Al-Quds Al-Arabi

العسكري عن استعراض «ربع الله» في بغداد: شباب غير منضبط عبروا عن مطالب حقة

واشنطن توقف مواقع إلكترونية لـ «كتائب حزب الله» في العراق

- بغداد ـ «القدس العربي»:

نفى المســؤول الأمني كتائب «حزب اللــه» في العراق أبو علي العســكري، الحديث عن تنظيم اســتعراض عســكري لـــحركة «ربع الله» في بغداد، التي قال إن الكتائب تشــرف على إدارتها.

وشــهدت العاصمة العراقية بغداد، أول أمس، استعراضاً عسكرياً لمجموعة مسلحة طالبت بإعادة صرف سعر الدولار أمام الدينار العراقي إلى وضعه السابق، فضلاً تمرير قانون الموازنــة المالية الاتحادية 2021 وعدم منح إقليم كردســتان العراق حصته منها، ما لم يســلّم النفط ووارداته المالية إلى الحكومة الاتحادية.

«نقل روتيني»

وقال العســكري، في «تغريدة» «تم نقل قوات من الحشد الشــعبي، التي نشــرف علــى إدارتهــا ودعمهــا، إلى أحد أطراف بغــداد لأداء مهامها للدفاع عن بلدنــا العزيز، وهذا النقل روتيني، ولا يحتاج للتنســيق مع أي جهة، وبســبب بعض العوامل الأمنية والفنية تغير مســار الرتل إلى وسط العاصمة».

وأضــاف: « اســتثمر بعــض الشــباب المتحمــس )غير المنضبط( هذا المســار ليعبروا عن مطالب حقة، لكن بطريقة غير مقبولة لنا. أما مفهوم ضبط الســاح فإن تم، فيجب أن يسري على الجميع دون اســتثناء، )الدول المحتلة للعراق(. نتمنى من الجهات الإعلامية والحكومية توخي الدقة في نقل الأخبار».

وتابع: «علــى مدعيّ الإصلاح والمشــارك­ين في الحكومة، النظر إلى حاجات المســاكين والمســتضع­فين، وترك التنابز، وكيــل التهم، والتصيد بالماء العكــر» ونؤكد أنَ «لا حصة في الموازنــة الاتحادية لإقليم كردســتان دون تســليم عائدات النفط، والمنافذ الحدودية، مع مراعاة عدم المســاس برواتب الشــعب الكردي، كما يجب على الحكومة إعادة المفســوخة عقودهم، وتشــغيل العاطلــن عن العمل، وإعــادة البطاقة التموينية، وإرجاع ســعر صرف الدولار إلــى ما كان عليه، لسد رمق الفقير».

في الموازاة، أعلنت وزارة العدل الأمريكية، مصادرتها لكل من مواقع )شبكة الاعلام المقاوم( و«المعلومة» لاستخدامهم­ا بشكل غير قانوني من قبل «كتائب حزب الله».

وقال القائم بأعمال المدعي العام الأمريكي لمنطقة شــرقي فرجينيا، راج باريك، إن «الإنترنت يجب ألا يُســتخدم كأداة تجنيد للمنظمات الإرهابية للترويج للتطرف العنيف ونشر خطاب الكراهية الخاص بهم».

وأضاف: «نقف بالتزام مع شــركائنا في )سلطات( إنفاذ القانون لاستخدام جميع الموارد المتاحة لمحاربة الإرهاب».

وقال المسؤول في مكتب الصناعة والأمن، كيفن كورلاند، إن «العمــاء المتخصصــن، سيســتخدمو­ن جميع الأدوات المتاحة لنــا لحماية المواطنين الأمريكيين، بمــا في ذلك أفراد الخدمة العسكرية لدينا، من أعمال العنف الإرهابي المستلهمة والموجهة عبر منصات على الإنترنت».

وزاد: «ســنواصل تعطيل المنظمــات الإرهابية الأجنبية ككتائــب حزب الله وجهودهم لاســتخدام البنيــة التحتية السيبرانية الأمريكية لإلحاق الضرر بالأمن القومي للولايات المتحدة».

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، قد صنفت «كتائب حزب اللــه» منظمة «إرهابية» بشــكل خاص لارتكابهــ­ا وإدارتها أعمال عنف ضد التحالف وقوات الأمن العراقية.

وفي اليوم ذاته، صنفــت وزارة الخارجية «كتائب حزب الله» كمنظمة إرهابية أجنبية لما ارتكبته أو شــكلته من خطر كبير لارتكاب أعمال إرهابية.

وفــي أغســطس/ آب 2020، كانت الولايــات المتحدة قد ســيطرت على موقع قناة «الاتجاه» التلفزيوني­ة، وقالت إنه كان ذراعا إعلاميا لـ«كتائب حزب الله».

وأشار بيان الوزارة إلى نشر «الكتائب» من خلال أذرعها الإعلامية، لمعلومات مغلوطة بشــأن جائحة فيروس كورونا المســتجد، بطريقة قُصد منهــا الإضرار بصــورة الولايات المتحدة في أذهان العراقيين، وزعزعة الاســتقرا­ر في المنطقة لصالح إيران.

تحذير

في الأثناء، حــذّر النائــب عدنان الزرفي، مــن أن يضع الســاح المتحرك خارج «أمرة الدولة» النظام السياسي في العراق تحت «المجهر الدولي».

وقال، في «تدوينة» له، إن «ســاح الدولة المكشــوف هو حُصنهــا وقوتها وهيبتهــا وقت الحرب، وفي وقت السِــلم، فإن أي سلاح يتحرك ســيكون خارج أمرة الدولة، معارضة الدولة».

وأضــاف، أنه «يعتبر تهديد الســلم الُمجتمعي بالســاح فيروسا خطرا يضع النِظام السياســي تحت الِمجهر الدولي وحينها لن ينفع معه حتى اللقاح».

وســبق لرئيس تحالف «الفتح» الذي يضم قادة الفصائل الشــيعية المســلحة المنضوية في «الحشد الشــعبي» هادي العامري، أن اعتبر أن الانتشــار المسلح أمر مرفوض وتحت أي ذريعة، فيمــا دعا الحكومة لمعالجة الآثار الســلبية لرفع سعر الصرف على المواطنين.

وقال العامري في بيان صحافي على خلفية الاســتعرا­ض العســكري، إن «المطالبة بحقوق المواطــن والدفاع عنها أمر مشروع وفي غاية الأهمية ولكن يجب أن يكون عبر الوسائل السلمية وطبق الإجراءات القانونية والدستورية».

وأضاف أن «الانتشــار المســلح أمر مرفــوض وتحت أي ذريعة كانت» داعياً الحكومة أن «تولي أهمية خاصة لمعالجة الآثار السلبية لرفع ســعر الصرف على المواطنين خصوصاً على الشرائح الفقيرة من خلال إجراءات عملية سريعة».

كمــا قال رئيس الحكومــة العراقية، مصطفــى الكاظمي، خلال افتتاح المبنــى الجديد لنقابــة الصحافيين العراقيين، مســاء أول أمس، إن «الســاح لا يبني الحياة، ولن يجعلنا البعض نستسلم للسلاح. الســاح لا يبني سوى الألم، ولا يترك سوى الوجع .»

وأشــار إلى أن «هناك من يظن أنه باســتخدام الســاح ســيهدد الدولة أو يخيف رئيس الــوزراء والحكومة. والله لن نخاف من أحد إلا مــن ضمائرنا. لا نريد أن نذهب بالبلاد إلى حرب أهلية، أو إلى دوامة دمــاء، فقد حصدنا الكثير من الدمــاء، ولا نريد أن تتكــرر تجربة صــدام بصناعة الدماء وتحويل شبابنا ونسائنا الى وقود للحروب.»

وأضاف: «هناك محاولات استعراضية من البعض لإفشال أي محاولة للعراق للانفتاح على العالم، واستعراض اليوم )أول أمس( في بغــداد الهدف منه إربــاك الوضع وصناعة اليأس والاحباط في نفوس العراقيين.»

ونأت هيئة «الحشــد الشعبي» بنفســها عن الاستعراض العسكري المسلّح، وسط العاصمة بغداد.

كمــا قالت وزارة الداخلية، إن «هيئة الحشــد الشــعبي مؤسسة رســمية من مؤسســات الدولة وترفض ممارسات البعض».

وأوضحت فــي بيان، أنــه «في إطــار المهــام التنفيذية وواجباتها المنصوص عليها دســتورياً، المرتكزة بالأســاس على حفــظ الأمــن والاســتقر­ار وتعزيز الســلم المجتمعي ومكافحــة الجريمــة والظواهر الخارجة عــن القانون، تود وزارة الداخليــة أن تبين أنهــا ماضية في عملهــا بجوانبه الأمنيــة والعســكري­ة والخدمية وســوف لن تدخــر جهدا بالعمل الصــادق والمهنــي بهدف إشــاعة أجواء الســام

واشــعار مواطنينا الكرام بالطمأنينة وهيبة الدولة وعراقة مؤسســاتها شــاهدها في ذلك ملفات عديدة حسمت أغلبها ولا زال العمل جار في القســم الآخر منهــا وصولا إلى غلقه وحسمه وفقا للضوابط والإجراءات القانونية.»

وأضاف البيــان: «تود الوزارة أن تبين أن هيئة الحشــد الشــعبي هي مؤسسة رســمية من مؤسســات الدولة التي تدعم جهود وزارة الداخلية وتساندها في كل ما يعزز السلم المجتمعي وترفض كل ممارسة أو توجه غير قانوني قد يقدم عليه البعض .»

وتابــع: «ســتظل الداخلية وكمــا عهدها أبناء الشــعب العراقي، صمام أمان العراق وسيادته وحفظ أمن واستقرار أبنائه .»

 ??  ?? عراقيات مؤيدات لحزب الله يشاركن في جنازة سليماني والمهندس
عراقيات مؤيدات لحزب الله يشاركن في جنازة سليماني والمهندس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom