Al-Quds Al-Arabi

«فورين بوليسي»: نتنياهو أغضب الأردن وألغى رحلته للإمارات ... فهل سيكلفه هذا الانتخابات؟

- لندن- «القدس العربي» من إبراهيم درويش:

نشرت مجلة «فورين بوليسي» تقريراً أعده جوناثان فيرزغــر، حول ظــروف إلغاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإمارات، والتي قصد منها إظهار منافع التطبيع مع الدولة الخليجية.

وقال الكاتب إن الطائرة الخاصة التي أرسلها ولــي عهد أبو ظبــي محمد بن زايد فــي انتظار على مدرج مطار فــي الأردن بانتظار التعليمات كــي تقلع إلى مطار بن غوريــون الدولي. وكان نتنياهــو في مكتبــه بالقدس يحضّــر لركوب الطائرة للقاء ثنائــي «انتصاري» في العاصمة أبو ظبــي. وكان هو ومحمد بــن زايد يخططان للإعلان عن خطط اســتثمار في بنى تحتية في إسرائيل بقيمة 10 مليارات دولار وتشمل شبكة ســكة حديد بطــول 1100 ميل، تبــدأ من البحر الأبيض المتوسط وتصل إلى منطقة الخليج. كما ســتموّل الإمارات بناء ميناء عميق في الطرف الإســرائي­لي من البحر الأحمر، بالإضافة لخط أنابيب يضخ النفط بــن ميناء إيلات إلى ميناء عسقلان ونقله عبر ناقلات النفط أو خط أنابيب تحت الميــاه بطول 430 ميلا عبــر البحر الأحمر إلــى ميناء ينبع الســعودي. وفي منتصف يوم 11 آذار/ مارس تم إلغاء الرحلة التي تســتمر 3 ساعات.

ووجد نتنياهو نفسه وسط أزمة دبلوماسية

لها علاقــة بولي عهــد الأردن الأمير الحســن بــن عبد الله، البالغ من العمــر 26 عاماً، وجهاز الشــن بيت والمســجد الأقصى. ذلك أن خلافًا جرى حول زيارة الأميــر وترتيباته الأمنية مع الإســرائي­ليين، مما دعا الأردن لتأجيل منح إذن للطائرة الخاصة التي كانت ســتحمل نتنياهو. وجاء رفض الأردن الســماح للطائرة الخليجية بالمرور عبر مجاله الجوي، فــي رد على القيود التي تفرضها إســرائيل على المســجد الأقصى. وفي الحقيقة يقوم العاهل الأردني ولســنوات بتوجيه ضربات، ويتجاهل الزعيم الإسرائيلي.

هرج ومرج

وزاد الهرج والمرج السياســي بعد أســبوع، مما هزّ أساس الاتفاقيات الجديدة بين إسرائيل ودول عربيــة والتــي عرفــت بـ«اتفاقيــات إبراهيــم». ووقّعت إســرائيل اتفاقيات تطبيع مــع الإمــارات ومملكــة البحرين، قــام البيت الأبيض في عهــد دونالد ترامب بترتيبها. وهذه المرة قامــت الإمارات بإلغاء لقــاء مع نتنياهو، متهمة إيــاه بأنه حاول اســتخدام علاقاته مع الدولة الخليجية ليؤمن مستقبله السياسي في انتخابات الثلاثاء 23 آذار/ مارس. وأشار وزير الدولة السابق والمستشار الحالي أنور قرقاش: «لن تكون الإمارات جزءاً من العملية الانتخابية فــي إســرائيل الآن أو في أي وقــت آخر ». وفي الوقت الذي أثارت فيــه «خبطات» الإحراج، إلا أن العلاقات الخليجية - الإســرائي­لية مستمرة على ما يبــدو، حتى لو كانــت اتفاقيات ترامب في حاجة للتعديل مــن أجل الحصول على دعم الرئيــس جوزيف بايــدن. وتم توقيع الاتفاقية بداية بعــد موافقــة إدارة ترامــب على صفقة أسلحة للإمارات بقيمة 23 مليار دولار، وتشمل مقاتــات إف-35، وطائرات مســيرة من طراز «أم كيو- 9 بي» لكــن الإدارة الأمريكية الحالية علّقتها للنظر فيها.

وتقوم اتفاقيات التطبيــع على صفقات بنية تحتيــة مربحة وعمليات تجارية مشــتركة بين الشــركات الإســرائي­لية والإماراتي­ة. ومن بين شــركات الإنشــاء التي تخطط لطرح عطاءات لمشــروع الســكة الحديديــة الإســرائي­ليةالخليجي­ــة، والــذي ســيمر عبــر الأردن ثــم السعودية، شركات صينية وأوروبية وأمريكية وروسية. وتدير إسرائيل خط سكة حديدياً بين مينــاء حيفا حتى الحدود مع الأردن. وســتنقل «خطوط السلام الإقليمية» المنتجات الإسبانية أو قطع الغيــار الألمانية من الســفن الأوروبية الراســية على ميناء حيفا ومنــه عبر القطارات إلــى دول الخليج. وســيعيد المشــروع إحياء الخط الحجــازي الحديــدي والذي ســيربط الأردن مع شبكة الخطوط الحديدية التي بنيت في الســعودية وتربطها مع دول الخليج. وكان من المتوقع أن يناقش محمــد بن زايد ونتنياهو مشــروع بناء مينــاء في الميــاه العميقة للبحر الأحمر يدعمه الصندوق الســيادي الإماراتي، مما سيســمح للناقــات العملاقة بالرســو في ميناء إيلات، قريباً من ميناء العقبة الأردني.

ويمكــن أن تنقل الســفن النفط الســعودي ثم يتــم ضخه في الأنابيب إلــى البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى أوروبا. وفي الاتجاه الآخر، فإن نفط آسيا الوســطى وأوروبا يمكنه العبور عبر جســر بري ليصل إلى ميناء البحر الأحمر ويواصــل رحلته إلى الصــن واليابان وكوريا الجنوبية. لكــن الحفر عميقا فــي ميناء إيلات يواجه معارضة من الداعين للحفاظ على البيئة؛ لأنه قد يقتل الشــعب المرجانيــ­ة والتي تعتبر مقصدا للغواصين، وقد يــؤدي إلى كارثة بيئية في حالة تســرب النفط في المســتقبل. وزادت المخاوف الشهر الماضي عندما تسرب النفط على شواطئ إسرائيل من ناقلة غير معروفة.

ميناء وسكة حديد

وفي الوقت الــذي يتواصل فيــه التفاوض حــول المينــاء وســكة الحديــد، إلا أن مذكرة تفاهم وقعت بحضــور وزير الماليــة الأمريكي السابق ســتيفن منوشــن حول خط الأنابيب «يوروب إشــيا بايبلاين» المملوك من الدولة في إســرائيل وشــركة «أم إي دي- أر إي دي لاند بريدج» الإماراتية. وتبنــى الصفقة على الخط الإسرائيلي الموجود بطول 160 ميلاً لنقل النفط الخــام إلى مصافــي النفط. ويتوقــع أن يربط بشبكة خطوط السكة الحديدية في الخليج عبر أنابيب النفط الســعودية شــرق- غرب إما من خلال السفن أو عبر خطوط تحت الماء. وتخطط الشركة الإسرائيلي­ة لتطوير عمليات لنقل الغاز الطبيعــي بين البحر الأحمر والبحر المتوســط. واكتشــفت إســرائيل الغاز الطبيعــي بكميات كبيرة، ووقّعــت اتفاقية مع قبــرص واليونان لمدة 20 عاماً، وقــد تصبح مصدراً مهماً للغاز إلى أوروبا.

واستخدم نتنياهو كل هذا في الأيام الأخيرة من الحملات الانتخابية على أمل أن يفوز بفترة جديدة يســتطيع من خلالها تأجيــل محاكمته

بتهم الفساد. وقامت حســاباته على أساس أن أي إهانة لمحمد بــن زايد لأنه مزج بين الصفقات والانتخابا­ت يمكــن إصلاحها لو فاز برئاســة الحكومة الإســرائي­لية للمرة السابعة. وتتوقع الاســتطلا­عات تقارباً في النتائج. وســتكون مفارقة أن يخســر نتنياهو الانتخابات بســبب تجاهله وازدرائه الشــريك العربــي الأفقر في السلام، وعلى الجانب الآخر من نهر الأردن.

 ??  ?? نتنياهو وزوجته يدليان بصوتيهما في الانتخابات العامة في القدس المحتلة
نتنياهو وزوجته يدليان بصوتيهما في الانتخابات العامة في القدس المحتلة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom