Al-Quds Al-Arabi

توقع استئناف الملاحة في قناة السويس بعد تعويم سفينة حاويات جنحت جزئياً

-

■ القاهرة - وكالات الأنباء: ذكرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة «جي.إيه.سي» أمس الأربعاء أن ســفينة الحاويات العملاقة التي تســد قناة السويس منذ أكثر من يوم أعيد تعويمها جزئيا، ومن المتوقع اســتئناف حركة المرور قريباً في أسرع طريق للشحن من أوروبا إلى آسيا.

وقالــت «هيئــة قناة الســويس» فــي بيان إن الســفينة «إيفر غيفن»، التي يبلــغ طولها 400 متر وتصــل حمولتها إلى 224 ألف طــن، جنحت صباح الثلاثاء وهو ما «يعود بشــكل أساســي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظراً لمرور البلاد بعاصفــة ترابية... مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها».

ويمر نحو 30 في المئة من حركة ســفن الحاويات العالمية عبر قناة الســويس يومياً، تحمل كل شيء من الوقود إلى السلع الاستهلاكي­ة. والطريق البديل الرئيسي للســفن المسافرة بين آســيا وأوروبا يمر حول قارة أفريقيا ويستغرق وقتاً إضافياً طويلاً.

وبدت السفينة في الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي متوقفة بعرض القناة. وأظهرت صور نشرتها هيئة قناة السويس حفاراً يزيل التربة والصخور من ضفة القناة حول مقدمة السفينة.

وأظهــرت خرائــط التتبع الســفينة جانحة في أقصى الامتداد الجنوبــي للممر المائي، بين البحيرة الُمرة الكبرى وميناء السويس على البحر الأحمر.

وقالــت مصادر محلية لأن 30 ســفينة على الأقل كانــت متوقفة إلى الشــمال من «إيفــر غيفن» فيما توقفــت ثلاث ســفن إلــى الجنوب. كما شــوهدت عشــرات الســفن متجمعة عند المدخلين الشــمالي والجنوبي للقناة.

وقالت شركة «جي.إيه.ســي» أمس على موقعها الإلكتروني إن 15 سفينة أخرى كانت وراء السفينة الجانحة في القافلة المتجهة للشمال اضطرت للرسو لحين إخــاء الممر. وقالت الشــركة أن قافلة متجهة للجنوب تعطلت أيضا.

وقالت «كبلر» لتتبع الســفن أن أكثر من 20 ناقلة محملــة بالنفط الخــام والمنتجات المكــررة تأثرت بالتعطيل.

وأظهرت بيانــات «رفينيتيف أيكون» أن ما يزيد على 13 ســفينة حاويات ترســو حول الســويس، وتنتظــر اثنتــان أخريان علــى الأقل فــي البحر المتوسط.

وقالــت «مولر ميرســك»، أكبر شــركة لشــحن الحاويات في العالم، إن ســبعا من ســفنها تأثرت حتى الآن، مضيفة أن «أربع ســفن منهــا عالقة في القناة في حين تنتظر البقية للدخول».

وقال كريــس إيفانــز، خبير سلاســل التوريد الدولية لدى «كوليرز» للخدمات المهنية «الســاعات الأربع والعشرون المقبلة ستكون حاسمة في تحديد الأثر في المدى الطويــل». وأضاف «إذا حدث تأخير كبير، فمن المرجح أن يصبــح رأس الرجاء الصالح طريقا بديلا».

وأدت الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا

وارتفاع طلب المســتهلك­ين إلى اختناقات لوجستية على نطاق أوســع في أنحاء العالم لشركات شحن الحاويات والإمدادات في الشهور القليلة الماضية.

وقــال كريغ نولــر، من دوريــة التجــارة التي تصدرها «آي.إتــش.إس ماركت» للبيانات «في ظل اســتنزاف سلسلة التوريد بين آســيا وأوروبا إلى أقصى حــد بالفعل، يأتي تعطل قناة الســويس في وقت غير موات على وجه الخصوص.»

وأضاف «شركات شحن الحاويات أرسلت جميع السفن المتاحة لتلبية الطلب الكبير من المستوردين الأوروبيــ­ن والبريطاني­ين، والتكدس يؤخر بالفعل مناولة البضائع الواردة .»

من جهــة ثانية تعيــد حادثة التعطــل الجديدة للملاحة في القناة، حتى ليوم واحد، تركيز الأضواء على أهمية القنــاة في الاقتصــاد العالمي، بوصفها الطريق التجارية الأكثر استخداما في العالم، حيث يمر عبرها حوالي 10 فــي المئة من التجارة البحرية الدولية. وفيما يلي معلومات أساسية حولها:

في أيام الفراعنة، كانــت هناك قناة أولى تصل خليج السويس بدلتا النيل، لكن لم يتمّ استخدامها في ما بعد بسبب كلفة تنظيفها من الرمال المتراكمة.

فــي 1854، أعطى ســعيد باشــا الــذي أصبح نائبا للملك في مصــر، دفعاً للمشــروع عبر توقيع تنازل للمتعهد والدبلوماس­ــي الفرنســي فردينان دو لوســيبس الذي أنشأ «شــركة قناة السويس». وكان المشــروع يهدف إلى وصــل البحرين الأحمر والمتوسط. وتطلب العمل فيه عشر سنوات )1859- 1869(، وعمل فيه مليون مصري ســخرةً مات منهم عشرات الآلاف خلال عمليات الحفر.

تمّ افتتاح القناة في عام 1869 في احتفال ضخم في حضور زوجــة نابوليون الثالــث الامبراطور­ة أوجينــي. وكان طولها 164 كيلومتراً وعمقها ثمانية أمتار. وكانت تتسع لسفن بســعة 5000 طن وعمق يصل إلى 6.7 متر، وكانت تلك مقاييس الجزء الأكبر من أســاطيل العالم في ذلك الوقت، وفقا لهيئة قناة السويس. وفي عام 1887، تم تحديث القناة للسماح بالملاحة أثناء الليل، ما ضاعف من قدرتها.

في عام 1956، أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم الممر المائي الذي كانت تديره بريطانيا وفرنسا، انطلاقا من مفهوم القومية العربية ورفضا للاستعمار. وتسبب ذلك بأزمة دولية انتهت بهجوم شنته إسرائيل وفرنسا وبريطانيا على مصر.

وكان طول القناة حينها وصل إلى 175 كيلومتراً وعمقها 14 متراً، وكانت تســتوعب مــرور ناقلات بسعة 30 ألف طن بعمق غاطس 10.7 متر.

وتعرضــت القنــاة خــال الحــروب العربية الإســرائي­لية في 1967 و1973 لأضــرار وتم إغلاقها لأشهر عدة. ثم نزعت منها الألغام وأعيد العمل بها.

في العام 2015، شــهدت القناة المصرية حركة توســعة كبيرة مدّت طول المجرى الملاحي إلى أكثر من 193 كيلومتراً وزادت عمقه إلى 24 متراً، فأصبح قادرا على اســتقبال ناقلات عملاقة بسعة 240 ألف طن وبغاطس يصل إلى 20 متراً.

وأطلقت الحكومة اسم «قناة السويس الجديدة» على المجرى الموسع. وشهدت هذه القناة مرور العام الماضي نحو 19 ألف ســفينة، أي ما بــن 40 إلى 50 سفينة يومياً مقارنةً بثلاث سفن في عام 1869.

ومن المتوقــع أن تتضاعف حركة المــرور تقريباً بحلول عــام 2023 خصوصاً في ظل وجود اتجاهين للمــرور عبر الممــر ما يســاعد على تقليــل أوقات الانتظار.

وتعتبر القناة مصدر دخل حيوي لمصر وبلغت إيراداتها 5,61 مليارات دولار العام الماضي.

وتعتبر قناة الســويس أســرع طريــق بحرا لنقل غالبية النفط من المحيط الأطلســي إلى المحيط الهندي، ولكنها تكلّف رسوم مرور ضخمة.

فالرحلــة بين الموانــئ في الخليــج ولندن، على ســبيل المثال، تُقطع إلى النصــف تقريباً عند المرور عبر قناة الســويس - مقارنةً بطريق رأس الرجاء الصالح عبر الطرف الجنوبي للقارة الافريقية.

ومعظم الشحنات المتجهة من الخليج إلى أوروبا الغربية نفطية. أمّا في الاتجــاه المعاكس، فأغلب ما يتم نقله من أوروبا وأمريكا الشــمالية إلى الشرق الأقصى وآسيا هو السلع المصنعة والحبوب.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom