواجهة معهم عن قتل أحد المجرمــن وإلقاء القبض على الآخر». إلــى ذلك، اعتبر رئيــس أركان الجيش الفريــق الركــن عبد الامير رشــيد يــار الله أن عصابــات الجريمة في البصــرة والإرهاب تمثل واجهــة واحدة، وإن القــوات الأمنية تعمل على الاستمرار بضربهم.
وقال يار الله الذي حضر تشــييع المنتســب الأمنــي الذي قتل خلال عمليــة مداهمة ليلة أول أمس، إن «ألقــي القبض علــى العصابات التي أرعبت المواطنين فيما سيتخذ القضاء الاجراءات القانونية بحقهم».
واضاف أن «رسالتنا لأهل البصرة مفادها أن القوات الأمنية قادرة على حفظ الأمن بالمحافظة ودورها سيكون أقوى».
وقال العميد في قيادة الشــرطة بشير جميل أثنــاء التشــييع أن «عمليات ضــرب عصابات الجريمة مســتمرة» مبينا أن قواتهم «استطاعت قتل أحد افراد العصابة اثناء مداهمتها فيما ضمن خطط أعدت لهذا الشأن».
وطالــب شــقيق القتيــل، الجهــات الأمنية بـ«القصــاص من قتلتــه، ســيما وأن أخاه كان يدافع عن أمن المحافظة وهو أب لسبعة أبناء».
وفي وقت سابق من أمس، وصل رئيس أركان الجيش إلى البصــرة، وعقد أولى اجتماعاته في قاعدة الشعيبة العســكرية مع القيادات الأمنية قبــل أن ينتقل إلى مبنى قيادة شــرطة المحافظة للمشاركة بالتشييع.
فــي المقابل، كشــفت مجلة «القــوة الجوية» الأمريكيــة أن قــوات التحالــف التــي تقودها الولايات المتحدة نفذت غارات ضد مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال العراق وصلت إلى 133 ضربــة جوية خلال 10 أيــام فقط، وهو رقم الشــهر الأعلى الذي يســجل في كل من العراق وسوريا منذ العام 2019.
وشملت الضربات شبكة من الكهوف تستخدم كملاذ آمن لمسلحي التنظيم، وهي نفذت بالتعاون مع القــوات العراقية علــى الأرض، ودمرت 61 من المخابئ، و24 كهفا، حســب ما أعلن المتحدث باسم العمليات المشــتركة )العزم الصلب( واين ماروتو.
ونقلت المجلة الأمريكية عن المتحدث العسكري العراقــي يحيى رســول قولــه أن «المهمة كانت تســتهدف تجفيف موارد الإرهــاب. وقاد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي العمليات على الأرض».
وتركزت الغارات على جبال قره جوغ الواقعة على بعد 50 كيلومترا جنوب غرب أربيل.
وتراجع عــدد الغارات الجويــة التي ينفذها التحالف فــي العراق وســوريا منذ أن خســر التنظيــم «خلافتــه» المعلنة، ولجأ إلــى العمل الســري تحت الأرض. واســتنادا إلى معلومات نشــرتها عمليات «العــزم الصلــب» فقد نفذت بالإجمــال 25 غــارة فــي العراق وســوريا معا خلال شــهر كانون الأول- ديسمبر 2020. وتقدر الحكومة الامريكية أن هناك مــا بين 8 آلاف و16 ألف مســلح ينتمي للتنظيم في العراق وسوريا، ينفــذون عمليــات متدنية في المناطــق النائية، حسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية في فبراير/ شباط الماضي.
وعلــى الأرض، أعلنت خليــة الإعلام الأمني، أمس، تنفيــذ ضربات جوية لطيــران التحالف الجوي اســتهدفت اوكاراً قالت إنها للإرهابيين ضمن قاطع عمليات نينوى.
وذكــرت الخلية في بيــان مُقتضــب، «وفقاً لمعلومات اســتخبارية دقيقة، وبأمر وتنســيق من قيادة العمليات المشــتركة، طيران التحالف الدولي ينفذ سلســلة ضربات جويــة بلغت 18 ضربــة يوم أمــس )الأول( في جبــال قره جوغ ضمن قاطع عمليات نينوى، أسفرت عن تدمير 39 وكراً للإرهابيين».
كذلك، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المســلحة اللواء يحيى رســول عبداللــه، إلقاء القبض علــى 8 «ارهابيــن» بينهم قيــادي في محافظات عدة.
وقال رسول في بيان صحافي أمس، أنه «بناءً على توجيهــات القائد العام للقوات المســلحة، يواصل جهاز مُكافحــة الإرهاب جهوده الحثيثة
لُملاحقة بقايا عصابات داعش الإرهابية».
وأضــاف أن «جهــاز مكافحــة الارهــاب نفذ سلســلة من العمليات الناجحة إحداها كان في إقليم كُردســتان، تمكن فيها فوج السُليمانية من إلقاء القبض علــى هدفين بالجرم المشــهود في حلبجة بعد توفير المعلومات الاســتخبارية من قبل جهــاز مُكافحة الإرهاب» مشــيرا إلى «إلقاء القبــض علــى عُنصرين من داعــش في مخمور والشرقاط، اشــتركا بتنفيذ هجمات جبانة على نقاط القوات الأمنية».
وتابع أن «جهاز مُكافحة الإرهاب وجه ضربة موجعة إلــى العصابــات الإرهابيــة من خلال القبض علــى ما يُســمى )أمني قاطــع العظيم( والإرهابي )أبو ياســر( والــذي تم إلقاء القبض عليه هو وأحــد مُرافقيه في منطقــة الدورة في العاصمة بغداد».