Al-Quds Al-Arabi

حركة فتح توزع تركيبة القائمة الانتخابية «جغرافيا» والمركزية تواصل مناقشة «بنك الأسماء» المرشحة للتشريعي لإقرارها الجمعة

تضم في مقدمتها ممثلين عن كل محافظة وتراعي «كوتة المرأة»

- غزة ـ «القدس العربي»:

لا تزال اللجنــة المركزية لحركة فتح تناقش من بين «بنك الأسماء» المرشحين لخوض الانتخابات البرلمانية على قائمتها، التي تنوي تقديمها رسمياً للجنــة الانتخابات الأســبوع المقبــل، وذلك بعد أن وضع هيكل التوزيع «الجغرافي» للمرشــحين المفترض أن يكونوا ضمن تلك القائمة.

ومنذ الاجتماع الأخير للجنة المركزية، مســاء يوم الجمعة الماضــي، برئاســة الرئيس محمود عباس، نشــطت اللجنة المركزيــة، بعد وصولها لمجمل الترشــيحا­ت من أقاليم الحركة في الضفة وغزة، في فرز تلك الأسماء، لاختيار «الأفضل» من بينها، خاصة وأن العملية تحتاج إلى تدقيق كبير، بعد ورود ترشيحات تمثل أكثر من ثلاثة أضعاف العدد المطلوب من كل إقليم.

وعلمت «القدس العربــي» أن لجنة خاصة من الحركــة وزعت في وقت ســابق تركيبــة القائمة التي تراعي «الجغرافيا» الفلســطين­ية، من حيث المحافظات، وحصة كل واحدة منها، حسب عدد من يحق لهم الانتخاب. وحسب التركيبة نتم مراعاة «كوتة المرأة» التي ســتكون حاضرة في تفاصيل القائمة، وفق القانون الانتخابي، حيث ســيصار إلى توزيع المقاعد المحددة للمرأة، بما يراعي أيضا الجغرافيا، والمقصود بها مكان سكنهن.

ووفق المعلومات المتوفرة، ســتكون الأســماء الأولى فــي القائمة، وفــق التوزيــع الجغرافي، تحتــوي على ممثــل لــكل محافظة فــي الضفة الغربيــة وقطاع غزة، وســيتم ترتيبها بناء على عدد الســكان، مع وضع خصوصية لمدينة القدس المحتلة، لضمان وجود ممثلين عن كل محافظة في المجلس التشريعي المقبل.

وســيصار بعد ذلك إلى توزيع باقي المرشحين على القائمــة، وفق حصــة كل محافظة من العدد الإجمالي وهو 132 عضوا، علــى أن يراعى حجم التمثيل في المقاعد الأولى في القائمة، بما يناسب عدد الناخبين.

وتخضــع هذه العملية لحســابات دقيقة جدا، يعمل فريق مختــص من حركة فتــح على فرزها وملاءمتها بشــكل يخرج القائمة بشــكل يراعي الجميع. وإلى جانب الأســماء التي رشحتها أطر حركة فتح القيادية، بعد أن أجرت انتخابات شارك فيها شــكل تنظيمي أشــبه بـ«المجمع الانتخابي » تدرس قيادة الحركة أسماء شخصيات أخرى لها وزن في الشارع، غير مصبوغة بالصفة التنظيمية البحتــة، لتكون ضمن قائمة الحركــة المركزية، لما لهذه الشــخصيات من قبول وتأثير في الشــارع الفلسطيني.

أفضل المرشحين للقائمة

وفي هذه الأوقات يوجد وفد من أعضاء اللجنة المركزية في قطــاع غزة، حيث يجــري اتصالات ولقــاءات مع الأطــر القياديــة، ومــع قطاعات جماهيرية، في إطار البحث عن أفضل المرشــحين للقائمة،

وســتظل اللجنة المركزيــة في حالــة انعقاد لمناقشة الأســماء، حتى يوم الجمعة المقبل، وهو اليوم المخصص لعقد اجتماع لها برئاسة الرئيس عباس، لإقرار الأســماء بالشــكل النهائي، ومن ثــم التوجه للجنــة الانتخابات لتقــديم القائمة النهائيــة، التــي ســتراعي أيضــا التخصصات العلمية والمهنية.

ولغايــة اللحظة لم تضــع قيادة فتــح أيا من أعضائها أو أعضاء المجلس الثــوري، أو وزرائها الحاليين أو السابقين على قائمتها الانتخابية، لكن تظل التوقعات بشأن «الاستثناءا­ت» واردة حتى اللحظة الأخيرة، بهــدف تطعيم القائمة بخبرات تنظيمية، رغم وجود قرار مســبق بعدم مشاركة هذه الفئات في الانتخابات البرلمانية.

وكان نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، قد قال في تصريحات سابقة: «سنرشح مرشحين ترضى عنهــم القاعدة الفتحاويــ­ة ويرضى عنهم الشــارع الفلســطين­ي وســنختاره­م متواضعين وســمعتهم طيبة» لافتاً إلى أن الحركة ترفع شعار «التعلم مــن دروس الماضي» لانتقاء مرشــحيها الذين ســيخوضون الانتخابات البرلمانية خشية من تكرار أخطاء 2006، لافتا إلى أن معايير انتقاء المرشحين سيكون أساسها «أفضل الناس وأكثرهم تواضعاً وجذباً للجمهور».

أما جبريل الرجوب أمين ســر اللجنة المركزية، فقد أكد أن «الجغرافيا» ســتأخذ حقها في اختيار المرشــحين، إلى جانــب المعايير التــي وضعتها الحركة التي تمثل «أداة القياس» للاختيار.

ويشار إلى ان حركة حماس أعلنت أنها أجرت يومي الأحــد والإثنين في قطاع غــزة العديد من اللقاءات الحركيــة المكثفة التــي جمعت نخبتها القيادية في المناطق التنظيمية الســبع والحركة النسائية. وقالت في بيان لها إن اللقاءات المكوكية هدفت إلى اعتماد مرشــحي الحركــة لانتخابات المرحلة الأولى للمجلس الوطني.

والمعروف أن أعضاء المجلس التشريعي المقبل سيكونون أعضاء في المجلس الوطني، الذي يمثل الفلسطينيي­ن في الداخل والخارج، والذي تجرى انتخاباتــ­ه في وقــت لاحق من هــذا العام، وفق المرسوم الرئاسي.

تطلعات الشعب الفلسطيني

وقالت إنهــا وضعــت مجموعة مــن المعايير والمحــددا­ت لـ «اختيار مرشــحيها بما يتناســب وتطلعات أبناء شعبنا الفلسطيني.»

وظهر في الصور التــي وزعتها حركة حماس، قائد الحركة في قطاع غزة يحيى الســنوار، وهو يترأس ثلاثة اجتماعات مختلفة برفقة نائبه خليل الحية، ونزار عوض الله عضو المكتب السياسي، والذي نافس على منصب قائد الحركة في القطاع في الانتخابات الأخيرة.

وظهر في إحدى الصور أعضاء المكتب السياسي لحماس في غزة، وفي صورة أخرى قيادات أخرى من حماس، فيما اشــتمل أحــد الاجتماعات على نواب حماس في المجلس التشريعي السابق. وفي إحدى الصــور الموزعة ظهر الســنوار وبجواره عــوض الله، وهما يســتعرضان شــرحا لقيادة الحركة على سبورة كبيرة وضعت في صدر غرفة الاجتماع، وبــدا أن الاجتمــاع كان يناقش أمورا عملية تخص قائمة الحركة أو توزيعها، ما احتاج إلى شرح عملي.

ولــم تعلن حركة حمــاس عــن الطريقة التي ســتختار فيها مرشــحيها مــن الضفــة الغربية والقدس المحتلة، لكن بدا من التصريح الصحافي، أن الحركة لا تزال في طور دراســة الأسماء، وأن ذلك يوحي بأنها ســتحتاج لوقت آخر مثل حركة فتح لتقدم قائمتها للجنة الانتخابات المركزية.

إلــى ذلك، علمــت «القدس العربــي» أن هناك فصائــل أخــرى داخــل منظمــة التحرير تجري

مباحثــات فيما بينها من أجل الدخــول في قائمة موحدة، بعدما فشــل حتى اللحظــة خيار «قائمة اليسار» بســبب الخلاف بين الأعضاء على توزيع الحصص والمقاعد.

ويشار إلى أن لجنة الانتخابات المركزية فتحت باب الترشــح يوم 20 من الشــهر الجاري، حيث ستستمر العملية وفق الترتيبات الموضوعة حتى يوم 31 من هذا الشهر. وقالت اللجنة إنها ستكتفي في هذه المرحلة بنشــر عــدد القوائم التي تقدمت بطلبات ترشــح للانتخابات التشــريعي­ة، دون الكشف عن أســمائها أو أسماء مرشحيها، مشيرة إلى أن القوائم التي تقوم بالإعلان عن نفسها وعن أسماء مرشحيها إنما تفعل ذلك على مسؤوليتها.

وأضافــت لجنــة الانتخابات في بيــان صادر عنهــا، أنها ستنشــر للجمهــور القائمــة الأولية بأسماء القوائم المترشحة ومرشحيها، بعد انتهاء مرحلة الترشــح، وانتهاء النظر والبت في جميع القوائم المتقدمة، وذلك بتاريخ 6 نيســان / أبريل المقبل.

ويشار إلى أن الرئيس محمود عباس أصدر في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي مرسوما رئاسيا يقضي بإجــراء انتخابات تشــريعية بتاريخ 22 أيــار/ مايــو المقبل، تتبعهــا انتخابات رئاســية بتاريــخ 31 تمــوز/ يوليــو، ومن ثــم انتخابات المجلــس الوطني الفلســطين­ي بتاريــخ 31 آب/ أغسطس من هذا العام.

 ??  ?? مبنى لجنة الانتخابات الفلسطينية
مبنى لجنة الانتخابات الفلسطينية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom