Al-Quds Al-Arabi

حملة تضامن مع البسطاء

-

هل غطــى التضامن مع الفنانة بشــرى عقبــي على التضامن مــع المواطن البسيط، الذي سيدفع فواتير الغلاء الباهضة للسلع الضرورية والكمالية التي يحتاجها لشــهر رمضان، الذي يقف على الأبواب؟ وهل ستوقف حملة المقاطعة وتتم الاستجابة لها بسرعة مثل مقاطعة حفل «الشاب» ماميدو» من طرف سكان ولايــة الوادي، بعد حملة على «فيســبوك» باعتبارها حفلــة «مائعة» للمثليين والمدمنين، أم أن اســتنزاف جيوب المواطنين وزيادة حيرتهم وقلة حيلتهم أمام جشــع الأســواق وأرباب الصناعات لا يهم، ولا يهم إن أكلوا اللحم الأبيض أو الأحمر، وحتى وإن «أكلوا لحومهم» واستكثروه في المواطنين؟!

اللحوم تبقى دائما بعيدة عن موائد الكثيرين، إلا في المناســبا­ت والأعياد. وهل سينجح الشــعب في حملته لمقاطعة الزيت، الذي أصبح نادرا في المحلات التجارية واختفت الماركات والأســماء الأقل ســعرا، وبقي الزيت الذي شــبهه بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بقــارورات العطور الغالية الثمن. وهل ســيبقى المضاربون بأسعار الزيوت وحدهم من يستطيعون قلي ما يريدون من أكلات. إذن «خليهم يقلوا وحدهم» وبالناقص زيوتهم؟

هل فعلا ســتتحقق أمنية المواطنين في حملتهم لمقاطعة الدجاج بعد أن فاقت أسعاره 450 دينارا للكيلوغرام الواحد؟

حملة شــعبية لمقاطعة الدجاج تحت شــعار «خليه يربي الريش» أو «خليه بريشــو». دعوات لمقاطعة الزيت والدجاج على منصات التواصل الاجتماعي. وقد باركت منظمة حماية المســتهلك الخطوة، حيث أكد رئيس المنظمة مصطفى زبدي في تصريحاته لمختلف وســائل الإعلام أن مصالحه حذرت منذ أسبوعين من ارتفاع الأســعار في ظــل بقاء الأزمــة، وأن المنظمة حذرت مــن النفور في تربية الدواجن نظرا لغلاء الأعلاف. واســتبعد زبدي، حسب ما نقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ونقــا عن «منابربريس» أن يكون ارتفاع الأســعار بســبب المضاربة، لأن الأمر كان متوقعا منذ البداية. كما أشار إلى أن صغار الدجاج )الصيصان( يتم اســتيراده­ا من الخارج، وكذلك اللقاح الخاص بالكتاكيت والأعلاف. وما توفره الجزائر في كل العملية المياه فقط. كما استبعد الســيد زبدي التكهنات التي تقول بانخفاض الأســعار مع بداية شهر رمضان وتمنى أن تكون صحيحة.

وربما مخزون الدواجن المجمدة لدى ديوان الحبوب واخراجها لأجل عرضها قد تخفض الأسعار. من أين سيتحصل المواطن على بروتينات رمضان أمام غلاء اللحوم البيضــاء والحمراء. وحتى البطاطا المقلية قد تختفي من الموائد، والتي كانت تحل أزمات ربات البيوت مع «رغبات» الأطفال العنيدة حيث تربت أجيال كثيرة على نمط استهلاك «الفريت»!؟

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom